رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
دي جيشك اللي لو الناس كلها اتخلت عنك هي تبقى في ضهرك ..
صاحت مصډومة
لحظة واحدة .. أنت بتغيري كلامك يا ماما ! أومال فين بقى الراجل بيحب الست الضعيفة اللي متعملش رأسها براسه و كان ناقص تاخديني قلمين
إبتسمت أمينة بهدوء قبل أن تجيبها
مازحة
أنا مازلت عند رأيي بس مع بعض التعديلات .. و بصراحة أنت كنت غيظاني بلسانك الطويل دا ..
والله لسانها دا مضايق ناس كتير .
برقت عينيها إثر سخريته فتدخلت أمينة بجدية
بقولك إيه أنت وهي سيبونا من الكلام الفارغ دا أنا عايزة حفيد بقولكوا اهوة ..
تحدت بلهجته الفظة التي لامسها غرورا يليق به
أنا عن نفسي عامل اللي عليا و زيادة .. قولي لها هي الكلام دا
امتزج الڠضب و الخجل معا فولدا مزيج مثير على ملامحها التي تخضبت بحمرة رائعة بينما تراقص اللهب في عينيها فتمنى للحظة لو كانا بمفردهما لكان قطف ثمار هذا الخجل و استبدل نيران ڠضبها بأخرى أشد لهبا و لاحترق المكان من حولهم كما هي العادة .
ود لو يطلق العنان لقهقاته إثر حديث والدته وثب قائما وهو يقول بفظاظة
هسيبك يا حاجة ورايا شغل كتير .. يالا يا فرح
تدخلت أمينة قبل أن تسنح لها الفرصة لإجابته
لا سيبلي فرح عيزاها في كلمتين
ماهي دانت معاك عند الدكتور الصبح
شملتهم عيناه بنظرات متفحصة قبل أن يومئ برأسه دون حديث متوجها للخارج أمام أنظار أمينة التي ما أن شاهدته يغلق الباب حتى قالت بلهفه
ها يا فرح عملتي اللي قولتلك عليه
فرح بهدوء
عملته يا حاجة .. بس
قاطعتها أمينة بصرامة
مابسش يا فرح .. لما الموضوع يخص الناس اللي بتحبيهم مينفعش نسيب حاجة للظروف
مبترديش على تليفوناتي ليه يا شيرين
هكذا تحدث ناجي وهو يجلس أمام مقود السيارة و بجانبه شيرين التي كانت تخفض رأسها بتعب تجلى في نبرتها حين قالت
كنت تعبانة شوية !
تكذب و هو أكثر من يعلم بذلك لذا تابع بحنان زائف
متخيلتش أن بنتي اللي بحبها أكتر من
نفسي ييجي يوم عليها و تبقى بتتهرب مني
أرتفع رأسها بحدة بينما عينيها ترسلان سهام الخسة إلى خاصته وهي تقول
وإزاي تطلب من بنتك اللي بتحبها أكتر من نفسك أنها تعرض نفسها على واحد غريب !
كانت ذلة كلفته الكثير فحاول جعل الأمر دراميا حين قال
فاكرة البنت اللي حكتلك عليها و قولتلك أنها الوحيدة اللي حبتها
ناجي پألم حقيقي
تبقى سهام مرات عمك صفوت !
انكمشت ملامحها پصدمة
إيه
لاح شبح ألم حقيقي في عينيه سرعان ما تجاوزه وهو يقول بنبرة خالية من الشعور
ابوكي الكل خذله و تحديدا الخذلان جاله من أكتر ناس حبهم في الدنيا .. تخيلي أشوف حبيبتي مع أخويا بعد ما فضلته عليا لمجرد أنه هو ظابط ! و أنا الفاشل اللي في العيلة .. بالرغم من أني كنت بدير لهم كل أملاكهم .. لكن هي اختارت كل حاجه السلطة و العز و الجاة و في المقابل داست على قلبي ..
شعرت بالشفقة عليه ولكن ألمها منه كان أكبر بكثير لذا تحدثت بجفاء
و دا إيه علاقته باللي طلبته مني
كنت عايز اختبرك عايز اشوف إذا كنت فعلا أهل لثقتي أو لا
لونت الصدمة تقاسيمها لحديثه فأردف بنبرة مخادعة
أنا معنديش غيرك .. أنت بير أسرارى .. تعرفي عني كل حاجة .. أنا مبثقش في حد غيرك .. ولا حتى أمك .
لاح شبح السخرية علي ملامحها فقالت مبررا
أمك معايا عشان عايزة ټنتقم من اللي اتعمل فيها .. مش عشاني يا شيرين !
زفرة قوية محملة بهواء ملوث بالۏجع و الخيبة خرجت من جوفها قبل أن تقول بجمود
والمطلوب مني دلوقتي
هتعملي اللي امك مش هتعرف تعمله.
شيرين بجمود
ملف الصفقة
بالظبط ..
تحدثت يائسة
حاضر
ضربتنا القاضية قربت.. و خلاص مبقاش فاضل كتير ..
هكذا تحدث بأعين تلمع بالشړ الذي بث الذعر في قلبها فقالت بفزع
مش معقول تكون بتفكر تسلمه ليهم
ناجي بتحفظ
أكيد لا في النهاية أهو كارت ممكن أحتاجه قدام ..
لم تسعفها الكلمات للحديث فقد ضاقت ذرعا بكل ما يحدث ولم تعد تعلم من المخطئ ومن المصيب لذا قالت بجفاء
أنا هروح عشان اتأخرت ..
كانت رحلة العودة ثقيلة فقد أخذت تدور حول نفسها لساعات لا تعلم أين يمكنها الذهاب أو إلى من يمكنها اللجوء وفجأة طرأت صورته على بالها ذلك اليوم في المشفى.
عودة لوقت سابق
هرول الإثنان في رواق المشفى وطارق يحمل ريتال بين ذراعيه فقد وقعت و جرحت قدمها وهي تعود إلى الخلف مذعورة حين رأت الأفعى التي حاولت الھجوم ولكن لاحقها طارق قبل أن تطال صغيرته . و ما أن وصلوا إلى قسم الطوارئ حتى أخذوا الفتاة إلى غرفة مغلقة مع سماع مقتطفات ما حدث من كليهما ثم دلف الطبيب إلى الداخل
هربيك يا مروان الكلب !
هكذا تحدث طارق الذي كانت