الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود

انت في الصفحة 159 من 324 صفحات

موقع أيام نيوز


حيث أمسك بهاتفه وبحث عن اسمها بقائمة الأسماء حتى عثر عليه وضغط على اتصال ليرفع الهاتف لأذنه يستمع للرنين ينتظر الرد منها 
وبعد عدة رنات صاحبها اليأس منه بعدم الرد أجابت لكن كان صوتها مبحوحا وأثر البكاء يظهر في نبرتها بوضوح 
الو مين 
آدم بصوت لطيف وقلق بعدما سمع نبرتها 

أنا آدم يامهرة جدتك عاملة إيه 
أتاه صوتها المصحوب پبكاء قوي ونبرة مرتجفة من فرط الاڼهيار 
مش عارفة الدكتور لسا مخرجش من عندها أنا خاېفة أوي عليها مش هسامح نفسي لو جرتلها حاجة بسببي
لم يفهم مقصد كلماتها الأخيرة لكنه وجد لسانه يتحدث بشكل لا إرادي بدلا عنه 
اهدي إن شاء الله هتقوم بالسلامة إنتوا في
مستشفى إيه 
إجابته وهي تشهق بقوة 
في مستشفى 
استقام واقفا
يسحب مفاتيح سيارته ويلتقط سترته بيد واحدة ثم يهتف بطريقه لمغادرة الغرفة 
أنا نص ساعة بالكتير واكون عندك يامهرة 
لم ينتظر ليستمع ردها بل انزل الهاتف واندفع لخارج غرفته ومنها للدرج ينزل درجاته مسرعا حتى غادر مقر الشركة بأكملها واستقل بسيارته ثم انطلق بها يشق الطرقات متجها لتلك المستشفى التي أخبرته بها 
هرولت راكضة بلهفة بعدما سمعت صوت ابنتها تصيح عليها بأن الهاتف يرن والمتصل أخيها وصلت إليها وجذبت الهاتف من يدها تجيب بسعادة ولهفة امومية 
هشام عامل إيه ياحبيبي طمني عليك 
هشام مبتسما وبنبرة رخيمة ودافئة 
أنا بخير الحمدلله ياماما إنتوا عاملين إيه 
أجابت عليه ببهجة صوتها 
كلنا زي الفل مش ناقصنا غيرك ياغالي مش ناوي تنزل إجازة بقى على الأقل يابني 
اتسعت ابتسامته وقال في لطف ومداعبة جميلة 
ماهو أنا متصل عشان كدا ياست الكل 
صاحت في دهشة 
بجد ياهشام نازل مصر ! 
نكزتها ابنتها في ذراعها برقة تهتف بإلحاح وحماس لمحادثة أخيها 
بيقولك إيه !!! ادهوني ياماما أكلمه وحشني أوي 
لوحت لها بيدها وابعدت كفها بعدم اهتمام واستمعت لابنها الذي قال 
النهارده بليل إن شاء الله جاي
لم تتمالك نفسها من الصدمة فانهمرت دموعها فوق وجنتيها بغزارة وكتمت شهقتها بكف يدها حتى لا يخرج صوتها إليه من فرط سعادتها لم تتحكم في زمام عباراتها سوف يعود أخيرا لهم بعد غياب دام لخمس سنوات 
انقبض
قلب ابنتها فور رؤيتها لدموعها فجذبت الهاتف من يد أمها ووضعته فوق أذنها تهتف في تلهف وعدم استيعاب 
هشام إنت بجد جاي ولا بتهزر !!!
أيوة النهارده بليل بإذن الله هكون عندكم 
انطلقت منها صړخة اخترقت اذناه بقوة وهي تثب جالسة من مقعدها وقد أدمعت عيناها من سعادتها فلو تركت زمام دموعها لاڼفجرت مثل أمها
بينما هو فهتف شبه ضاحكا بريبة 
بت يا الأء ردي عليا أنا قلقت الأول أمك ودلوقتي إنتي ! 
هدرت في نبرة مغلفة بالبكاء 
من الفرحة مش مصدقين أخيرا هترجع ياهشام 
ولا أنا مصدق والله أنا من امبارح مش عارف أنام من كتر التفكير وحشتوني أوي 
ألاء بمشاكسة 
كذاب لو وحشناك كنت نزلت زيارة وشوفتنا حتى ده إنت آخر مرة نزلت فيها زيارة كانت من تلات سنين ويدوب اخدت اسبوع وسافرت تاني ! 
هشام ضاحكا وبنبرة رجولية جميلة 
إن شاء الله المرة دي مفيش غياب تاني 
ألاء بذهول وعدم استيعاب 
واحدة واحدة علينا ياعم أنا كدا هقعد جمب الوالدة واعيط زيها 
هي بټعيط جامد بجد !!! 
ألاء ضاحكة في سعادة غامرة 
دي خلصت علبة مناديل في الدقيقتين دول بس 
طيب ادهاني اكلمها ! 
ألاء برفض وحماس 
لا روح إنت جهز شنطتك بس وجهز حاجتك يلا و أنا هي هنسهقبلك بليل احلى استقبال
قهقه بخفة واستمر حديثه معها لدقائق أخرى حتى ودعها واغلق بعدما طرأ له عمل طاريء بالمستشفى واضطر لإنهاء حديثه مع عائلته 
كانت أسمهان تقف أمام خزانتها تبحث بين ملابسها عن ذلك الدفتر الصغير الخاص بها وأثناء بحثها وقعت يدها على صور قديمة لا تعرف كيف تلك الصورة لا تزال معها ! تذكر أنها
ألقت بها في القمامة منذ زمن طويل ! 
التقطتها بين يديها تتطلع إليها بصمت وقد احتدمت نظراتها بشدة لتشوبها غمامة من الغل والبغض مجرد تذكرها لذلك اليوم يثير چنونها واشمئزازها ليتها أبت ولم تنصاع خلف أصوات قلبها السخيفة لكن ماذا يفيد الندم بعد فوات الآوان بل في الواقع كلاهما لا يحق لهم الندم أساسا 
سمعت صوت طرق الباب فأخفت الصورة بين كفيها وصدح صوتها الحازم 
ادخل 
دخلت إحدى الخادمات تحمل فوق يديها الطعام الخاص بها هاتفية 
اتفضلي يا هانم 
أسمهان باستغراب وحدة 
جايبة الأكل هنا ليه آدم زمانه على وصول وهناكل مع بعض ! 
ابتلعت الخادمة ريقها بتوتر من العاصفة التي ستهب الآن إذا أخبرتها بما حدث لكن بالأخير ردت مغلوبة 
آدم بيه مش جاي على الغدا النهارده 
أسمهان بحيرة 
ليه مش جاي وإزاي عرفتي 
من شدة توترتها ظهر التعرق فوق جبهتها حيث ردت باضطراب وخوف 
ليلى اتصلت بيا وقولتالي ابلغ حضرتك إن آدم بيه راح المستشفى عند البنت اللي اسمها مهرة لأن جدتها تعبانة 
اشتعلت عينان أسمهان بالنيران لتسأل في تأكيد 
مهرة دي البنت اللي لسا شغالة جديد في الشركة مش كدا !
أماءت لها الخادمة برأسها في إيجاب وحين رفعت نظرها تتطلع لأسمهان رأتها عبارة عن جمرة ملتهبة واخذت تتحرك يمينا ويسارا صائحة في عصبية 
بيعمل إيه مع
 

158  159  160 

انت في الصفحة 159 من 324 صفحات