الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 29 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


فيه ليه 
انحنى برأسه عليها وهمس محاولا تمالك أعصابه حتى لا ينفجر بها كالبركان 
_ هو مش ده برضوا بيت الحيوان اللي كان بيساعدك
جلنار بشجاعة ونظرات مشټعلة 
_ متغلطش فيه ! 
تستفزه عمدا وهو أفضل شخص يمكنه معاقبتها على طريقتها الفظة في التعامل معه .. ابتسم بوجه غريب وهمس بصوت رجولي مريب 

_ بلاش تختبري صبري عليكي عشان هتندمي ياروحي 
جلنار بنبرة محتقنة ونظرات مستاءة 
_ جيت ليه ياعدنان .. لو فاكر إنك هتقدر تاخد بنتي مني ي ....
توقفت عن الكلام عندما سمعته يلتقط بقية العبارة من فمها ويختمها هو بأسلوب متفنن وبنظرة ثاقبة وقوية كالعقاپ تماما 
_ تؤتؤ أنا هاخد بنتي ومراتي مش بنتي بس 
انغمست في نظرته وتاهت بها ولكن سرعان ما عادت لوعيها فقالت بحزم وإصرار 
_ بس أنا عايزة أطلق 
عدنان ببرود مستفز 
_ اعتقد إنك معجبكيش إن لو أطلقنا هاخد بنتي فالأفضل إنك تنسي الموضوع ده .. وإنتي تفضلي مع بنتك وأنا كذلك وهي تعيش وسط أبوها وأمها 
_ إنت بتلوي دراعي يعني !!
ابتسم بعدم مبالاة ثم مد يده إلى شعرها وارجع إحدى خصلاتها المتمردة التي تثير جنونه إلى خلف أذنها وهمس بخفوت 
_ أبدا .. أنا بالعكس بديكي احتمالات وبخيرك والاختيار ليكي إنتي يارمانتي 
أحمر وجهها بغيظ بعد سماعها لآخر كلماته التي طالما كان يقولها لها بسبب أسمها وأن جلنار هي زهرة الرمان .. دفعت يده عنها پعنف وصاحت 
_ متلمسنيش ومتقوليش رمانتي فاهم ولا لا 
عدنان بابتسامة جانبية خبيثة وبصوت هاديء تماما 
_ روحي لمي هدومك إنتي وهنا يلا عشان نمشي
ظلت مستمرة بأرضها تحدجه بعينان ملتهبة من الغيظ والبغض على تسلطه والضغط عليها من جهة ابنتها في قرار طلاقهم لكنها لن ترضخ له ! .. تنهدت بعد لحظات من التحديق ببعضهم البعض هو نظراته كلها برود وعدم مبالاة وهي تستشيط غيظا وغل قالت بقوة 
_ هاجي معاك دلوقتي بس عشان مليش وش أقعد في بيت حاتم بعد اللي عملته إنت وبابا معاه 
تمكنت بلحظة من بث الضجر في نفسه حيث تحول إلى جمرة ملتهبة وقبض على ذراعها يهتف بنبرة مرتفعة ومنذرة 
_ ولو جبتي سيرته قدامي تاني ياجلنار هتروحي تحضري جنازته بكرا 
طالعته من فوق لأسفل باستهزاء ثم انتشلت ذراعها من قبضته وغادرت الغرفة بكل ثبات وهدوء وتركته يقف يشتعل ويتوعد لها بعقاپ عسير على تصرفاتها المتعمدة وأسلوبها معه ! .
تجلس زينة بجوار أمها على طاولة صغيرة مكونة من مقعدين لهم فقط وتتجول بنظرها بين الوجوه في ذلك الزفاف الممل .. فقد احضرتها والدتها رغما عنها معها إلى هنا متحججة بأنه زفاف ابنة صديقتها المقربة وأنها قامت بدعوتها دعوة خاصة وأصرت على حضورها هي وابنتها .
نظرت ميرفت لابنتها وهتفت بحزم 
_ في إيه يازينة ! 
ردت عليها بخنق وتزمر 
_ كان

________________________________________
لازم يعني ياماما تخليني آجي معاكي 
ميرفت 
_ يابنتي نيرمين أصرت عليا أني آجي واجيبك معايا وعيب لما متجيش افردي وشك بقى شوية يازينة الله مش كدا ! .. ده حتى العروسة قمر ماشاء الله عقبال ما افرح بيكي كدا ياحبيبتي 
همست زينة لنفسها بيأس وهي تزم شفتيها 
_ مش لما يتلحلح ابن اختك ويحس بيا شوية الاول 
هتفت أمها بحاحب مقتطب واستغراب عندما سمعت منها همهمة غير مسموعة 
_ بتقولي حاجة !
زينة بابتسامة صفراء 
_ بقول أيوة حلوة فعلا العروسة ربنا يسعدهم 
ثم عادت بنظرها تتابع الزفاف والفتيات وهم يرقصون مع العروس والعريس الذي أخذ جزء له هو وأصدقائه يرقصون فيه .. وفجأة ظهر أمامها شاب يافع وطويل البينة ووسيم يبدو أنها لم تلاحظه وهو يقترب منهم بسبب اندماجها في متابعة العروسين .. وجدت يمد يده ويصافح أمها بحرارة ويهتف ببشاشة 
_ ازيك ياطنط ميرفت 
ردت عليه ميرفت بابتسامة عريضة وبعذوبة 
_ أزيك يارائد .. عاش من شافك كبرت ماشاء الله مبروك لنورهان ربنا يسعدها يارب 
_ آمين يارب 
الټفت بنظره ناحية زينة التي كانت تحدقه بجمود وفهمت من خلال الحديث أنه شقيق العروس وابن صديقة والدتها نرمين فقالت ميرفت مبتسمة 
_ دي زينة بنتي 
ابتسم بإعجاب وطال النظر في زينة بينما هي فارتبكت من نظرته ثم هتف بنظرة لها تأثير خاص 
_ عقبالك 
اكتفت بالابتسامة الخجلة وفجأة بدأت موسيقى رومانسية لطيفة فوجدته يلتفت برأسه نحو أمها وكأنه يرسل لها إشارة مبهمة لم تفهمها هي ثم رأته يعود برأسه ناحيتها وينحنى بجزعة للأمام ثم يبسط يده أمامها فتبادلت النظرات مع والدتها باستغراب لتجد الرد من أمها وهي توميء لها بالموافقة .. نظرت في عينان ذلك الرجل الغريب الذي تراه لأول مرة ويعرض عليها أن تشاركه الرقص تنهدت بعدم حيلة ثم شبكت يدها بيده في استحياء شديد ووقفت وسارت معه إلى ساحة
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 275 صفحات