الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 68 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


ثم عبرت الطريق متجهة إلى البناية وعند وصولها وقفت أمام الحارس الذي طالعها بنظرة متفحصة بسبب فستانها وهيئتها التي توحي بأنها قادمة من إحدى الحفلات الصباحية .
_ اؤمري ياست هانم .. اقدر اساعدك في إيه ! 
هتفت جلنار بنظرة دقيقة 
_ هي اللي طلعت دلوقتي دي طالعة لمين 

_ قصدك فريدة هانم 
_ أيوة 
نزل بنظره إليها وبنظرته الخبيرة فهم أنها من الطبقة المخملية فقال بنظرة لئيمة رافضا 
_ آسف ياست هانم بس مقدرش افيدك بحاجة 
اطالت جلنار التحديق به حتى توقعت ما يرمي إليه بنظراته اللئيمة فمدت يدها في حقيبة يدها وأخرجت نقود .. ثم وضعتها في يده بنظرة مشټعلة .. تفحص النقود وتحقق من عددها بعين لامعة ثم رفع نظره لها وقال مبتسما 
_ طلعت لواحد اسمه نادر المصري 
ظهر الذهول على محياها فور سماعها لاسم نادر وبقت للحظات تحدق بالرجل في عدم فهم ثم سألت بترقب لإجابته 
_ طيب متعرفش طلعت عنده ليه 
رمقها بنظرة جانبية تشبه السابقة وقال 
_ معرفش 
تأففت جلنار بغيظ ووضعت يدها في حقيبتها مرة أخرى وأخرجت مبلغ أكثر من السابق وقالت بحدة وهي تضعه بيده 
_امسك .. اتكلم يلا ! 
ابتسم الرجل بسعادة من النقود وقال بنظرة ماكرة 
_ هو أنا مش متأكد بس تقريبا في حاجة مش ولابد بينهم عشان دايما كل ما تطلع عنده الأستاذ نادر بيرن عليا ويقولي لو جه أي حد وسأل عليه اقوله إنه مش موجود في شقته وإني مطلعش اخبط عليه لأي سبب كان 
اتسعت عيني جلنار پصدمة مما سمعته للتو هل يعقل إن يكون ما يدور بذهنها الآن حقيقي وأنها تخون عدنان ! .
طرحت السؤال الثالث في ملامح وجه واضح عليها عدم الاستيعاب 
_ طيب هي بتيجي كل قد إيه أو كام مرة جات قبل كدا
_ مفيش وقت محدد يعني ممكن في أي وقت تيجي .. أما بتيجي من إمتي فده من ساعة ما انتقل الاستاذ نادر لهنا يعني من حوالي سنة واكتر وهي بتيجي عنده الله اعلم بقى لما كان في شقته القديمة كانت بتروحله ولا لا 
ردت جلنار پصدمة أكثر 
_ من سنة !!! 
هتف الرجل في فضول ونظرة ضيقة 
_ هو حضرتك تعرفي نادر بيه وفريدة هانم ولا إيه ياست الكل 
شردت جلنار لثواني وهي تحاول استيعاب ما عرفته لكنها استفاقت من شرودها على أثر

________________________________________
صوته وردت عليه بنظرة تائهة 
_ هااا .. لا كانوا معرفة قديمة 
همت بالاستدارة والمغادرة لكنها توقفت وأخرجت من حقيبتها نقودا أخرى واعطتها له هاتفة بنظرة قوية 
_ متجبش سيرة إن في حد جه وسأل عليهم .. اعتبرني مجيتش أساسا 
ثم استدارت مجددا وعادت إلى سيارتها ثم استقلت بمقعدها ونزعت الشال عنها فهتفت هنا بتساءل بعدما وجدت أمها بدأت بالقيادة مرة أخرى 
_ هنرجع لبابي وعمو آدم ياماما 
جلنار بتنهيدة حارة 
_ هنرجع ياحبيبتي .. هنرجع لبابي
ارتفع صوت رنين هاتفه في جيب بنطاله .. فأخرجه وابتعد عن الحشد قليلا ليجيب بصوت أجش 
_ أيوة ياصابر 
رد عليه الآخر ببعض الاضطراب البسيط 
_ فريدة هانم طلعت من المعرض من حوالي نص ساعة وأنا كنت وراها زي ما حضرتك أمرت .. بس جلنار هانم كمان طلعت وراها فورا وكانت بتراقبها تقريبا 
الټفت عدنان برأسه في أرجاء المكان ينقل عيناه بين الجميع فلاحظ عدم وجود جلنار وابنته بالفعل أجاب على الهاتف بصوت غليظ 
_ طيب ووصلوا لفين 
هنا ظهر الخۏف في نبرة صابر الذي هتف معتذرا 
_ للأسف ياباشا .. الطريق كانت زحمة أوي وفجأة ملقيتش لا عربية فريدة هانم ولا جلنار هانم ومعرفتش ارقبهم لآخر الطريق 
أغلق عدنان عيناه في محاولة منه لتمالك أعصابه حتى لا يفقدها على ذلك الأحمق وقال بصوت محتقن وبه لمسة مخيفة 
_ إنت غبي أمال أنا حاطك تراقبها ليه .. عشاني تيجي وتقولي الكلمتين دول !! 
التزم الآخر الصمت خشية من الرد فيجد ما لن يعجبه منه هتف عدنان بآخر الأمر في غيظ وڠضب عارم 
_ اقفل دلوقتي وحسابك معايا بعدين
انزل الهاتف من على أذنه وقام بإجراء اتصال آخر لكن هذه المرة كان بفريدة واستمر الهاتف في الرنين دون إجابة ! .
داخل منزل نادر .....
فتحت حقيبتها وبحثت بها لثواني بسيطة حتى مدت يدها وأخرجت فلاش صغيرة واعطتها لنادر هاتفة بإيجاز 
_ دي الفلاشة اللي عليها بيانات الشركات المنافسة في الصفقة وعليها بيانات كتير تاني هتفيدك
التقطها نادر من يدها وقلب الفلاش بين قبضته في نظرات لئيمة ثم رفع نظره عليها وحدجها بأعين جريئة وانحنى عليها يخطف قبلة سريعة منها هامسا 
_ ربنا يخليكي ليا ياحبيبتي .. قريب أوي هنخلص من عدنان ده على الآخر ووقتها مش هتكون في حاجة تمنعنا إننا نكون مع بعض
ابتسمت له
 

67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 275 صفحات