رواية جوهرة بين اغلال الشيطان بقلم منى ابو اليزيد
تعبان بتحب تكون جنبه
حرك يده لكي يشرح لها ثم قال بهدوء
متقليش أديني عنوانها وخلاص
وصل محمد الشاذلي إلي أحد البنايات القديمة ترجل من السيارة رافع عينيه إلي البناية البيت متهالك إلي حد ما جدرانه ملونة زهت الأوان عينيه بأمل كبير لعل تلك الفتاة تبدد حال حفيده الذي أصح السواد يحوطه من كل اتجاه
أغلق الهاتف المحمول دون كلمة ارتسمت ابتسامة نصر على ثغره اقترب يحقق حلمه ففرشت السعادة داخل قلبه وحدث نفسه
عدل ملابسه مستعد للدخول عند اقترابه من الباب لمس جيب البنطلون من الخارج تأكد من وجود شيء ما ثم طرق الباب بقلق زاهي على ملامح وجهه فتح له الباب فتاة ترتدي إسدال صلاة يغطها شعرها لا يظهر منها سوي ملامحها الهادئة التي تجذب من يراها أشار بيده عليه بابتسامة قائلا
جوهرة
اها أنا جوهرة مين
محمد الشاذلي جد أصيل الشاذلي
سلطت مقلتيها عليه بعد ما اخترقت أذنيه اسمهعيناها مليئة بشغف منتظراه أن يظهر باقي حديثه لم تجد أي رد سوء كلمات خذلتها كأنه لسعت من عقرب سعت عينيها بالصدمة
أنا عايز أشوف والدك
دام حوار بينهما كان الدهشة الخۏف الاطمئنان مسيطرين في الحديث بالترتيب حين انتهي هب محمد واقفا من مكانه رمقه بنظرات اطمئنان لتفهمه ما يريد
هسيبك تشتغلي عند اللي اسمه أصيل بس هتباتي وأنا معاكي
جزت على أسنانها من الغيظملامح وجهها تملأها الڠضب
ثم
هتفت
يعني إيه يا بابا أنت موافق ده أنت زعلتني من نفسي وقت ما قولتلك
ده خير يا بنتي وهتعرفي في الوقت المناسب من غير أسئلة كتير
ارتطم طفل صغير بشاب كبير يبدو في بداية نهاية العقد الثالث من عمره طالعه الصغير بنظرات حزن لسبب سقوط بعض العملات المعدنية على الأرض كطفل صغير لا يعرف أن يخرج ما داخله سوي الصړاخ
يا مامااااااا
إيه اللي حصل بس
وقفت الدنيا لديه حين رأي فتاة في منتصف العقد الثالث من عمرها تقترب من الطفل بهلع مسيطر على ملامح وجهها ظهر جانب أنثوي لا يفهمه الكثير وخاصة الرجال عاطفة الأمومة ظلت تسأل الطفل ما به بينما هو كان في دنيا أخرى لم ينتبه إلي جمالها الهادئ الرقيق وعينيها البريئتين شرد فيها بخياله بأنه يراها تبث حنان من نوع آخر يحتاجها لتبادله إحساس بالفقد الذي حرم منه لسنوات طوال عاد إلي الواقع الذي أصبح يسوده الألم عندما ألقت عليه كلمات كالخناجر الطاعنة حين تأكد أن الحنان لا يعطي إلا لأبنه فقط
أنت عملت إيه لأبني عشان يعيط
معملتش حاجة هو خبط فيا وهو بيجري مرة واحدة لقيته عيط
تصدق صدقت وكلامك مقنع بصراحة
بصي بقي أنا معملتش حاجة لأبنك أهو عندك اسأليه بعد لما أمشي يمكن
يقولك عن أذنك
أحكيلي يا يحيي إيه اللي حصل
أجاب عليه پبكاء
الفلوس وقعت مني
ولا يهمك يا حبيبي هديك غيره
وقت كالتمثال عينيه ثبتت على نقطة ما حاولت تحدثه مرات كثيرة لكنه لا يبالي اهتمام لها اضطرت أن تنظر مكان ما يطل بعينيه شهقت بصوت منخفض على الرغم أن داخلها ثورة خوف تستطيع أن تكفي العالم رأت طليقها أمامها بل الشيطان على شكل إنسان حاولت النظر بعيد عنه عندما نظر لها بعينيها المشټعلة بالڠضب بدأت تخطو مع أبنها بعيد عنه حتى تتفادى سواده
.........
اتفقت جوهرة مع أصيل أن تذهب إلي القصر ليتم الاتفاق بينهما بسبب عمله المستمر ها هي وصلت إلي القصر دون أن تعرف عن المظلم شيء لفت انتباهه لون الأسود المرصع على جدران القصر مرت من أمام طاولة بالكراسي مصفوفة حولها وسط حديقة القصر كانت باللون الأسود كست تعبيرات وجهها بالاندهاش ثم حدثت نفسها
هو مش بيحب غير اللون الأسود ده شخص غريب
سمع سعد صوتها وهي تتحدث دون أن يفهم معني كلماتها نظر إليها بأعين تتفحصها قائلا
بتقولي حاجة يا جوهرة
مفيش حاجة متشغلش بالك
بعد خطوات قليلة كانت داخل القصر الذي يحوطه اللون الأسود تنتظر أصلان رائحة كاتمة تطير في المكان اعتقدت أن لا أحد يفتح شبابيك القصر منذ فترة طويلة حقا هي الحقيقة الشمس لا تدخل منذ بضعة أشهر هبت واقفة تتجه نحو النافذة سحبت الستار بحماس لا تعرف