الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 177 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


للنوم .. بينما هي ففتحت عيناها والتفتت برأسها للخلف

________________________________________
تتطلع إليه في دهشة ممتزجة بالقليل من الراحة .. لم تكن أبدا تتخيل أن مكالمتها مع أبيها وحديثهم معا بالصباح سيؤثر به لهذه الدرجة .. ابتسمت بثقة مع قليل من الخبث ثم عادت برأسها لوضعها الطبيعي وأغلقت عيناها تنوي النوم حقا هذه المرة .

تسللت أشعة الشمس من خلف ستار النافذة الشفاف إلى عيناه فسببت له الإزعاج .. أخذ يتململ في الفراش بخنق ثم رفع يده لعيناه يفركها ويفتحها بصعوبة في وجه الضوء اعتدل في نومته وهب جالسا مستندا بظهره على ظهر الفراش وهو يمسح على شعره نزولا إلى وجهه متأففا الټفت برأسه على جانب الفراش الفراغ منها وهم بأن يمد يده ويتلقط هاتفه ليتحقق من الساعة لكن انفتح باب الحمام وخرجت منه وهي تجفف شعرها وترتدي منامة قطنية قصيرة .. تابعها بعيناه متفحصا إياها وهي لا تعطيه اهتمام تتصرف وكأنه غير موجود .. اقتربت ووقفت أمام المرآة ثم نفرت برأسها يمينا ويسارا تنفض الماء عن شعرها وتبدأ في تسريحه عيناه لم تحيد عنها وما دهشه إن نظراتها لم ترتفع للمرآة عن طريق الخطأ حتى لتنظر له .. قرر هو أن يبدأ بتحية الصباح حيث هتف مترقبا لردها 
_ صباح الخير ! 
ردت بنبرة جامدة من المشاعر بعد ثواني دون أن تنظر له 
_ صباح النور 
ازدادت نظراته قوة وهو يثبتها عليها متعجبا من أسلوبها فقد توقع أن بعد ما قاله بالأمس ستلين قليلا ولكن يبدو العكس الآن .. نزل من الفراش واستقام واقفا ثم تحرك باتجاه الخزانة .. فتح الجزء الخاص بملابسه في الخزانة وبرأسه يلتفت للخلف قليلا ينظر لها بتدقيق حيث أن المرآة تقع بالقرب من الخزانة فكانت هي تقف قريبة منه وتلاحظ بطرف عيناها نظراته لها وتتجاهلها عمدا .. أخرج منشفته حتى يدخل ويأخذ حمامه الصباحي وعيناه لا تزال ثابتة عليها وما يثير غيظه تجاهلها له يتطلع لها وكأنه ينتظرها أن تقول شيء ولكنها تتصرف كأنها لا تراه من الأساس .. اغلق باب الخزانة بقوة والټفت بجسده ناحيتها وهتف بصوت غليظ 
_ أنا هروح الشغل واحتمال مجيش بليل 
لم تجيب واستمرت في تجاهله وهي مهتمة بتسريح وتجفيف شعرها فسمعته يهتف بحدة وهو يقترب منها 
_ سمعتي أنا قولت إيه ! 
خرجت عن إطار صمتها أخيرا والتفتت برأسها له تهتف ببرود 
_ سمعت .. براحتك أساسا مش هتفرق معايا بحاجة 
اتسعت عيناه من ردها واحتدمت نظراته وهو يجيبها بصوته الخشن 
_ اممم أنا قولت اعرفك عشان متعمليش زي كل يوم وتقولي إنت لسا تعبان ومينفعش تخرج 
ابتسمت وهدرت بعدم مبالاة مٹيرة للأعصاب 
_ لا مش هقول إنت مش طفل صغير وعارف مصلحتك أكيد .. روح خد الشاور يلا عشان تلبس ومتتأخرش على work 
رفع حاجبه مستنكرا ردها وهو يبادلها الابتسامة ببرود ظاهري مزيف بينما هي فزدادت ابتسامتها اتساعا وهي ترى مجاهدته في الظهور بهدوء على عكس ما يخفيه خلف هذا الوجه .. استدارت بجسدها مرة أخرى للمرآة واكملت ما كانت تفعله وتتطلع لوجهه في انعكاس المرآة فترى نظراته المشټعلة .. باللحظة التالية اقټحمت الصغيرة الغرفة وهي تهتف بعفوية 
_ مامي .. مامي 
لكنها ابتسمت بساحرية بمجرد رؤيتها لأبيها وهرولت إليه فانحنى وحملها على ذراعيه ولثم وجنتها بحب هامسا 
_ إيه الجمال ده يا هنايا 
أمسكت الصغيرة بخصلات شعرها في رقة وقالت بسعادة من مغازلة أبيها لها 
_ مامي عملت ليا شعري كدا .. حلو 
_ إنتي كلك على بعضك حلوة يا ملاكي 
ضحكت بخجل والقت برأسها تدفنها بين ثنايا رقبة أبيها تخفي استحيائها فيبادلها هو الضحك .. ثم رفعت رأسها بعد ثواني وتطلعت لأمها التي تتابعهم مبتسمة بدفء فانحنت على أذن أبيها وقالت بحماس 
_ بابي امتى هنقول لمامي ! 
انحنى هو الآخر على أذنها وهمس 
_ لسا مش دلوقتي .. اوعي تقوليلها ! 
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة حماسية فطبع هو قبلة على شعرها وانزلها ثم اتجه إلى الحمام بمجرد دخوله أمسكت جلنار بهنا وهمست بفضول 
_ إنتي وبابا مخبين إيه عني ! 
هنا بتوتر وهي تهز رأسها بالنفي باسمة 
_ لا بابي قالي مقولكيش 
هتفت بجملتها وسحبت ذراعها بسهولة من قبضة أمها ثم هرولت للخارج وتركتها تتساءل بفضول عن ما يخفوه عنها ! .
بمطار القاهرة الدولي .....
كانت تقف بمنطقة صغيرة بعيدة عن أشعة الشمس وهو يقف بعيدا عنها يتحدث في الهاتف مع أحدهم وماهي إلا لحظات حتى توقفت أمامه سيارة سوداء وترجل منها شابا ثم بدأ يتبادل أطراف الحديث مع حاتم وهم يضحكون بصفاء وانتهي حديثهم بتوديعهم لبعض وهو يشير له بأن يرحل وكأن مهمته قد انتهت .. فور رحيله الټفت برأسه لها وأشار لها بأن تأتي فتحركت
 

176  177  178 

انت في الصفحة 177 من 275 صفحات