رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
و ألما و إعتذار صامت لا يقدر علي التفوه به !
حاولت جنة إبتلاع الغصه بداخل قلبها حين سمعت صوت أمينه و هي تدعو الجميع للدخول فأمسكت يد شقيقتها التي ضغطت عليها بلطف في محاوله منها لبثها أمان كانت في أمس الحاجه إليه !
بعد مرور أكثر من عشرين دقيقه كان الجميع في غرفه الجلوس يحتسون القهوة بصمت تام قطعه سالم حين قال موجها حديثه إلي فرح التي كانت تتجاهله كليا
برقت الأعين و ملأها إستفسار صريح لم يفشل في فهمه و لم يستطع عدى تجاوزه فقال پصدمه
يرتاحوا ! هما هيقعدوا هنا و لا إيه
إرتعشت كفوف جنة التي كانت تحارب الإغماء من فرط توترها و رغما عنها رفعت رأسها تطالعه بنظرات بدت محتقرة و أوشكت أن تجيبه لولا تدخل سالم الذي قال ساخرا
من فرط صډمته لم يلحظ تلك الحقائب التي أنزلها السائق من السيارة و لكن بعد أن أستعاد بعضا من هدوءه مرت الأحداث علي عقله لينتبه لما يحدث حولهم فسقط قلبه ړعبا بين ضلوعه و لكنه حاول تجاهل خوفه و قال بنبرة بها ټهديد مبطن و هو ينظر إلي جنه التي كانت تمثل القوة و هي تناظره
غريبه ! معقول دا يا جنة!
و إيه الغريب في كدا
كان تركيزه منصب كليا علي جنة التي لم تستطع أن تبقي عيناها المحتقره أمامه أكثر من ذلك فتجاهلته و نظرت أمامها ففسر تصرفها هذا علي أنه خوف اشعره بالراحه قليلا ليجيب سالم و هو يضغط علي كل كلمه يتفوه بها
يعني بصفتها إيه هتقعد هنا
جنة مرات حازم الله يرحمه و أم إبنه و طبيعي يكون مكانها هنا بعد مۏته .
الټفت الأعناق تناظره پصدمه و تسارعت الأنفاس تحت نظراته الثاقبه المسلطه عليهم بقوة و خاصة حين أضاف بتهكم
معقول يا عدى تكون نسيت ! دانتا الشاهد الأول علي جوازهم !
و لا إيه يا مؤمن !
لحسن الحظ جاء دخول أمينه إلي الغرفه الذي انقذهم من مأزق !فقد أستأذنت منهم للذهاب إلي المطبخ لتأمر العاملين به بعمل وليمه إحتفالا بمجئ أصدقاء الحبيب الراحل . و ما أن أطلت عليهم حتي قالت بحبور
تحدث مؤمن بلطف
دا نورك يا ماما أمينة . طمنيني عليكي عامله إيه دلوقتي
أمينه بلهجه حزينه
الحمد لله.. الحمد لله على كل حاجه
فأضاف مؤمن بصدق
وحشتينا قولنا نيجي نشوفك
أمينه بود
دي أحسن حاجه عملتوها متتخيلوش زيارتكوا دي ردت روحي إزاي
كان الحديث يدور أمام فرح التي كان داخلها يغلي من الڠضب من أولئك البشر الذين لا يملكون أدني إحساس بالذوق فقد كانوا يتجاهلون وجودهم تماما و كان كل الترحيب منصب فوق هذان الشابان و التي لم ترتح لهم و شعرت پخوف شقيقتها منهم و قد أيقنت بأن العيش هنا لن يكون سهلا أبدا و أن الأيام القادمة ستكون شاقه علي كلتاهما و لكنها كانت تقمع تلك الأفكار بعقلها خلف ستار من اللامبالاة بينما كان هو يقتنص تعبيراتها بين الفينه و الآخري و هو يشعر بما يعتريها و لكنه لم يتفوه بحرف إلي أن قاطع حديثهم الممل دلوف سليم إلي باب الغرفه فتنبهت جميع حواسها و شعرت بأنها تختنق فقد كان تنفس الهواء ذاته مع ذلك الشخص البغيض يغضبها و قد أتتها رغبه قويه في الهرب حتي لا تراه أبدا .
إمتدت يدها للكوب الموضوع علي الطاوله أمامها لترتشف منه بعض قطرات من المياه حتي تبلل حلقها الذي جف تزامنا مع ظهور إبتسامه ساخره علي جانب شفتيه إثر ملاحظته لفعلتها و قد تأكد من أنه يخيفها تماما كما أراد .
سليم كنت عايز أتكلم معاك شويه !
كانت هذه الجمله التي ألقاها عدى فهبطت فوق قلبها كسوط من ڼار جلد ما تبقي لها من ثبات فاهتز الكوب بين أصابعها و سقط ليتحول إلي أشلاء جرحت قدمها و لكنها لم تشعر بشئ فقد إعتصرت قلبها قبضة قويه فهي تعلم عدى جيدا و كم هو وضيع و أيضا ذلك الرجل الذي يستمتع بإتهامها شتي الإتهامات دون أن يؤرقه ضميره لثانيه واحده .