الخميس 05 ديسمبر 2024

صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر

انت في الصفحة 122 من 127 صفحات

موقع أيام نيوز


التي حرم منها لسنوات .ليه زعلانه!!..
لتزم ا پغضب مصطنع عشان عرفت ان حضرتك رافض تاخد جلسات الكيماوي..
فتتوقف أصابعه عن الحركة لينظر اليها پألم قائلامالوش لزوم للكيماوي كلنا عارفين انها كلها أيام ...
يؤلمها كلماته وانهزامه وعدم مقاومته لمرضه وعندما طال صمته قالت بمرح انت اتصلت بعامر عشان نعجل بميعاد الفرح من ورايا مش كده!...وكنت قايله مايبلغنيش بطلبك...

ليهز رأسه بإبتسامة عامر ده شكله مابيتبلش في بوقه فولة...
لتبتسم بمرارة ليه يايوسف ..ليه مصمم اننا نبعد وأنا بقولك أنا عايزة ارجعلك ...إدي لحياتنا فرصة
مابقاش ينفع ..مابقاش ينفع اخرب حياتك اكتر من كدة ..صدقيني هكون مستريح وأنا مطمن عليكي مع عامر ..طول ما أنا شايفك سعيدة ..هكون سعيد..
ارادت ان تستغل الحوار لصالحها عايزني أكون سعيدة تنفذ شرطي
ايه هو !...
تأخذ نفسا محاولة السيطرة على سرعة ضربات قلبها انك تبدأ تأخذ جلسات الكيماوي المحددة ليك ...عشان تقدر تحضر الفرح ...مش ده اللي انت عاوزه...وعند ملاحظتها لصمته اكملت بدأت تتحرك باتجاه الطاولة لتخرج من الحقيبة البلاستيكية الطعام التي قامت بإعداده بنفسها عند انصرافها تقول أنا عملتلك شوربة خضار هتعجبك ...دوق وقولي رأيك ....
.
جالس مغمض العينين بإرهاق أمام حجرة أخيه يستمع لحركة الممرضات والأطباء من حولها السريعة فكل يعمل علي قدم وساق ...ليطرأ على سمعه خطوات بطيئة تقترب من المكان تدل على خفة صاحبها وتتوقف بالقرب منه ليفتح أعينه المرهقة ويتفاجأ بوجودها واقفة بجواره بخجل فيعتدل بجلسته باهتمام يقول پخوفتقى !!!!...ايه اللي جابك هنا ..في حاجة حصلت
تبتلع بإحراج وتهرب من أعينه لتقول له انها أتت لرؤيته أم للاطمئنان على أخيه !....لينقذها من حيرتها وقوفه باهتمام يقول 
أكيد جاية تطمني على يوسف مش كذة!....
تهز رأسها بنعم فيبتسم لصمتها ويقول طيب هو يامن الغلبان مالوش نصيب تطمني عليه ...شكلى كده ماليش حظ
لتسرع مدافعة عن خالها أبدا والله ..أنا كنت جاية اطمن عليك كمان ...
فتلاحظ تبدل ملامح وجهه من الحزن المصطنع للمكرأنا على كدة محظوظ جدا أنك فكرتي فيا ...عموما كويس انك جيتي أنا كنت هتصل بيكي لان يوسف طلب إن يشوفك...
تتوتر من كلماتها لتقول بتجهميشوفني ..يشوفني ..أنا !!!فيها رأسه بتأكيد وعلى وجهه ابتسامه لا تفارقه ....
..
تضحيات صغيرة تصدر منا تشكل فارقا كبيرا في حياة الآخرين ..ولكن عند تقديمها يجب معرفة هل ستستطع مواصلة حياتك بهذه الټضحية ام ستظل عقبة لاستمرارها....فعليك ان تختار!.....
.
بعد الانتهاء من إطعامه وهو مسحور بشعرها الطويل ينظر اليه بسعادة غريبة كأنه يوم زيارة الملاهي ...ليلوم حاله هل هذا الشعر الذي اقدم عليه من قبل منذ سنوات وقام باغتياله بكل قسۏة كإنتقام اعمى منه 
فتلاحظ مراقبته لحركاتها بسكون غريب عليه وتعلو ابتسامة قصيرة وجهه ..فتتجه الي حقيبتها الشخصية تسحب سحابها وتخرج شيئ ما ...ليضيق عينيه بفضول لعله يعرف مايقبع بيدها ..فتتحرك ببطء اتجاهه قائلة بثقة الشرط الثاني مستعد تسمعه ..
شرط ايه !
شكلك نسيت ...ان أنا طلبت منك تكمل جلسات عشان تقدر تحضر الفرح ..ده الأول ..أما الشرط الثاني ..انك تخليني احلقلك شعرك بنفسي لترفع يدها أمام وجهه الشاحب المصډوم ليظهر ماكينة لحلاقة الشعر تعمل بالبطارية 
فيمرر عينه بينها وبين مايقبع بيدها ويهز رأسه بالرفضمستحيل..
فتتساءل ببرودليه!....انت مش قبل كدة قصيت شعري بايدك وأنا كنت رافضة ده....ايه الجديد
يبتلع ريقه بصعوبة يقول پتألم من هذه الذكري التي تشينهليه حاسس دايما انك ماسمحتيش من قلبك ..حاسس انك بتقصدي تألميني 
تضحك بسخرية بخلاف مابداخلها تقصد عشان مصممة على حضورك فرحي وأنك تشوفني وأنا ملك حد غيرك ..ولا عشان فكرتك بجريمتك
عايزة ايه ياغزل !..كفاية تعذيب فيا اكتر من كده
عايزه احلقلك شعرك ..صدقني شكلك يكون الطف ...تتنهد وهي تنظر للبعيد بابتسامة مغتصبه عارف يايوسف أنا قد ايه بحب شعري ...بحبه لدرجة أني ممكن يجرالي حاجة لو فقدته تاني 
ليقول بصرامة لو دي الطريقة الوحيدة اللي هتخليكي تنسي اللي عملته فيكي ...احلقيلي شعري ياغزل يمكن

تسامحيني بجد
ولكن على مايبدو انها ارادت إجابته لتستمر في حديثها وهي تلاعب خصلاتها بمكر مقصود ..لتتوقف فجأة تنظر له بجدية غريبة وتكملمش عايز تمسك شعري للمرة الأخيرة !...
ليسقط فيستنشق عبيره باستمتاع ولكن شئ داخله يؤرقه من حديثها المبهم ليقول تقصدي ايه بالمرة الأخيرة 
فيجدها تبتعد عنه وتستقيم في وقفتهاوتنظر له بعيون مټألمة تنحبس بهما الدموع ..فيغفل من حركتك يدها التي امتدت تحمل ماكينة الحلاقة القابعة بجواره علي المنضدة ..ليعقد حاجبه ويحاول التحرك من فراشه متساءلا عما تنوي ..لتشق ايتسامه حزينة وجهها مع تحرر دموعها من عينيها ..ليراها تنصرف بصمت متجهه الي باب دورة المياة الخاص بالحجرة وتدخله لتودعه نظرة لم يستطع تفسيرها قبل ان تغلق بابه في وجهه ويسمع صوت قفل الأمان من الداخل ....لحظة اثنان لم يستوعب مقصدها ..ليعتصر قلبه مصدرا ألما شديدا بصدره لما استنتجه ...لينتفض من فراشه محاولا التحرك بصعوبة لقد تيبس جسده من كثرة التسطح فوق فراشه لينزع المحلول المغذي بقسۏة صارخا باسمها غزل
 

121  122  123 

انت في الصفحة 122 من 127 صفحات