رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
إمتى وإنتي بتضعفي قدامه من إمتى ولمسته بتأثر فيكي بالشكل ده مينفعش تسامحيه ومينفعش تنسى اللي عمله معاكي بسهولة متنسيش عهدك مع نفسك إنك هتخليه يشرب من نفس الكاس بس شكلك إنتي اللي بتشربي من نفس الكاس للمرة التانية بسبب غبائك
نفرت برأسها يمينا ويسارا في ڠضب تهدر بالرفض القاطع والوعيد
استقامت واقفة وهي تتنفس بشراسة وسخط تقدمت من المرآة تقف أمامها وتلوى ذراعها خلفه ظهرها تمسك بسحاب الثوب تحاول فتحه لكنه عالق وقوى فأخذت تحاول فتحه من جميع الجهات تارة ترفع يدها فوق رأسها وتمسك بالسحاب من أعلى وتارة تلويها خلف ظهرها وكل محاولاتها باتت بالفشل في تلك الأثناء
بتعمل إيه !!
عدنان بخفوت ودهشة من انفعالاتها
بساعدك بس ياجلنار !!
جلنار بجفاء وعصبية
متساعدنيش ومتلمسنيش نهائي فاهم ولا لا
مالك إيه اللي حصل أنا عملت حاجة ضايقتك طيب !!
جلنار بصيحة امتزجت بنظراتها
القاسېة
قربك مني هو اللي بيضايقني متقربش مني تاني أبدا ياعدنان
اعتلت ملامحه الصدمة من تصرفاتها العجيبة كانت علاقتهم إلى حد ما جيدة قبل مغادرتهم المنزل وفي الواقع هي استمرت هكذا إلى حين عناقهم فلا يدري أين الخطأ الذي اقترفه وازعجها به
طيب ممكن تهدي وتفهميني إيه اللي حصل
من فرط ڠضبها لم تدري مالذي تفعله أو الذي تتفوه به حيث صاحت بعدم وعي وقسۏة تصوب سهام كلماتها في الهدف بالضبط
قولتلك قربك
مني بيعصبني أنا مش فريدة اللي هتستحمل لمستك ليها بالرغم من إنها كانت مش بتحبك أنا مش قادرة اسامح ولا استحمل باختصار لأن حتى أنا مش بحبك
دماءا ټنزف وقلبا ېتمزق أربا
وكأنها أدركت قساوة الكلمات بعدما خرجت منها أو بالمعنى الأدق بعدما هب
الطوفان وقضى على الأخضر واليابس ابعدت نظرها عنه واندفعت مسرعة نحو الحمام تختبأ به من كل شيء حتى من نفسها تاركة العنان لدموعها بالاڼهيار فوق وجنتيها بحرية !
يقود بسيارته وسط منازل تلك المنطقة الشعبية لا يعرف كم عدد المرات الذي دخل فيها تلك المنطقة كانت الشوارع هادئة والمنازل مظلمة ولا يوجد أحد سوى القليل جدا أما أحد عائد من عمله أو شباب يجلسون مع بعضهم يقضون سهرتهم
وأخيرا توقفت سيارته أمام منزلها وكان السكون التام يهيمن على الشارع الذي تقطن به بالأخص حيث نزل من السيارة متلفتا حوله بتعجب من هذا الهدوء بينما هي فنزلت من ورائه وتحركت نحو بنايتها تدخلها بخطواتها الضعيفة فلحق هو بها للداخل
وقفا أمام باب الشقة فأخرجت المفتاح ووضعته في القفل ثم فتحت الباب ودخلت أولا ثم تبعها هو وعيناه جعلت تتجول بجميع أرجاء المنزل الصغير والبسيط الأثاث كان كلاسيكيا أقل من درجة البساطة حتى والوان الحوائط بيضاء مائل لونها للأصفرار قليلا
استفاق على صوتها المبحوح والضعيف
خمس دقايق بالكتير وهرجعلك استناني هنا
هز رأسه بالإيجار في ابتسامة لينة بينما فهي فابتعدت وسارت تجاه غرفتها حتى دخلت وأغلقت الباب تحرك آدم نحو تلك الأريكة الصغيرة نسبيا وجلس فوقها وبقى يحدق في اللاشيء أمامه بصمت حتى وقعت عيناه على صورة موضوعة داخل حافظ الصور الزجاجي فاستقام واقفا والتقطها يحدق بها بابتسامة ساحرة كانت الصورة تجمعها هي وسيدة متقدمة في العمر وأدرك أنها جدتها المړيضة كانوا أمام شاطيء البحر وهي ترتدي بنطال جينز ومن الأعلى كنزة بحاملات عريضة وتترك شعرها يتطاير حولها بفعل نسمات الهواء ويديها تلفهم حول رقبة جدتها تضمها منها إليها بشكل لطيف
انتهت مهرة من تبديل ملابسها وخرجت من الغرفة تتجه نحو الحمام لتغسل وجهها كانت بحاجة لحمام دافيء وكامل لكنها لا تستطيع أخذه بوجوده معها بالمنزل هي أساسا جاءت شبه مجبرة بعدما أصر عليها بأن تذهب للمنزل وتبدل ملابسها وتأكل وترتاح قليلا ثم تعود مرة أخرى للمستشفى ورفض تركها بمفردها بهذه الحالة المزرية فجاء معها حتى يطمئن
تقدمت تجاهه بعدما خرجت من الحمام وابتسمت بأسى وعينان دامعة حين رأته
يمسك بصورتها هي وجدتها
دي تيتا !
الټفت برأسه لها وابتسم بحنو ثم غمغم