رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
ممكن تفهميني إيه اللي بيحصل ولمېتي هدومك إنتي وهنا وجيتي هنا ليه !!!
التزمت الصمت لوقت قصير قبل أن تتطلع بعيناه في ثبات وقوة تليق بها لتهمس
_ فاكرة لما قولتلك إني نهاية القصة محتومة من بدايتها يا عدنان وإن هتكون نهايتها فراق
كانت تتحدث بالالغاز ولم يفهم شيء منها لترى علامات الاستفهام والريبة تعلو معالمه وهو يسألها
اشتعلت نظراتها غيرة وسخطا فور تذكرها لمشهد الصباح وحقيقة مشاعره المحفوظة لزوجته حتى الآن فهتفت بحدة
_ كفاية لحد هنا يا عدنان أنا تنازالت كتير ومكنش ينفع اتنازال احنا من البداية مكناش هنكمل مع بعض بعد كل
اللي حصل ده وجه وقت
الفراق خلاص
_ فراق إيه !! في إيه ياجلنار !
ارتفعت نبرة صوتها قليلا وهي تصيح به بعصبية
_ في إنك لسا بتحب فريدة ياعدنان ومتحاولش تنكر أنا متأكدة وشوفت بعيني
_ بحب فريدة !!! إنتي مدركة اللي بتقوليه !
خرجت منها الكلمة التي كانت بمثابة صاعقة فوق رأسه
_ عايزة اتطلق ياعدنان !
استحوذ الذهول عليه لبرهة لا يستوعب ما يحدث وما تسمعه أذنيه هو حتى لا يفهم شيء ولا يدري ماذا حدث ليدفعها لطلب الطلاق منه !
_ وصلنا لنهاية الطريق خلاص والانفصال هو افضل حل لينا !
رفع يده يمسح على وجهه متأففا بنفاذ صبر وعصبية ليجيبها بعينان بدأت تأخذ شكل مريبا قليلا
_ طيب أنا مش فاهم إيه اللي بيحصل بس لو بتطلبي الطلاق بسبب شكوكك وإنك فاكرة إني لسا بحبها فتبقي غلطانة جدا فريدة انتهت بنسبالي
_ أنا مصممة ياعدنان المرة دي واخدت قراري خلاص صدقني ده افضل حل لينا
أثارت جنونه فراح يصيح بها بنبرة مرعبة من حدتها
_ افضل حل إيه إنتي عايزة تجننيني لو الانفصال حل بالنسبالك فأنا بنسبالي لا انا همشي واسيبك النهارده ترتاحي وتهدي كدا شوية وبعد كدا نتكلم بكرا على رواق وبعدين ترجعي بيتك وياريت بكرا مسمعش كلمة طلاق دي تاني مفهوووم
رمقها بڼارية وقال منفعلا
_ سمعتي أنا قولت إيه ! قولت ارتاحي الليلة دي وبكرا نبقى نتكلم وقرارك مش هيتنفذ ياجلنار إنتي عارفة إني مش هطلقك
جلنار بهدوء غريب
_ هتطلقني !
كتم غيظه بصعوبة وهو يصر على أسنانه فتلك الكلمة هي أكثر من تصيبه بالجنون الانفصال بند مرفوض تماما ولن يسمح بتنفيذه تركها واقترب من الفراش لينحنى على رأسه ابنته النائمة يلثمها برفق ثم يبتعد ويعود لها ليقول بهمس في أذنها أثناء مروره من جانبها
_ ومتنسيش كمان إني قولتلك يومها الحكاية دي أنا اللي بدأتها وأنا اللي هنهيها والفراق محصلش في البداية ومش هيحصل في النهاية العقاپ مش بيتخلى يارمانة
انهى عباراته واندفع لخارج الغرفة وهو يستشيط ڠضبا وغيظا تستفزه بنقطة ضعفه وهي ابتعاده عنها وفراقهم المفروض !!
_ الفصل الستون _
انتهى من حمامه المسائي وخرج وهو يجفف شعره بالمنشفة الصغيرة وبينما كان في طريقه للخزانة صوت رنين الباب جعله يتوقف للحظة قاطبا حاجبيه باستغراب ! ثم القى بالمنشفة فوق الفراش بإهمال وقاد
خطواته للخارج ليفتح الباب ويفاجيء بأخيه أمامه فتخرج همسة متعجبة من بين شفتيه
_ عدنان !
لم يتفوه ببنت
شفة فقط دخل ونزع حذائه ثم اتجه نحو الأريكة ليجلس فوقها بسكون مريب جعل آدم يتابعه بنظراته المستفهمة من مكانه دون أن يتحرك حتى وجده جلس فأغلق الباب واقترب منه بصمت ليجده يسأل بجمود تام
_ سيبت البيت امتى
تقدم وجلس جواره مجيبا
_ امبارح
عدنان
_ حاولت تمنعك طبعا !
آدم بابتسامة ساخرة
_ أكيد بس كفاية أوي ماما تصرفاتها بقت لا تحتمل وآخر حاجة كنت أتوقعها منها إنها تكون السبب في مۏت بابا وتعمل كل ده
أجابه باسما بخزي وصوت موجوع
_ أمك تعمل اكتر من كدا كمان أنا عارفها كويس وللأسف أنا اللي سمحتلها تزيد في الغلط وكنت بسكت وبعدي لكل حاجة بسبب خۏفي من إني ازعلها والنتيجة إيه ! إنها دمرتنا وډمرت نفسها ومبقتش عارف اللي بيحصلي ده أنا السبب فيه ولا هي معدتش فاهم الغلط فين ولا في مين !
غضن آدم حاجبيها بريبة بعد
سماعه لآخر كلمات أخيه التي دفعت بمزيد من التساؤلات لعقله ومزيد من القلق ليساره فراح يسأله بحيرة واهتمام
_ هو في حاجة حصلت ياعدنان !
رد بعينان تائهة ومنطفئة
_ ناوية تحرمني منهم للمرة التانية بس المرة دي وهما قدام عيني وعارف مكانهم بس مش هقدر اخليهم جمبي
آدم بعدم فهم وصوت غليظ
_ أنا مش فاهم حاجة !
_ جلنار سابت البيت وخدت هنا