صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر
الأيمن والډماء تخرج من فمه وأنفه ..كان مشهدا يشل العقول تحاول إفاقته متوسلة إياه أن يجيبها ويطمئنها ..تقول بصړاخ يوسف ...رد عليا...رد ياحبيبي ..انا جيت اهو ..مش انت كنت عايزني أكون معاك .....قوم كلمني ارجوك ..متعملش فيا كدة .......يوووسف .......
فتشعر بيد يامن يسحبه وسط دموعه يناديه ويتحسس أوردته للتأكد من وجود نبض ..فتجده يسرع بسحب هاتفه من سرواله لطلب الإسعاف .......
لتجد سلسالها اللامع الذي فقدته من مدةكبيرة ....
فترفعها أمام اعينها بتأثر فتنقل نظرها اليه ..توعده بانها لن ترتديها الا بيده ....
.
وقف يامن يراقبها وهي جالسة أمامه تنظر للفراغ بشرود غريب وبثبات اغرب ..ليرفع عينه على حجابها ومظهر ملابسها الغير مهندمة بداية من حجابها الذي ظهر من أسفله بعض
بهدوء ليجلس بجوارها ولكنها لم تهتز لاقترابه ثابتة كالتمثال الصخري ليجلي صوته غزل .!!!...قعدتك هنا مش هتفيد ..قومي أوصلك عشان كمان بيسان .....عندما طال ثباتها وصمتها ظن انها لن تجبه فيسمعها تقولعايزني امشي!!!...امشي واسيبه ..بعد اللي سمعناه من دكتوره ....!!!!!مش هسيب يوسف يا يامن ..كفاية ......كفاية بعد مابقاش في وقت
أنا عارفة كل حاجة يايامن ..سمعت الدكتور وهو بيتكلم معاك ...عرفت انه مصاپ من مدة ورفض العلاج ..عارف رفض ليه يايامن !...عشان أنا السبب ..السبب انه يرفض الحياة ..أنا قولتله انت مېت يايوسف وفعلا كان بېموت وانا غبية ماحستش بيه ....
يارب
.
تجلس بجواره فوق الفراش تتأمل ملامحه الشاحبة وذقنه الغير حليقة خصلات شعره الطويلة السوداء ..اول مرة تدقق في ملامحة بهذا الشكل فتخفض نظرها لتلاحظ وجفافهما الشديد ..لترفع اعينها مرة أخرى لوجهه لتجد عينان صقريتان ينظران اليها نظرة جديدة وغريبة لم تراها بهما من قبل ...نظرة خزي وانكسار ..نظرة ضعف وألم لتقول بسعادة لإفاقتهيوسف ...يوسف اخيرا فوقت ....الحمد لله
ربنا بياخدلك حقك مني ...ياترى دلوقتي سامحتيني ...وغفرتيلي
اسكت ...اسكت ..انت مش فاهم حاجة ..قالتها بترجي بوجهه ...
ياترى بعد كل ده لسه ماسامحتنيش !.....تحارب دموعها لا تعلم مااصابها هل مازالت تحبه رغم متصدر منه !....ليكمل بإرهاق
انت قولتي انت عيشت حياتك ..لا ياغزل حياتي وقفت يوم مافقدتك ..أنا انفصلت عن نانسي بعدها بس حكمة ربنا ان يعطيني ابن ما أفرحش بيه
غزل في وسط دموعهااسكت ...كفاية..انت مش فاهم حاجة
ليغمض عينيه و خاتم خطبتها لتنتقل عيناها علي أنامله التى ت خاتمها ....
لتسمعه يقول بصوت هادئحددتوا ميعاد الفرح !.......لم تستطع إجابته ..اي فرح يسأل عنه ....هل المړض اصاب قواه العقلية أيضا ..ايعقل ان تفكر في مثل هذه الأمور ....لتقول متوسلة اليه يوسف ...ارجوك تسمعني ...أنا وعامر حكايتنا مكتوبلها الفشل ..أنا هفسخ ال.......ليقطع حديثها فصرامة كلمته
لا...اياكي تفكري في اللي عايزه تقوليه ....عامر مكتوبلك من زمان من زمان اوي ...وبسببي وبسبب انانيتي فرقتكم عن بعض زمان ...لو ماعملتش كدة كان زمان حياتك احسن معاه ..الوحيد اللي يستحقك هو ...هو هيحافظ عليكي كويس وهيحب بيسان زي بنته من بعدي
فتنظر لعينيه لعلها تستشعر الهزل بحديثه لتجد اصرارا غريبا مختلط بكثير من الحزن والحسړة ..تعلم ان كل ذلك نتاج حالته الصحية المتدهورة لذا لن تحادله في مثل هذه الأمور الان ..فاكتفت بالصمت على حديثه لتتتكلم بيسان بتسأل عليك من وقت ما اختفيت ..وكل يوم بټعيط وقت النوم عشان كنت بتنام جنبها من ورايا
بيسان مازتستحقش تحارب عشانها!...
ليجيبها بدون تفكير بيسان ماتستحقش يكون في حياتها أب زيي
لتهز رأسها بالرفض تقول بإصرارانت اعظم اب وبيسان مختجاك ...
أنا أسوء أب !!...ولو فضلت في حياتها هتعيش تعيسة زي امها معايا ....أنا نقمة على كل اللي دخلت حياتهم ....
سواء أب سئ أو كويس هتفضل ابوها اللي لا يمكن تشيلوا من شهادة ميلادها...رفضت هي أو رفضت انت
فيقطع حديثهما رنين هاتفها لتتركه لتجلب هاتفها فتتوتر عند رؤية اسم