رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
بقدر ما يهمها أن تراها تطلب العفو منها هكذا وأمام ابنها .. بعد كل ما فعلته معها منذ بداية زواجها الاعتذار ماهو إلا بداية فقط وإرضاء لكرامتها .
فرسمت جلنار ابتسامة صفراء فوق شفتيها وهدرت بعفو مزيف وخبث حتى تثير اعصابها
_ حصل خير يا أسمهان هانم .. عدنان كان واثق فيا
رأت جلنار نظرة ڼارية في عين أسمهان مما زادت من سعادتها الداخلية بينما عدنان فكان يتابعهم بصمت وجملة جلنار الأخيرة ادهشته قليلا .
_ خليكي بعيدة عني وعن بنتي ي أسمهان وإلا صدقيني هقول لعدنان وآدم على كل عمايلك وخلينا نشوف بعدين ولادك هيبصوا في وشك تاني ولا لا وبذات عدنان .. لو عرف إن أمه حاولت ټقتل بنته وأنا حامل فيها .. الطفل اللي كان بيتمناه وبيستناه من سنين ده غير محاولاتك للتخلص مني أنا .. اعتبري ده أول تحذير مني ليكي ....
ذلك الټهديد السخيف ! .. لم يحرك شعرة واحدة منها .. وبقت صامدة تحدق بجلنار في ابتسامة متهكمة .. وبعد ثوان من السكون المريب بينهم خرج صوتها المستنكر
_ ومين قالك أنهم هيصدقوا كلامك أساسا
عادت جلنار إلى مقعدها تجلس بارتياحية وتقول بثقة
_ لو عايز اثبت مستعدة اجيب الإثبات .. بس انتي هتفضلي بعيدة عني هفضل أنا كمان بعيدة عنك
يجلس هو وخالته حول طاولة الغذاء وعيناه تتفقد المقعد الفارغ من الطاولة .. فنظر إلى الخالة وسأل باستغراب
_ نادين ليه منزلتش
غمغمت فاطمة بنبرة عادية تماما
_ قبل ما ترجع إنت من برا خرجت قالت رايحة تعمل مشوار سريع وراجعة
_ خرجت إزاي .. هي متعرفش حاجة في مصر هنا .. وليه مقالتليش !
فاطمة ببرود أعصاب غريب
_ معرفش بس أكيد عارفة المكان اللي هتروحوا طالما خرجت وحدها .. متقلقش هي زمانها على وصول دلوقتي
ضغط على الشوكة التي بيده في ڠضب دفين ثم ألقاها بقوة داخل الصحن محدثة صوتا مزعجا واستقام واقفا يخرج هاتفه ويبتعد بضع خطوات عن خالته ليجري اتصال بها .
_ الو .. نعم يا حاتم
_ إنتي فين
كانت نبرته بمثابة الڼار التي أحرقت بهجتها لكنها تحفظت بلطافتها وهي تجيب عليه
_ مع رفيقي
ردها كالبنزين فوق الڼار .. حيث لاحت الابتسامة الساخرة على شفتيه يرد بلهجة لا تبشر بالخير
نادين ببساطة وهي تضحك بطريقة أثارت جنونه أكثر
_ مع رفيقي ياحاتم عم اقلك .. هو اجى زيارة على مصر وحب يشوفني فأجيت لاشوفه
سمعت صوته الغليظ يهدر في ڠضب
_ ومقولتليش ليه إنك هتطلعي ورايحة تشوفي البيه رفيقك ده
نادين بابتسامة ماكرة تتصنعها بمهارة
_ الو .. حاتم صوتك ما عم يوصلي
بدأ يفقد تمالك أعصابه فهتف بنبرة شبه مرتفعة مستغلا جملتها بأنها لا تسمعه
_ إنتي فين يانادين !
فهمت أنه ينوي المجيء إليها حتى يأخذها بنفسه فردت ببرود حتى تزيد من إشعال النيران أكثر
_ ما في داعي تيجي هو راح يوصلني بسيارته على البيت
سمعت صوته
________________________________________
غريب ومخيف قليلا كأنه شخص مختلف
_ يوصلك بسيارته !!! .. طيب معلش هقطع اللحظة على رفيقك واجي انا اوصلك للبيت ممكن !
استشعرت النيران الملتهبة التي تخرج من صوته إليها في الهاتف وكادت أن تضحك قبل أن تتمالك نفسها ووتتهرب من الرد عليه بذكاء كالمرة السابقة
_ حاتم الو .. ما عم اسمعك .. الشبكة هون كتير سيئة .. حاتم .. حاتم .. أنا راح اقفل هلأ وبرجع بتصل بيك بعدين تمام
وفور خروج آخر كلمة من فمها أنهت الاتصال .. لټضرب بأذنه صافرة الإغلاق فينزل الهاتف ببطء ويتطلع في شاشته بأعين ملتهبة مخرجا من بين شفتيه زفيرا ناريا كمحاولة بائسة للتحكم في انفعالاته .. لكن خرجت همسة مشټعلة منه وساخرة يعيد كلمتها
_ رفيقي ! .. امممم وماله
ثم الټفت إلى خالته التي ترمقه مبتسمة كأنها تنتظر منه أن يخبرها بمحادثته معها وماذا قالت له فيبادلها هو الابتسامة لكن بأخرى مغتاظة ويجيبها متهكما
_ لما الهانم ترجع بسيارة رفيقها ابقى اندهي عليا
كتمت فاطمة ضحكة كانت ستنطلق فوق شفتيها وهي ترى غيرته تقتله ولا يتمكن من إخفائها .. وبمجرد رحيله وصعوده الدرج متهجا لغرفته