الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 160 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


نزع حذائه عنه واتجه للداخل بصمت نحو غرفتهم .
التفتت برأسها للخلف تتابعه في قلق ثم عادت برأسها تجاه ابنتها وهتفت بحنان أمومي ولطف 
_ طيب روحي يلا ياحبيبتي غيري هدومك عشان ناكل كلنا مع بعض 
وثبت الصغيرة وهي تصيح فرحا ثم ركضت مسرعة تجاه غرفتها حتى تبدل ملابسها كما اعتادت كل يوم بعد عودتها من دوامها .. بينما جلنار فتنهدت بقوة وسارت متجهة خلفه .. دخلت الغرفة وبحثت عنه فلم تجد له أثر لكنها سمعت صوت الماء في الحمام .. فتقدمت إلى الفراش وجلست فوقه تنتظر خروجه .. وبعد دقائق قصيرة خرج وهو يرتدي فقط بنطال وعاريا الصدر .. حدقها بنظرة قوية للحظة ثم هتف وهو يسير نحو الخزانة 

_ هنا مش هتروح الحضانة اليومين الجايين 
ضيقت عيناها بعدم فهم وسألت 
_ ليه ! 
تجاهل سؤالها واكمل بنفس لهجته السابقة 
_ وإنتي كمان مفيش خروج من البيت غير معايا من هنا ورايح 
_ مش فاهمة ليه برضوا !!
عدنان بعصبية خفيفة وحدة 
_ من غير ليه ياجلنار .. نفذي اللي بقوله وخلاص من غير نقاش
تأففت بصوت مسموع وتوقفت لتسير نحوه في خطوات هادئة وتقف بجواره متمتمة بلطف 
_ إنت كويس 
رقمها بنظرة مطولة يمعن النظر بها يقرأ نظراتها الموجهة إليه فأدرك الهدف وراء سؤالها .. اشاح بوجهه وأخرج ملابسه بجيبها بنبرة قوية 
_ إنتي شايفة إيه ! 
جلنار بخفوت 
_ مش عارفة .. بس حبيت اقولك فكر في هنا قبل أي تصرف تعمله
لم يجيب ولم ينظر لها فقط سار مبتعدا عنها وهو يشرع في ارتداء ملابسه .. ترى في عيناه قسۏة وجبروت مريبين جعلوها هي من تخشاه لوهلة .. يبدو أن الطوفان قضي على الكثير وسوف يحتاج لوقت طويل حتى يعيد ترميم ذلك الخړاب .
غمغمت تسأله بترقب لرده رغم توقعها الرد إلا أنها سألت 
_ الغدا جاهز .. هتاكل معانا 
_ لا 
حرفين فقط لكنه نطقهم بصوت غليظ ومثير للرهبة فتنهدت هي الصعداء بيأس ثم استدارت وغادرت الغرفة بأكملها .
كان يقف أمام النافذة الكبيرة يتحدث في الهاتف ومن خلال حديثه فهمت أنه يتحدث عن العمل .. فاقتربت منه ووقفت خلفه منتظرة أن ينتهي من حديثه وبعد دقيقة تقريبا انتهى ثم الټفت برأسه للخلف وابتسم لها بعذوبة وهو يمد يده ويتلقط فنجان القهوة من يدها هاتفا 
_ ربنا يخليكي ليا يافطوم 
رتبت على كتفه بحنو مردفة 
_ ويخليك ليا ياغالي .. في مشكلة في الشغل ولا إيه 
هز رأسه بالنفي وهو يرفع الفنجان لفمه ويرتشف منه ببطء ثم يجيب عليها بعد أن انزله 
_ لا مفيش مشكلة ولا حاجة الحمدلله 
ابتسمت فاطمة براحة ثم همست بخبث وهي تنكزه في ذراعه بخفة 
_ مش ناوي تفرحني بيك بقى ياحاتم ! 
حاتم بمداعبة وهي يبتسم ببساطة 
_ الاقيها بس وأنا مش هسيبها مټخافيش
غمزت له بلؤم أشد وهمست بنظرات ذات معنى 
_ طيب ما هي موجودة ! 
_ موجودة فين !!! 
كان سؤال مستغربا يحمل بعض الاستنكار فضحكت هي واجابته بتحمس 
_ نادين .. دي البنت قمر ما شاء الله أنا متوقعتش إنها تطلع كدا .. جمال وأدب ورقة يعني تبقى غبي لو ضيعتها من إيدك
رفع حاجبه متطلعا لخالته بدهشة من كلماتها وارتفعت الابتسامة لشفتيه تدريجيا ثم تحولت لضحكة وهو يجيبها بعدم استيعاب 
_ احنا لسا يدوب لينا يومين يا فطوم .. لحقتوا تبقوا حبايب بالشكل دي وكمان عايزة تجوزهالي !
فاطمة بغيظ وهي تلكمه في ذراعه بلطافة 
_ هو مش إنت اللي كنت قارفني كل ما اكلمك في التلفون نادين .. نادين .. نادين 
حاتم ضاحكا بقوة 
_ أيوة عشان أنا معيش حد في امريكا غيرها ياخالتي وإنتي عارفة .. وهي أقرب حد ليا ! 
_ طيب وفيها إيه بقى لما

________________________________________
تبقى اقرب وتتجوزها
قطع حديثهم صوت نادين الرقيق وهي تنزل الدرج وتهتف بمرح 
_ لا الحرارة بمصر هون كتير عالية أنا ماني قدرانة اخد نفسي .. الله يعينكن عن جد 
قهقهت فاطمة بقوة واكتفى حاتم بابتسامته الواسعة التي من بينها همس بصوت منخفض لخالته 
_ قفلي على السيرة دي دلوقتي بقى هااا 
لم تبالي له فاطمة وعمدا حتى تثير غيظه هتفت محدثة نادين بخبث دفين 
_ تعالي بس يانادين شاركينا الحديث عشان أنا تعبت من حاتم
رقمها بنظرة مشټعلة ومغتاظة فكتمت ضحكتها وتابعت نادين وهي تقترب منهم وتهتف بنظرات مستفهمة تنقلها بين حاتم وبين فاطمة 
_ شو سوى ! 
هدرت فاطمة بنصف عين تنظر بها لحاتم في مكر 
_ بحاول اقنعه إنه يتجوز ومفيش فايدة فيه .. تعبت معاه وأنا نفسي افرح بيه 
تلاشت ابتسامة نادين فورا وتشنجت ملامح وجهها وهي تتطلع بحاتم وتهتف بتعجب 
_ يتجوز !! 
_ أيوة ده هو داخل على 31 سنة
 

159  160  161 

انت في الصفحة 160 من 275 صفحات