رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
في الليلة الماضية فقد تذوق معها النعيم و عرف الهناء الطريق إلى قلبه الذي هجره النعاس خشية أن يكن قربها حلما ساحرا يتبدد بآخر حين يغلق جفونه
حلا
صدح صوته المشتاق ليحثها على الأستيقاظ فقد طغى شوقه و فاض به القلب فتململت بنعومة سلبت أنفاسه فتابع بصوتا أجش
اصحي بقى .. وحشتيني !
اخترقت جملته قلبها الذي اهتز حين أخذ يداعبها بحرية فتدفقت الډماء بقوة إلى سائر جسدها قبل أن ترفرف برموشها ليأثره ذلك الشعاع الأخضر الذي يطل من عينيها فاقترب ناثرا فتات السكر فوقهم قبل أن يقول بلهجه مبحوحة
اخجلتها كلماته وأفعاله فقالت بخفوت
لحقوا
ياسين بخشونة
لحقوا ! دانا شويه وهحسد النوم اللى خدك مني ..
حلا بإندهاش
أنت منمتش
لا
ليه أنت كدا هتتعب .. اليوم طويل
راقت له لهفتها فعانق توتيتها بخاصته قبل أن يرفع رأسه قائلا بخفوت
مش مهم .. المهم إنك موجودة معايا و دا في حد ذاته راحة
قد كدا بتحبني
بحبك أكتر من أي حاجه في الدنيا ..
ارتج
قلبها پعنف جراء كلماته الرائعة و التي لم ترتوي منها أبدا فقالت بدلال
قولها تاني
دلالها كان أكثر ما يمكن احتماله فتبدد إخضرار عينيه و أزداد قتامة و قال بأنفاس محمومة
حلا بدلال
اللي هي
انك وحشتيني ..
حوت كلماته شغفا قاټل أتقن سكبه فوق تقاسيم وجهها قبل أن يجرفها تيار عشقه إلى عالم ساحر يقتصر على كليهما فقط .. عالم لم تستطيع حكايات العشق أن تسطره أو تصل إليه .. كان بارعا في سلبها أنفاسها و اللعب على ثباتها الذي طار أدراج الرياح فأي ثبات أمام رجل مثله ! يعرف جيدا كيف يجعلها تصل إلى قمة السعادة .. تتقلب بين جنان عشقه على جمرات الشوق و لهيب الهوى .. يعزف على أوتار قلبها باحتواءه لها الذي يكن تارة قوي شغوف وأخرى حاني مراعي . يقودها إلى الجنون الذي تعزفه سيموفونياتها العاشقة فيتجدد شوقه مرة أخرى و يتعاظم الشغف بداخله فيبثها إياه بكل ما أوتي من عشق لا ينضب أبدا فقد عرف الطمأنينة بجانبها فهي الشخص الوحيد الذي احتوى جراحه و تخبطاته و امتص جميع أوجاعه ..
مش مصدق أني وصلت ل أوضتنا أخيرا ..
لامست تعبه الواضح فقالت بحنو
معلش عدت الحمد لله .. أدخل خد شاور على ما اجهزلك حاجة سريعة تاكلها و نام لك شويه ..
تأرجحت إبتسامة ساخرة على شفتيه فأبرزت بعمق غمازتيه الرائعتين و أقترب منها بخطوات هادئه تنافي قوته في التمسك بها و احتوائها قبل أن يقول بخشونة
ناظرته باستفهام و شاب القلق نبرتها حين قالت
في إيه يا سليم قلبي واجعني أوي و حاسه أن في حاجة كبيرة حاصلة و أن موضوع مروان دا وراه مصېبة كبيرة.. و مين البنت دي
قاطع حديثها اشتداد حصاره عليها أكثر وهو يقول بخفوت
سلامة قلبك من الۏجع .. متخليش دماغك الحلوة دي تفكر في حاجات وحشة .. و أن شاء الله كل اللي جاي خير ..
حتى الكلمتين مش لاحق أقولهم ..
لون الخجل ملامحها و أخفضت رأسها فزينه بغرس ورودا حمراء تروي مدى تأثره بها و عشقه لها قبل أن يبتعد قائلا پغضب مخاطبا هذا المتصل الذي يعلم هويته جيدا
خلاص يا سالم هتوضي و أصلي ارحمني من العيلة دي يارب ..
توقف إثر سماعه ضحكتها و الټفت مغازلا
طب بزمتك حد يسيب الضحكة القمر دي و يروح للأشكال الغلط دي
اختلطت ضحكاتهم و خرج سليم من الحمام فتوجهت إليه قائلة بنبرة يشوبها الحرج
سليم
لا سليم إيه أنا متوضي يا بنتي ..
اندهشت من كلماته و صاحت مستفهمة
طب فين المشكلة و أنا كنت عملت ايه
سليم مغازلا
كلك على بعضك مشكله ..
راق له خجلها فتابع يشاكسها
طب يعني لما تقوليلي سليم الحلوة دي مفروض اسكت مثلا ! حد قالك اني مابحسش ولا حاجه
ارتدت قناع الجدية وهي تقول
والله لو ما بطلت ما هقولك عايزة إيه
لا و على أيه .. أؤمر يا قمر
خرجت الكلمات من بين شفتيها بتمني راق له كثيرا
أنا نفسي نصلي جماعة مع بعض ..
تعابيرها الطفولية و طريقتها اللطيفة في الحديث إضافة إلى طلبها الذي أسعده بشدة كل تلك الأشياء لها وقع السحر على قلبه الذي يود لو يختطفها من العالم أجمع..
انجري يا جنة روحي اتوضي ..
قهقهت على لهجته و تقاسيمه التي لونها القهر و اتجهت الى الحمام توضأت وخرجت لتجده ينتظرها و سرعان ما ارتدت جلباب الصلاة و توجهت لتقف خلفه و ما هي إلا