رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
تتركها و تعطيها الكاميرا الخاصه بها و ما أن وصلوا الي الخارج حتي دفعتها فرح بقوة و هي تصرخ پغضب
أنتي بني آدمه معندكيش إحساس و لا ډم وصلت بيكي القذارة أنك تلعبي علي مشاعر الناس عشان تكشفي سترهم .
حاولت الفتاة التقرب من فرح و هي تقول من بين بكاءها
أنا والله مقصدتش أرجوكي إديني الكاميرا بتاعتي
عن إذنك يا فرح هانم اتفضلي أنتي و إحنا هنتعامل معاها .
تفرقت نظرات فرح بين عينان الفتاة المتوسله و الدمع يتقاذف منها و بين الرجل الذي حتما سيخبر سيده و قد يؤذي هذه الحمقاء و هذا ما لا تريده لذا قالت فرح بصرامه
انا هحل الموضوع .
وجهت أنظارها إلي الفتاة متابعه بتقريع
أوشكت الفتاة على الحديث فأوقفتها فرح قائله بحدة
و لا كلمه و إلا هديهم الكاميرا و مش هتشوفيها تاني ..
أطرقت الفتاة برأسها في حين أن فرح قامت بإخراج الكارت من آله التصوير و أعطتها إياها مرفقه بها نظرات محتقرة تقبلتها الفتاة بحنق مكتوم و توجهت إلي الاسفل
التفتت فرح علي نداء أحد الحراس و قد ضايقها هذا اللقب الذي كان يرفقه مع اسمها فقالت بصرامه
أسمي آنسه فرح بلاش هانم دي لو سمحت .
اومأ الرجل برأسه و أعطاها الهاتف و هو يقول بإحترام
الباشا عايزك
لا تعرف لما شعرت بالتوتر حين أخبرها بأنه يريدها و إزدادت دقات قلبها ربما لأنها كانت متأكدة من أنها ستخوض شجارا معه كعادتهم أو لسبب آخر ربنا لا تعرفه . لذا حاولت سحب أكبر قدر من الأكسجين بداخلها حتي تستعيد بعضا من هدوئها الذي تجلي في نبرتها حين أجابت
من البدايه و هو متحير في أمر تلك المرأة لديها كبرياء قوي لم يره مسبقا في إمرأة تحمل هموما أقوي بكثير من طاقتها. يكاد يجزم بأنها تشتهي الإنهيار و حينما تكون علي حافته تتراجع و تعيد هيكلة بنائها لتقف شامخه من جديد . و تلك القناعه التي لم يصدقها في البدايه و لكنه الآن في طريقه للإيمان بعصاميتها التي تدعيها.
متتصرفيش تاني من دماغك . أنا مش سايب الرجاله إلي عندك دول صورة !
جفلت من لهجته الفظه و لكنها حاولت إستفزازه إذ قالت بتعالي
مبتصرفش غير بدماغي . و بالنسبه لرجالتك قولتلك مش محتاجينهم و أظن دلوقتي أنت أتأكدت
تضمنت لهجته سخريه مبطنه و لكنها شعرت بها من مغزي كلماته حين قال
تعلم بأنه قد يكون محقا فهي علي الرغم من عفوها عن تلك الفتاة و لكنها لمست الحنق و البغض في نظراتها و لكنها أبت التراجع إذ قالت بعنفوان
قولتلك قبل كدا و هقولها تاني أنا أقدر أدافع عن نفسي و عن أختي كويس
سالم بتهكم تجلي في نبرته حين قال
و ماله هشوفك هتعملي إيه مع جيش الصحافيين إلي واقف تحت !
اقشعر بدنها للحظه و هي تتخيل نفسها تقف في مواجهه كل هؤلاء الملاعين أمثال تلك الفتاة معدومه الضمير فحتما سيسحقوها تحت أقدامهم في سبيل الوصول إلي مبتغاهم
تحدث سالم بتقريع خفي و تهكم جلي
بالظبط زي ما أتخيلتي . عشان كدا أسمعي الكلام من سكات لحد ما نشوف هنتصرف ازاي !
إغتاظت من حديثه و غروره و تعجرفه و لكن لفت إنتباهها كلمته الأخيرة في ماذا سيتصرفون ما المشترك بينهم حتي يقول تلك الكلمه و هي تدرك بأن كلماته البسيطه و التي يمكن أن تعد علي أصابع اليد لا يمكن أن تخرج جزافا لذا همت بسؤاله عن ما يعنيه و لكنها تفاجأت بذلك المتحذلق يغلق الهاتف في وجهها فأغمضت عيناها و قد تمكن الڠضب منها للحد الذي جعلها تود لو تطحن عظام الهاتف بين يديها و لكن صوت ضوضاء قادمه من الاسفل أخرجها من بؤرة الڠضب تلك لتتفاجئ بعد ثوان بجيش الصحافيين الذين كانوا ينتظرون بالأسفل و الآن يهرولون تجاهها فلم تشعر بنفسها سوي و هي تدخل إلي غرفة شقيقتها بلمح البصر و تقف مستندة بظهرها علي الباب الذي توقعت أن يتحطم فوق رأسها بأي وقت فاغمضت عيناها بشدة إلي أن هدأت تلك الضوضاء في الخارج و قد أيقنت بأن الحراس قد صرفوهم و هنا دونا عنها حمدت ربها كثيرا لوجودهم في الخارج .
شعرت بالحرج للحظات و هي تتخيل وجه ذلك المغرور