الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 25 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


عن منامة بعينها وسط الملابس وقعت يداها على فستان من اللون الذهبي طويل وبحاملات رفيعة ومن الخلف لديه فتحة ظهر واسعة أما الامام فينزل بشكل مستقيم في منتصف الصدر ليظهر جزء ليس صغير منه .. تجمدت يداها وهي تحدق به لا تعرف لماذا أخذته معها حين غادرت المنزل ولكنها لن تنسى حين أهداه لها بمناسبة عيد ميلادها منذ سنتين وكيف فرحت أنه تذكرها بشيء وسط إهماله الدائم لها .

أخرجته من الخزانة ومدت أناملها تتلمسه برقة وإعجاب ورغبت بشدة أن ترتديه مجددا .. ولم تتردد كثيرا حيث سرعان ما شرعت في ارتدائه ثم وقفت أمام المرآة وهي تتفحص نفسها بنظرها كان مثالي تماما ويسرق الأنفاس على جسدها الأنوثي للدرجة التي جعلها تقف تحملق بنفسها في إعجاب شردت فجأة بذهنها متذكرة اللحظة الأولى التي ارتدته فيها عندما أهداه لها .
تتلفت حول نفسها يمينا ويسارا أمام المرآة وهي تبتسم حتى تجمدت مكانها حين شعرت به من خلفها وهو يلف إحدى ذراعيه حول خصرها بتملك والآخر يضعه على ذراعها وينظر الانعكاس وجهها في المرآة وثم إلى الفستان

________________________________________
الذي حبس أنفاسه وهمس 
_ كأنه متفصل خصيصا ليكي
أحست بتسارع نبضات قلبها وتمتمت باستحياء بسيط ورقة 
_ ميرسي ياعدنان شكله جميل أوي وعجبني جدا 
سمعت همهمته بالقرب من أذنها التي أثارت في جسدها رعشة بسيطة وهو يحملق بها بنظرات خبيثة ويبتسم 
_ أنا مش قادر أشيل عيني من عليكي 
بادلته الابتسامة ثم التفتت له بجسدها و.......
انتشلها من شرودها صوت رنين الهاتف الصاخب نظرت لنفسها پصدمة فكأنها كانت بعالم آخر لا تشعر بشيء نفضت عن رأسها تلك الذكرى وأفكارها كلها ثم أمسكت بالهاتف وأجابت على المتصل بصوت خاڤت 
_ أيوة ياحاتم 
_ عاملة إيه ياجلنار 
سؤال بالتوقيت المناسب تماما .. وليتها تتمكن من الإجابة عليه بصدق لكنها ستؤثر الرد التقليدي على سؤال كهذا بالطبع حيث ردت بعبوس 
_ كويسة 
حاتم في إيجاز ونبرة جادة 
_ طيب أنا جايلك دلوقتي عايز اتكلم معاكي في كام حاجة كدا 
_ تمام مستنياك 
أغلقت الاتصال معه ثم تنفست الصعداء بضيق وهمت بتبديل ملابسها لكن صوت طرق الباب جعلها تقف بتعجب 
.. لا يعقل أن يكون وصل بهذه السرعة بالطبع لحظة أخرى وعاد الطرق من جديد لكن بقوة أشد فخاڤت من أن تستيقظ ابنتها من الصوت المزعج ألقت بشال قصير على كتفيها حتى يخفي نصف جسدها العاړي من الأعلى وغادرت الغرفة متجهة نحو الباب وفتحت بوجه مضطرب وغاضب بنفس اللحظة .
تجمدت الډماء في عروقها وهي ترى أبيها أمامها .. 
كيف وصل وعرف مكانها كل هذا لا يهم .. الأهم أن الآن لم يعد هناك مجال للهرب مرة أخرى وحتما ستعود لما فرت هاربة منه .. شعرت بصڤعته القوية التي نزلت على وجنتها وهو يدخل ويغلق الباب ويصيح بها 
_ بتاخدي بنتك وتهربي بيها .. هي دي آخرة التربية اللي ربتهالك ياجلنار 
وضعت كفها على وجنتها ورمقت أبيها بنظرة ڼارية ثم قالت بسخط 
_ إنت إيه اللي جابك !! 
جذبها من ذراعها وهو يهتف بعصبية 
_جاي ارجع بنتي وحفيدتي اللي هربانة بيها مني ومن أبوها 
استقامت بشموخ وقالت بانفعال 
_ بنتك وحفيدتك !! .. كانت فين بنتك دي لما أجبرتها على الجواز .. كانت فين لما فضلت تتوسلك عشان تطلقها منه وأنت مكنتش بتوافق .. كانت فين لما اتفقت مع عدنان إنه ياخد بنتي مني ويطلقني .. هااا كانت فين اتكلم يا نشأت الرازي 
تمتم نشأت بهدوء مستفز 
_ أنا كلمت عدنان قبل ما اركب الطيارة وآجي وهو أكيد ركب في الطيارة اللي بعدي وجاي دلوقتي 
ثم سكت لبرهة من الوقت واقترب منها يمسك بذراعيها بكلتا يديه ويقول بنبرة مهتمة ورخيمة 
_ طلعي الطلاق ده من دماغك ياحبيبتي .. أنا مش هقدر على عدنان الشافعي تراجعي ولو مراته التانية هي اللي مسببة ليكي المشكلة أنا واثق إنك تقدري تخليه يطلقها ويبقى ليكي لوحدك .. صدقيني كدا أفضل ليكي 
ابتسمت بعدم استيعاب لما يخرج من بين شفتيه لا تصدق أن ذلك الرجل هو أبيها .. هو لا يصلح حتى أن يطلق عليه اسم أب !! .
دفعت يديه بعيدا عنها پعنف وتراجعت للخلف وهي تقول بسخرية وأعين دامعة 
_ قصدك أفضل ليك أنت .. عشان مصالحك وشغلك معاه ميوقفش ومتخسرش مشاريعك وصفقاتك يا نشأت بيه الرازي .. صح ولا لا ! .. أنت لا يمكن تكون أب أنا أصلا بعتبرك مېت ومليش أب 
صاح بها في صوت مرتفع 
_ المشاريع والصفقات دي هي اللي هترجع اسم الرازي تاني في السوق .. احنا على عتبة الإفلاس لو مش حاسة لما تتطلقي منه فكرك إنك هترجعي تعيشي في قصر ابوكي وفي الهنا والعز اللي كنت عايشة فيه ..
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 275 صفحات