الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 77 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


ماما كانت زعلانة الصبح 
_ ليه !!! 
_ عشان أنا سبتها وحدها وجيت معاك 
قهقه بقوة وأجاب على ابنته 
_ بجد !! .. طيب تعالي هنكلمها ونشوفها لسا زعلانة ولا لا
أمسك بهاتفه وأجرى مكالمة فديو بها .. وبعد لحظات من الرن المستمر انفتح الاتصال أخيرا وثواني حتى ظهر وجهها بشاشة الهاتف كانت قاطبة حاجبيها من اتصاله حتى وجدته يهتف وهو يوجه الهاتف عليه هو وهنا ويقول باسما 

_ هنون بتقول إنك كنتي زعلانة ياماما الصبح عشان سابتك وجات معايا .. فقولنا نتصل ونشوف ماما لسا زعلانة ولا إيه بظبط
كتمت جلنار ضحكة عالية كانت ستنطلق منها ورسمت العبوس والضيق على وجهها بمهارة لتجيبه بتأكيد 
_ أيوة زعلانة يهون عليها تسيب مامي وحدها في البيت كدا ! 
ردت هنا على أمها بوجه حزين لعبوس والدتها 
_ خلاص مش تزعلي .. هنجبلك شيكولاته احنا وجايين 
_ هتجبيلي قد إيه ! 
فتحت ذراعيها على أخرهم وقالت برقة 
_ كتييييير أوي قد كدا .. مش صح يابابي 
أجابها عدنان ضاحكا 
_ صح ياروح بابي .. تحبي نجبلك حاجة تاني ياماما واحنا جايين 
_ لا

________________________________________
كفاية الشيكولاته 
تفوهت به جلنار وهي شبه ضاحكة حتى قالت بتذكر وجدية 
_ أكلتوا ولا لسا 
ردت هنا مسرعة وحماس 
_ لسا طنط ليلى راحت تجيب الأكل 
هتفت جلنار باهتمام وحزم 
_ خلي بالك ياعدنان ومتجبوش أكل مش healthy وأهم حاجة تخليها تغسل إيدها كويس أوي قبل الأكل وكمان .....
_ خلاص ياجلنار .. أنا عارف كل ده أكيد متقلقيش كل حاجة زي الفل الحمدلله .. يلا سلام هقفل عشان ورايا كام حاجة عايز اخلصها 
ثم وجه الهاتف على وجه صغيرته وهتف 
_ يلا قولي باي لماما 
لوحت هنا بيدها لأمها ثم كتمت بكفها الصغير على فمها ترسل لها قبلة في الهواء من خلف شاشة الهاتف ففعلت جلنار بالمثل وهي تضحك بحب ودفء .
دوى صوت رنين باب المنزل فور انتهائها من حديثها مع ابنتها وزوجها في الهاتف .. ضيقت عيناها باستغراب وظنته في باديء الأمر أنه حامد فاتجهت نحو الباب وفتحت في وجه معالمه عادية تماما .. حتى رأت أبيها أمامها فتحولت لنظرات الدهشة الممتزجة بالاستياء .
هتف نشأت بخفوت 
_ عاملة إيه يابنتي 
جلنار بجفاء وصرامة 
_ جاي ليه !! .. ياترى هتسلمني لمين المرة دي كمان !! 
_ أنا عملت كدا لمصلحتك ياجلنار 
صاحت به منفعلة 
_ مصلحتي في إني أبعد عن عدنان وأطلق منه .. لكن إنت مش شايف كدا عشان طبعا مصلحتك إنت إني أفضل متجوزاه 
هم بالاقتراب منها وهو يتمتم بتأثر وضيق 
_ يابنتي والله مبقيش يهمني حاجة .. أنا عايز ترجعي تاني لحضني كرهك ليا ده بېقتلني ولولا إني حسيت إن عدنان عايزك بجد مكنتش هسيبك في أمريكا معاه وأرجع
تقهقهرت للخلف حتى لا يلمسها ويقترب منها وقالت ضاحكة بسخرية 
_ عايزني !! .. هو فعلا عايزني بس مش بيحبني عايزني عشان السبب اللي أنت أجبرتني اتجوزه عشانه
نشأت بصدق ونظرات مشتاقة لابنته 
_ لا المرة دي مختلفة صدقيني هو عايزك إنتي وبنته بجد اديله فرصة .. وكمان ارجعيلي يابنتي ابوس إيدك 
اطالت النظر إليه واحست بأنها ستضعف أمامه .. رغم كل ما فعله بها سيظل أبيها ولن تتمكن من حمل الضغينة والكره له في قلبها ولته ظهرها وقالت بقسۏة وصوت مبحوح 
_ امشي يابابا لو سمحت مش عايزة اشوفك وياريت متجيش تاني كمان أنت بعتني من الأول وتخليت عني فمتحاولش تمثل قدامي دلوقتي مشاعر الأبوة اللي ممكن تكون مش حقيقية أساسا
تحرك خطوة نحوها حتى وقف خلفها مباشرة وبمجرد ما لمس كتفها بيده نفرت منه بتلقائية وقالت وهي تبتعد عنه أكثر 
_ قولتلك امشي من فضلك
توقف بأرضه للحظات طويلة يحدق بها بأسى وعجز ووجه يائس حتى أصدر تنهيدة حارة واستدار مغادرا المنزل .. التفتت برأسها نحو الباب بعد رحيله وانهمرت على وجنتيها دموعها بحړقة وألم قلبها يؤلمها على كل شيء .. تريد مسامحته لكنها لا تستطيع نفسها الثائرة والمنكسرة لا تسمح لها بالصفاء وربما لن تصفو ! .
في مساء ذلك اليوم وداخل معرض آدم بعد رحيل جميع الزوار ......
انتهت جميع اللوحات المعروضة للبيع بالمعرض معادا واحدة .. كان يقف آدم أمامها يتأملها بسكون متذكرا محادثته مع تلك الفتاة جميع اللوحات تم بيعها معادا هذه اللوحة .. لا يذكر أن أحد توقف أمامها وأعجبته سواها رغم أنها لم تعجبها وسخرت منها لكنها الوحيدة التي توقفت أمامها .. رأتها لوحة متزاحمة ومعقدة ولم تخطأ حين ربطت اللوحة به هي تشبه تعقيدات نفسه المتداخلة والتي لا يجد لها تفسير فأخرج تلك المشاحنات التي تعصف بروحه في هذه اللوحة .. التي لم ينتبه لها أحدا سواها .
انتشله من شروده صوت صديقه زياد الذي
 

76  77  78 

انت في الصفحة 77 من 275 صفحات