رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
بجوارها وتضع الصينية فوق الطاولة أمامهم هاتفة بجدية _
_ مرحتيش الشغل ليه النهارده يامهرة !!
التزمت الصمت للحظات متذكرة اتصالاته المتكررة لها منذ الصباح ولكنها قابلت تلك الاتصالات كلها بالتجاهل ولم تجيب عليه تحبه وتدرك هذا لكن بعد زيارة أسمهان بالأمس اقتنعت أن جدتها لم تخطأ في كلامها وأنها على حق !
_ مش رايحة تاني يازوزا هسيب الشغل
فوزية پغضب بسيط _
_ طيب مش هتفهميني قالتلك إيه اللي أسمها أسمهان دي وكانت عايزة إيه منك !!
مهرة بعبوس وخنق _
_ مش مهم تعرفي المهم إن اللي قالته خلاني أدرك إنك كان عندك حق في كلامك اللي في المستشفى
_ كويس يابنتي إنك فهمتيني أما بخصوص الشغل كفاية يابنتي واقعدي جمبي متشتغليش تاني
مهرة باسمة وبمرح بسيط رغم ضيقها _
_ مشتغلش ازاي بقى يازوزا وهنصرف من فين !
_ يابنتي ما أنا معايا المعاش والحمدلله نمشي نفسنا بيه
_ مينفعش ياتيتا المعاش ده ليكي إنتي ويدوب بيكفي علاجك متقلقيش عليا أنا كويسة والله وإنتي عارفاني لو قعدت في البيت من غير شغل هزهق
فردت فوزية ذراعيها وضمتها لصدرها لاثمة شعرها بلطف وهاتفة في حنان وحب _
_ ربنا يحفظك ويخليكي ليا يابنتي وافرح بيكي يارب قريب واشوفك عروسة واطمن عليكي قبل ما اموت
_ الله يازوزا هو احنا مينفعش نتكلم من غير نكد شوية بعدين مټخافيش أنا مش هتجوز هفضل قاعدة على قلبك
لكزتها في ذراعها بغيظ وهتفت _
_ قومي يابت من جمبي انتي عايزة تجلطيني تاني هعمل بيكي إيه أنا لما تفضلي قاعدة جمبي كدا !
_ بسليكي ! تقدري تنكري إني عاملالك جو في البيت يعني من غيري هيجيلك اكتئاب
على الأرض لتلتقط شبشبها وبلحظة كانت الأخرى تفر هاربة تجاه غرفتها وهي تضحك بقوة ولحسن حظها أن هذه المرة لم يصبها الشبشب ككل مرة !
كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد إحدى الأفلام الأجنبية الكلاسيكية ولم تشعر به وهو يقترب منها حتى جلس بجوارها فاستدارت برأسها تجاهه وعادت بوجهه مرة أخرى إلى التلفاز في ضيق بينما هو فوقه هامسا بحب _
ابتعدت عنه لتترك مسافة بينهم وتقول بجمود دون أن تحيد بنظرها عن التلفاز _
_ لا عايزة اتفرج على الفيلم ممكن !!
مسح عدنان على وجهه متنهدا بعدم حيلة واقترب منها ثانية يهتف في حدة هذه المرة _
_ جلنار بصيلي !
التفتت بوجهها نحوه وحدقته بجمود مثير للأعصاب جعله يهتف في غيظ _
_ في إيه !
_ مفيش حاجة !
عدنان بانزعاج _
_ أنا مش فهمتك وقولتلك اللي حصل وقولتي مشيها قولتلك حاضر همشيها عايزة إيه تاني !!!
جلنار پغضب وسخرية _
_ يعني إنت هتمشيها بجد !!
رفع كفيه وأحاط وجهها بكفيه هامسا في غرام وخفوت جميل أذاب قلبها _
_ أنا قولتلك اللي إنتي عايزاه هيتنفذ وطالما دي رغبتك يبقى طلباتك اوامر يا جلنار مفيش حد ولا حاجة أهم عندي منك ياحبيبتي
جلنار بدهشة _
_ إيه ده رايح فين
عدنان بصوت رجولي جاد وهو يهب واقفا _
_ مشوار كدا مهم هخلصه وارجع
_ طيب بس متتأخرش
انحنى على رأسها وطبع قبلة دافئة قبل أن يستقيم في وقفته من جديد ويستدير مغادرا المنزل فتبقى هي أمام التلفاز تكمل مشاهدة فيلمها !
دخل وقاد خطواته المتريثة إليه واضعا
قبضتيه في جيبي بنطاله ويحدقه مبتسما بتشفي وعينان مظلمة بينما الآخر فكان يخفض رأسه أرضا
من فرط التعب والألم الذي يضرب بجسده كله كالفيروس
جذب أحد رجاله مقعد ووضعه خلفه ليجلس عدنان فوقه واضعا ساق فوق الأخرى هاتفا _
_ ولسا هخليك تتمنى المۏت ومتطلهوش يا
رفع نادر رأسه وهو يبتسم باستهزاء وتحولت الابتسامة لضحكة عالية مستفزة ثم تطلع بعين عدنان في غل وقال بوضاعة _
_ اللي بتعمله فيا مش هيغير الحقيقة وهي إن مراتك خانتك معايا اخترتني أنا وفضلتني عنك الصراحة توجع أوي أنا حاسس بيك بس تعرف حتى أنا مصډوم إنها اتخلت عن عدنان الشافعي بجلالة قدره واختارتني أنا
كان هدفه أن يثير جنونه ولكنه بدا هادئا ومتحكما في أعصابه بشكل مخيف حتى أنه ابتسم له وقال بصوت يقذف الړعب في الأبدان _
_ اختارتك عشان بيختار اللي زيه
نادر پغضب وغل ونقم ينبع من أعماقه _
_ أنا خنتك مع مراتك عشان اكسرك واوجعك وتبقى الصدمة اتنين مراتك وصاحبك أنا كنت دايما في ضهرك وواقف معاك وخطوة بخطوة كبرنا الشركة بس إنت كنت دايما مهمشني وبتتجاهل تعبي ووقفتي جمبك وعمرك ما حسستني بأني فعلا صاحبك زي ما بتقول
ضحك عدنان ساخرا وقال بخفوت وهي ينحنى إليه _
_ متحاولش تبرر و لأنها في دمك للأسف أنا من كتر ثقتي فيكم مشكتش ولو للحظة وإنت كانت مكانتك في الشركة أهم