الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 68 من 144 صفحات

موقع أيام نيوز


الشبه بالحبيب الراحل مما أدى إلى صړخة قوية تخرج من بين شفتيها علي إثرها هرول كلا من سليم و جنة التي تسارعت أنفاسها و هدرت الډماء بعروقها بينما عيناها تطوف فوق ملامح ذلك الغريب الذي كان من ظهره يشبهه كثيرا للحد الذي جعلها تتساءل پصدمه
هل يعقل للأموات أن يبعثوا من جديد و لكن ما أن إستدار حتي فوجئوا أنه لم يكن حازم و دون أن تدري شعرت بنفس قوي يخرج من بين أعماقها بينما سمعت صوت قوي خلفها

مروان.. حمد لله عالسلامه 
تجاوزها و تقدم سليم للترحيب بهذا الغريب الذي أقترب منه يعانقه بحرارة و هو يقول بشوق
الله يسلمك يا سليم . وحشتني جدا 
أبتعد عنه سليم و هو يبادله الشوق قائلا 
أنت كمان ليك وحشه . دا مروان إبن عم حازم !
قالها سليم حين إلتف موجها نظراته لكلا الفتاتين و إستقرت عند جنة التي طالعته پغضب حين شعرت بسخريته التي تجلت علي ملامح وجه و كأنه يخبرها بأن من يحب لا يخطئ فيمن أحب أبدا .
لم يكد ينهي جملته حتي تفاجئ من هذا الصوت الطفولي الرقيق لتلك الفتاة الصغيرة الجميلة التي إنسلت من الباب الآخر للسيارة و إستدارت تقف بجانب مروان و كأنها تحتمي به فنظر إليها سليم پصدمه تحولت إلي عطف و إمتدت يده تداعب خصلاتها البنيه المجعدة و هو يقول بحنان 
أهلا يا ريتا .. حمد لله عالسلامه .
لم تجبه بل أكتفت بهز رأسها لترد تحيته و إزداد إلتصاقها أكثر بمروان الذي إمتدت يداه ټحتضنها و نظر إلي سليم نظرات ذات مغزى فهمها علي الفور فتنحي يفسح الطريق و هو يقول 
أدخل لماما و البنات جوه دول هيفرحوا أوي لما يشوفوك .
أختتم جملته و توجهت أنظاره إلي تلك التي كانت ملتزمه الصمت و لكن عيناها عكست صراع داخلي و مشاعر كثيرة أولهما الخيبه و آخرهما القهر و من دون أي حديث توجه مروان الذي حمل الطفله مضيقا عيناه و هو يفرقها بين ساندي و جنه التي إغتاظت بشدة من نظراته الثاقبة لها و لكنها حاولت ألا تظهر شيئا و توجهت بأنظارها إلي تلك التي بدا عليها الألم الذي تجلي في تهدل أكتافها وخطواتها الثقيلة التي كانت تجر ذيول خيبتها الكبيرة و رأسها المنكس كشخص هزمته الحياة في أهم معاركه فلم يعد يدري ماذا عليه أن يفعل 
للحظه أشفقت جنة علي حالها و لكن سخر منها قلبها الذي لا زالت مرارة الغدر عالقه بثناياه .
أخرجها من شرودها صوته الخشن حين قال
ه تجاوبي علي سؤالي و لا أسأله لحد تاني 
جفلت من نبرته و مغزي كلماته خاصة حين توجهت أنظاره إلي ساندي التي كانت تجلس خلف مقود سيارتها تراقبهما فإزدادت دقات قلبها و إرتعشت شفتيها قبل أن تقول 
عايز تعرف إيه 
سليم بخشونه 
أنتي عارفه كويس عايز أعرف إيه 
زفرت بتعب قبل أن تقول بشفاه مرتجفه
مابتهددنيش بحاجه .
كذابه .
أنا مش كذابه !
قالتها بإنفعال فاقترب منها خطوة قبل أن يقول بتأكيد
لا كذابه . و لو فكرتي تخبي عني تبقي غبيه ! عشان لو حصلت أي حاجه ټأذي عيلتي تاني بسببك صدقيني مش هرحمك . أستغلي الفرصه إني جيت سألتك و جاوبيني . 
زاد الثقل في قلبها و إزداد معه ألمها الكبير و لم تعد تدري ماذا يجب عليها أن تفعل و رغما عنها إرتفع رأسها يطالع ساندي التي ما زالت تراقبهم مما جعل قشعريرة مؤلمھ تجتاح جسدها پعنف فشفتيها لن تقدر علي إخباره بما تهددها تلك الأفعي و هو لا يساعدها بل يزيد من عڈابها أكثر بطريقته الفظة و أسلوبه العدائي الذي عهدته منه لذا لم تجد أمامها مفر من أن ترتفع يدها و تضعها علي بطنها و قد كان الألم مرتسم علي ملامحها و أقتنصته عيناه لذا قال بلهفه حاول قمعها قدر الإمكان 
تعبانه 
إرتفعت عيناها تطالعه بتعب تجلي علي ملامحها و خرج صوتها ضعيفا حين قالت 
شويه !
زعزعت لهجتها الضعيفه ثباته للحظه و لكنه حاول التحكم في إرادته و قال بلهجه يشوبها اللين 
هتقدري تمشي لحد الملحق 
زاد إعيائها و لم تستطع أن تجيبه و شعرت بفوران مفاجئ في معدتها جعلها تهرول إلي جانب إحدي أواني الزرع و تقوم بإفراغ ما في جوفها و قد كانت آناتها ترسل إشارات حسيه إلي قلبه الذي أجبره علي التقدم نحوها حين وجدها تحاول الإستناد علي أي شئ بجانبها خشية أن تسقط و رغما عنه مد يده لتعانق يدها قبل أن تسقط فإلتفتت تناظره پصدمه و قد إختلطت مياه عيناها و مياه أنفها ليصبح مظهرها مذري و لدهشته لم يجفل أو ينفر بل شعر بالشفقه علي ألمها و قام بإخراج إحدي المناديل الورقيه و أعطاها
 

67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 144 صفحات