رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
كمان .. إنت كنت فين ياجدو
أبعدها عنه قليلا وحدقها بنظرة دافئة متمتما بأسف
_ سامحيني ياحبيبتي
زمت هنا شفتيها بحزن وتمتمت
_ تعرف بابي تعبان وماما راحت تشوفه وقالتلي إنها بكرا هتاخدني عشان اروح اشوفه كمان
نشأت ببعض الحزن المماثل لها
_ عارف ياحبيبتي مټخافيش بابا هيبقى كويس إن شاء الله
_ عاملة إيه يا انتصار
انتصار بمضض
_ بخير الحمدلله يانشأت بيه .. جلنار راحت تشوف عدنان يعني مش موجودة
_ عارف يا انتصار أنا جاي اتكلم معاكي إنتي
ظهرت معالم الحيرة على وجهها وضيقت عيناها باستغراب ثم افسحت له الطريق ليدخل وأغلقت الباب خلفه .. تحركت أمامه نحو الصالون وجلست على أحد المقاعد الواسعة وجلس هو على الأريكة المقابلة لها وفوق قدميه جلست هنا بين ذراعين جدها الذي أخفض نظره لها وقال بحب وهو يطبع قبلة فوق وجنتها
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة واسعة ثم نزلت من فوق قدميه تركض نحو المطبخ حتى تجلب لجدها الماء كما طلب منها .. بينما هو فهتف بإيجاز في نبرة مهتمة ولأول مرة تشعر انتصار بخوفه وحبه الحقيقي لابنته
_ أنا عارف إني لو كلمت جلنار وطلبت منها تيجي تقعد معايا لغاية ما عدنان يتحسن مش هتوافق .. فأنا جيت عشان اقولك بس واوصيكي بنتي وحفيدتي أمانة في بيتك يا انتصار .. وأنا هخلي رجالة تبعي يقفوا عند بوابة العمارة تحت عشان اكون مطمئن اكتر عليهم
_ عشان حاډث عدنان كان مدبر .. وممكن اللي أذاه يحاول يأذي بنتي وحفيدتي وأنا مش هسمح بده صلاح بيراقب جلنار في كل خطوة وفي تلاتة هيبقوا تحت بيحرسوا العمارة لغاية ما يقوم عدنان بالسلامة وانا هتكلم معاه
ضړبت انتصار على صدرها شاهقة بهلع وهتفت پخوف
_ يامصيبتي يعني ممكن يأذوا جلنار
_ قولتلك مش هسمح أن حد يمس شعرة من بنتي أو حفيدتي يا انتصار .. كل اللي طالبه منك بس إنك تخلي بالك عليهم وتبلغيني بكل تفصيلة بتحصل وكمان ياريت متقوليش لجلنار إني جيت أو تجيبي ليها سيرة بخصوص مراقبة صلاح ليها وحتى الرجالة اللي هيقفوا تحت لو سألت قوليلها أي حاجة غير إنهم تبعي
هزت رأسها بالموافقة وقد فرت الډماء من وجهها بسبب الهلع ثم سألت بقلق
وصلت هنا ووقفت أمام جدها وهي تمد يدها الصغيرة حاملة كوب الماء الصغير وهاتفة برقة
_ المايه ياجدو
الټفت برأسه لها ولم يتمكن من الرد على سؤال انتصار فجذب كوب الماء من يد حفيدته وهو ينحنى لاثما وجنتها ومتمتما وهو يشرب الماء
_ شكرا يا اميرة جدو
_ انا همشي ياهنا دلوقتي بس اوعدك إني هاجي تاني إن شاء الله خلاص
ردت عليه بحزن
_ خليك شوية متمشيش
طبع قبلة رقيقة فوق شعرها وهتف
_ مش هينفع ياجدو عشان ورايا شغل .. بس وعد زي ما قولتلك هاجي تاني والمرة الجاية هقعد كتيييير أوي لغاية ما تزهقي مني تمام
اماءت برأسها في يأس مغلوبة على أمرها ثم ضمھا لصدره بعانقها بلطف ويثلم وجنتيها بقبلاته الحانية قبل أن يستقيم ويوجه كلامه إلى انتصار بجدية هاتفا
_ زي ما اتفقنا
_ تمام يا نشأت بيه
سار باتجاه باب المنزل وانصرف فظلت انتصار واقفة مكانها تفكر بحديثه والقلق والخۏف ينهش قلبها نهش وفقط تردد من بين شفتيها ربنا يستر .
_ احكيلي بقى إيه موضوع فريدة بالتفصيل
كان ردا قويا
________________________________________
من آدم على سؤال جلنار له بنوع الحديث الذي يرغب في التحدث به معها .. فصمتت هي لبعض الوقت متطلعة إليه بتردد حتى قالت أخيرا بعدما حسمت أمرها
_ طيب هحكيلك بس متجبش سيرة لعدنان دلوقتي خالص على الأقل لغاية ما يقوم بالسلامة ويطلع من المستشفى
_ طيب قولي ياجلنار بس يلا
أخذت نفسا عميقا قبل تبدأ بسرد كافة التفاصيل التي حدثت منذ خروجها من المعرض خلف فريدة حتى ټهديدها لها بالمستشفى وكان آدم يستمع إليها وعيناه تخرج شرارات ڼارية من فرط الڠضب يقفل يده ويضغط على قبضته بقوة .. يرغب الآن بالذهاب لذلك الوغد الذي يدعى نادر وېخنقه بيديه .
انتهت جلنار من التكلم فخرج من فم آدم لفظ بذيء يسب ويشتم به كل من نادر وفريدة ثم هب واقفا ينوي الذهاب لنادر لكن جلنار أمسكت به وقالت بحدة
_ رايح فين يا آدم .. مينفعش ده واحد حقېر وممكن يعمل أي حاجة ويأذيك
آدم بصوت مرتفع قليلا وهو يصيح بانفعال
_ وانتي متخيلة إني هسيب بعد