رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
الوجه وبقت تتمعن النظر إليه بصمت حتى شعرت بأصابع يده تتحرك فلمعت عيناها بلهفة وسعادة
لتهمس
_ بابا أنت كويس
فتح نشأت عيناه بوهن والټفت لها نصف التفاتة وراحت البسمة تجد طريقها فوق ثغره وهو يجيبها بصوت يكاد يسمع
_ أنا كويس ياجلنار الحمدلله
راحت تشكر ربها دون صوت وعيناها تعكس ابتسامتها داخلهم بوضوح بينما نشأت فتابع رغم تعبه وعدم قدرته على الكلام
قاطعته بلين وهمست باسمة
_ مش وقته الكلام ده يابابا دلوقتي أهم حاجة أنك كويس وبخير الحمدلله بلاش تتكلم كتير عشان متتعبش نفسك
رنين الهاتف لا يتوقف منذ دقائق وهي أوشكت أن تلتقط ذلك الهاتف اللعېن وتلقيه بعرض الحائط لكي يتهشم ويتوقف عن الرنين للأبد
طفح كيلها واصدرت صړخة مغتاظة لتلتقط الهاتف وتجيب بعصبية دون أن تتأكد من هوية المتصل
_ إيه قلة الزوق وعدم الاحترام ده في حد يتصل في الوقت ده ناس معندهاش ډم ومش محترمة صحيح
سمعت نبرة رجولية تعرفها جيدا تجيبها بلهجة مريبة
تلعثمت وجحظت عيناها بدهشة لتبعد الهاتف عن أذنها وتتفقد هوية المتصل لټضرب بيدها على وجهها في لطف ناعتة نفسها ب حمقاء كل ذلك حدث في ظرف ثلاث ثواني وبالرابعة كانت تعود بالهاتف فوق أذنها وتجيبه باضطراب بسيط وابتسامة لم يراها لكن ظهرت في دلال نبرتها
_ آدم ! وحشتني أوي ياحبيبي والله
_ أنا قليل الزوق ومش محترم يا مهرة !!!
عضت على شفاها بتوتر ثم ابعدت الهاتف قليلا عن أذنها وهمست
_ يارب سامحني على الكدب ده
وفورا عادت به مجددا تجيبه بجدية متصنعة ورقة جميلة
_ لا طبعا ياحبيبي أنا مقصدش ده أنت صفة الاحترام موجودة عشانك أساسا
_ بعيدا عن اللي بتقوليه ده وأنا فاهم إنك بتاخديني على قد عقلي بس هي كلها يومين وتكوني في بيتي وسعتها محدش هيحوشني عنك
تنحنحت پخوف وهي تضحك ببلاهة محاولة تلطيف الأجواء هامسة
_ طيب أنت تعرف أنا لسا كنت بتكلم مع زوزا وبقولها آدم ده أنا بحبه بشكل لا يمكن حد يتخيله عارفة لو هشحت كدا محبش قده
_ وإيه كمان !
تدللت في الحديث بنبرة افقدته صوابه
_ بحبك يادومي
هيمن الهيام عليه ولم تسمع سوى صوت أنفاسه القوية فيضقت عيناها بحيرة وهتفت
_ آدم
أخذ نفسا عميقا يحاول التحكم بالثورة التي اندلعت بثناياه ورد عليه بصوت متيم
لم يجيبها واكتفى بابتسامته بينما هي فقامت بفتح النافذة واطلت منها برأسها فقط لترى سيارته بالفعل أسفل المنزل وهو يقف مستندا بظهره على السيارة ويرفع عيناه إليها يتأملها بعشق جارف فيخرج صوته في الهاتف أصاب يسارها بسهم العشاق الذي لا شفاء منه
_ وأنا كمان بحبك
رأى ابتسامتها الخجلة تعتلي معالمها وهي تتمعنه بحب لكن فجأة انتفضت والتفتت خلفها بزعر على صوت جدتها التي تهتف
_ بتعملي إيه يامهرة على الشباك السعادي !
تلعثمت وردت بسرعة محاولة إنقاذ الموقف
_ولا حاجة ياتيتا انا سمعت أصوات بس
وافتكرت في حد پيتخانق ولا حاجة بس طلع عيال المنطقة مع بعضهم إنتي إيه اللي مصحيكي لغاية دلوقتي
فوزية بدفء
_ كنت رايحة أنام بس قولت اطمن عليكي الأول
مهرة بحب حقيقي ونظرات كلها امتنان
_ ربنا يخليكي ليا يازوزا متقلقيش أنا هروح أنام دلوقتي وأنا روحي نامي وارتاحي
_ طيب ياحبيبتي تصبحي على خير
_ وإنتي من أهل الخير يارب
فور رحيل جدتها رفعت الهاتف على أذنها فورا والتفتت للنافذة تتطلع لآدم وتهتف بحزم بسيط
_ امشي بقى يا آدم لو تيتا عرفت انك موجود تحت هتبهدلني
ضحك واتاها صوته في الهاتف متزامنا مع وجه وهي تراه يغمز لها بخبث
_ طيب ما تبعتيلي بوسة في الهوا كدا قبل ما امشي
اتسعت عيناها پصدمة وهتفت پغضب ممزوج بخجلها الشديد
_ آدم احترم نفسك وبلاش
وقاحة
كتم ضحكته ورد ببرود ونبرة ازدادت جرأة
_ ما أنا مش همشي غير لما اخدها !
مهرة بعناد شديد
_متمشيش خليك قاعد كدا وأنا هدخل أنام
هدر بكلمة سمرتها بأرضها من الذهول
_
هطلعلك
لهجته كانت تملأها الثقة المفرطة مما زعزعت شجاعتها هي لكن رغم ذلك احتفظت بثقتها وردت
_ متقدرش
ابتسم بخبث ورفع حاجة مستنكرا ثقتها بنفسها ثم استطرد بلهجة لا تحمل المزح
_ تتحديني !
استحوذ عليها السكون بعد سؤاله ولهجته التي تثبت جنون أفعاله فإن أكملت بتلك المجادلة ستخرج منها حتما خاسرة تنفست الصعداء بعدم حيلة ورفعت أناملها لفمها تطبق علي شفتيها وتضمهم للأمام ثم تبعد يدها متزامنة معها قبلة أرسلتها له بالهواء وهي تبتسم
بخجل فضحك هو بمشاعر طاغية ثم رد عليها بلؤم
_ هعتبرها تصبيرة لغاية الفرح يا مهرتي
لم يدهشها بوقاحته المعتادة بقدر ما أخجلها حيث أنهت الاتصال معه دون أي كلمة وتابعته بعيناها فقط وهو يستقل بسيارته ويلوح له بيده مودعا إياها ففعلت المثل وراحت عيناها تتحرك