الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 250 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


! .

________________________________________
بدت لها في البداية 
_ شايفة إيه !! 
فاقت من تأملها لعيناه على تلك الجملة التي تفوه بها فحدجته بعدم فهم ليكمل بنفس النبرة السابقة يعيد سؤاله بتوضيح أكثر 
_ شايفة إيه في عيوني ! 
ماذا يحدث لي! لماذا اتطلع إليه كالبلهاء هكذا توقف عن هذه السخافات وعودي لوعيك ياحمقاء ! لم يكن عقلها هذه المرة من يتحدث بل نفسها المتمردة .. وفورا ارتدت للخلف تبتعد عنه وتجيب بحزم بسيط 

_ هشوف ايه يعني ! .. مش شايفة حاجة وبعدين أنا هبص لعينك ليه 
فشل في حجب ابتسامته أكثر من ذلك حيث ارتفعت لثغره ومط شفتيه بجهل مجيبا بنظرة ذات معنى 
_ لنفس السبب اللي بيخيلني أنا كمان ابص في عينك واتأملها 
جلنار بابتسامة ساخرة 
_ وهو ايه ده بقى السبب !
عدنان بلمعة عين مختلفة 
_ إنتي فاهمة قصدي كويس 
أدركت ما يقصده فتجمدت قسمات وجهها لثواني قبل أن تهب واقفة وتهتف بعناد وثبات 
_ لا مش صح 
القت بجملتها وقررت إنهاء حرب الأعصاب التي تعاني منها فاندفعت نحو الباب حتى تغادر لكنه قبض على كفها يمنعها من التقدم .. وكأنه قرأ ما كان يدور برأسها اثناء تأملها لعيناه فقرر الرد بفعل بسيط لكنه يعني الكثير .
رأته يقرب كفها من شفتيه ويغلق عيناه ليلثم باطنه برقة وعمق .. تماما كقبلته بالأمس كأنه يرسل لها إشارة من خلالها أنه يتذكر ليلة أمس جيدا وخصوصا اعترافه الذي يؤكده الآن لها بالفعل .
تسارعت دقات قلبها الشغوف واضطربت بشدة فسحبت كفها بهدوء بعدما ابعد شفتيه وفتح عيناه ثم أسرعت للباب تفتحه وتنصرف لتقف بالخارج أمامه بعدما اغلقته خلفها .
هبطت بنظرها إلى كفها تحديدا لباطنه موضع قبلته .. فترتفع الابتسامة لشفتيها الجميلة وتغلق على كفها وبشكل لا إرادي ترفعه لشفتيها غير مصدقة ما يحدث .
وسط تلك اللحظات سمعت صوت صغيرتها تهتف بتعجب من حالة أمها 
_ مامي !! 
فزعت واسرعت بإنزال كفها لتجيب على ابنته بجدية تجسدتها بمهارة 
_ نعم ياحبيبتي 
هنا بفضول طفولي واستغراب 
_ بتضحكي ليه ! 
أشارت جلنار لنفسها باستنكار تنفي سؤال ابنتها 
_ أنا بضحك !!!! .. هضحك ليه .. أكيد مش بضحك يعني ياهنون .. ادخلي اقعدي مع بابي جوا
ثم انحنت على صغيرتها ولثمت وجنتها بحنو قبل أن تستقيم من جديد وتسير مبتعدة عنها .. بينما الصغيرة فبقت تتابع أمها بنظرات متعجبة حتى زمت شفتيها بيأس ودخلت لأبيها ! .
كانت نظرات فاطمة ثابتة على ابن شقيقتها الذي يجلس على المقعد المقابل لها ويعبث بالصحن دون أن يأكل وعلى شفتيه ابتسامة عبثية بسيطة .. وبتلقائية ارتفعت الابتسامة لثغرها هي الأخرى تضحك بعدم فهم وحيرة على حالته الغريبة .
بينما هو فعقله كان مشغول بتلك التي احتلته بشكل عجيب وبسرعة لم يكن يتخيلها .. قضى الليل بأكمله الأمس يفكر في تلك الخطوة التي يرغب بها .. وبعد تفكير مليا وطويلا حسم قراره أخيرا .. سيفعلها لتكون فرصة وبداية جديدة لهم هم الأثنين .
فاطمة بضحكة مستغربة 
_ إيه ياولا مالك من أول ما قعدت على السفرة وانت منشكح كدا .. قولي حتي وفرحني معاك ! 
رفع حاتم نظره لخالته وتنفس الصعداء بعمق قبل أن يغمز لها بمشاكسة ويميل بوجهه تجاهها هامسا 
_ هحققلك مناكي يافطوم 
استغرقت دقيقة كاملة حتى فهمت ما يرمي إليه فصاحت به بفرحة غامرة 
_ هتتجوز ياحاتم !!! 
بتلك اللحظة تحديدا كانت نادين تهبط الدرج متجهة إليهم وعند سماعها لصيحة فاطمة بتلك الجملة تسمرت مكانها مدهوشة .. وبقت تستمع لبقية حديثهم ! .
اماء حاتم برأسه في إيجاب لخالته التي تابعت بحماس شديد 
_ هااا قولي بقى مين ست الحسن دي ! 
أشار بعيناه إلى الطابق العلوى من المنزل غامزا بلؤم ففغرت فمها پصدمة وهتفت بضحكة عالية وسعيدة 
_ وايه اللي حصل فجأة كدا ياحنين وخلاك تغير رأيك .. مش كان مستحيل ولا يمكن ومينفعش 
بادلها الضحك وهدر بمداعبة 
_ القلب وما يريد بقى يافطوم نعمل إيه !
قهقهت بقوة وعيناها تلمع بسعادة نقية وبهجة جميلة .. بينما نادين فاشتعلت غيظا وتأججت نيران الغيرة بقلبها .. هل كان يتودد إليها بالنظرات والكلمات ويخبرها بغيرته المباشرة عليها وهو كان ينوي الزواج بأخرى .. يا لها من حمقاء صدقت مشاعره وأنه حقا يبادلها الحب ! .. والآن ېغدر بها بأبشع الطرق على الإطلاق .
رفعت أنفها لأعلى بشموخ وهبطت الدرج بقوة وثبات يليق بها .. حتى لو كان مصطنعا لكنها لن تسمح بالظهور أمامه ضعيفة بعد الآن .. توقفا الاثنين عن الكلام فور رؤيتهم لها تنزل الدرج وتقترب منهم بمعالم وجه ليست طبيعية أبدا .. جلست فوق المقعد المجاور لفاطمة وغمغمت بخفوت دون أن تعيره ادني اهتمام 
_صباح الخير ياخالة 
فاطمة ببشاشة وجه وهي
 

249  250  251 

انت في الصفحة 250 من 275 صفحات