رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
من هنا و نرتاح و نريحكوا !
إحتدت نبرتها كثيرا حين قالت جملتها الأخيرة حتي جفلت همت التي لم تتوقع أن ترد الصاع صاعين و ظنت بأنها قد تخيفها و لكن علي العكس هي من أخافتها . دام صراع النظرات لثوان قبل أن يقطعه صوت صارم جاء من الخلف
إيه يا همت أتعودنا نعامل ضيوفنا بالشكل دا
إرتفعت أنظار فرح إلي تلك السيدة التي كانت تدق بعصاها أرضا و هي تنزل من علي السلم و عيناها معلقه بهم و لكنها لم تتأثر مثقال ذرة علي عكس همت التي تراجعت للخلف و قد بان علي ملامحها لمحات الخۏف و تجلي في نبرتها حين قالت
إرتفع إحدي حاجبيها الجميلين بسخرية و هي تطالع تخاذل همت أمام أمينه التي قالت بوقار
طولي بالك يا همت هما لسه متعودوش علينا و لا عرفوا طبعنا . بكرة أن شاء الله يعرفوه و يتعودوا عليه !
كانت تشعر بشئ مبطن بين كلماتها و أيضا لم تكن مرتاحه لنظراتها و لكنها تجاهلت كل شئ و قالت بنبرة قويه
لا طبعا مين غلط فيكي
هكذا تحدث أمينه بهدوء مثير للشك بادلتها إياه فرح حين قالت
الغلط عارف مكانه يا حاجه و أنتي كمان عارفاه ! فمالوش لازمه الكلام . و عموما زي ما قولت للحاجه همت كلها كام شهر جنة تولد و نمشي من هنا و نرتاح و نريح !
قالت كلمتها الأخيرة و هي تنظر إلي همت و الفتيات خلفها نظرات ذات مغزى فبادلوها النظرات بآخري حانقه فأجابتها أمينه قائله بغموض
لم ترتاح لحديثها و لا لنظراتها و لكنها هزت رأسها قائله بهدوء
ونعم بالله يا حاجه . عن إذنك سالم بيه مستنيني في المكتب !
ما أن تقدمت خطوتان إلي غرفة المكتب حتي توقفت قائله بإستفزاز
توجهت بخط واثقه إلي المكتب و رأس مرفوع بعنفوان أصاب الجميع بالدوار من شدة الغيظ فكان أول المتحدثين همت التي قالت بإنفعال
شايفه يا أمينه بتتعامل معانا إزاي
كانت نظراتها غامضه و ملامحها لا تفسر حين إلتفتت إلي همت قائله بوعيد
الصبر حلو يا همت . بيقولوا عليه مفتاح الڤرج !
أول يوم تأخير ١٢ دقيقه بالظبط عن المعاد المتفق عليه ! واضح أنك بروفيشنال فعلا!
والله أنا جايه هنا في معادي بس ...
قاطعها حديثه الصارم حين قال بفظاظة
مش عايز مبررات و كفايانا عطله . ورانا شغل كتير !
أبتلعت جمرات ڠضبها حين تفوه بتلك الكلمات و توجهت إلي حيث أشار لها و أخذ يشرح لها طبيعه العمل و قد وجدته شيقا و في مجال عملها لذا شرعت علي الفور للبدأ به تحت نظراته التي كانت تتوجه إليها خلسه بين الفينه و الآخري رغما عنه .فقد أغضبه مظهرها كثيرا حين رآها بذلك الزي التنكري كما أسماه و تلك النظارات التي أصبحت تثير حنقه مؤخرا فهو لم ينسي ليله البارحه و مظهرها الساحر تحت ضوء القمر التي كانت تنافسه في فتنته و نظراتها التي لأول مرة ېلمس بهم الضعف و الألم فقد شعر حين أقترب منها بأنها تريد ذلك القرب و بشدة .
للمرة الألف التي ېعنف نفسه علي أفكاره تلك و يذكرها بأن تلك الفتاة ليست ذو أهميه كبيرة بالنسبة إليه و بأنها ليست نوعه المفضل و لكن دائما ما يجد نفسه يعود لتلك اللحظه حين توقف أمام عيناها التي خاطبته بلغه أخترقت أعماقه و لامست وترا حساسا بداخله و قد تيقن بأن كل هذه القوة و الثبات الذي تبدو عليه ما هو إلا غلاف تحيط به ذاتها لأسباب مجهوله لا يعلمها أو ربما يتجاهلها !
فقد عڼف نفسه بشدة حين إنفلت ذلك السؤال الغبي من بين شفتيه و قد كانت إجابتها سهما أصاب كبرياؤه في الصميم لذا أخذ قررا بأن يتجنبها قدر المستطاع و أن يخرجها من عقله و لكن هيهات فما أن رآي مظهرها حتي أشتعل الڠضب