رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
نقطه شائكه جعلته فريسه للأرق البارحه لذا قال بترقب
إلي أعرفه أنك أنتي و أختك ملكوش غير بعض . و مدام هتبقي معاها يبقي مفيش مشكله. إلا إذا كان في حد معين مش عايزة تمشي و تسبيه
غزت الحيرة ملامحها و لم تستوعب كلماته فقالت بعدم فهم
تقصد إيه
كانت نظراته تقتنصها و تقيم جميع إنفعالاتها و خرجت الكلمات بتمهل من بين شفتيه
هنا برقت عيناها من سؤاله الوقح الذي يغلفه بطريقه منمقه تصعب عليها إجابته بألا يتدخل فيما لا يعنيه فقد كان كمن يتشاور معها في الوصول لحل و لكنها كانت تعلم بأنها إحدي طرقه الملتويه كالعادة لذا حاولت إستعادة هدوئها و محاربته بنفس سلاحھ إذ قالت بغموض و قد بدت لمحه من الحزن علي ملامحها
إجتاحته موجه من الڠضب بسبب إجابتها المراوغه والتي لم تروي عطش فضوله فقد جمع ما يكفي من المعلومات عنها إلا أنه لم يصل الي تلك النقطه أبدا و كانت غامضه بالنسبه إليه خاصة حين علم بأن لديها الكثير من الصداقات مع الچنس الآخر في عملها و قد بدأ عقله في العمل بجميع الاتجاهات يفكر هل من الممكن أن تكون إحدي هذه الصداقات لها طابع خاص و لذلك حاول معرفه الأمر بطريقه لا توحي بإهتماما خاصا بها و لكن اجابتها بذلك الشكل لم تزيده إلا حيرة و ڠضبا لذا خرجت الكلمات من فمه محمله بالإستياء حين قال
هدأت ملامحها إلي حد ما و قد بدا الغموض في نبرتها حين أجابته
مين قال إني هتنازل عن حاجه ! انا بس هأجل مشاريع كتير كانت في دماغي لحد ما اطمن علي جنة
بالنهاية نجحت في إغضابه بطريقه لم يتوقعها أبدا و قد إحتدم صراع بداخله عن كونها لا تعني له شيئا فلماذا يريد معرفه علاقاتها الخاصه ومن ناحيه آخري كان غضبه متقدا من إحتمالية وجود علاقه خاصه تجمعها مع أحدهم و هو يقف بالمنتصف لا يملك القدرة علي حسم ذلك الصراع و لكنه نجح بجدارة في إخفاءه عن عيناها الفاتنه التي هدأت عاصفتها فبدا خضارها جذابا صافيا كصفاء الربيع و كأن لكل شئ بها له فتنه مختلفه عن الآخري .
أعتقد إن كلامنا كدا أنتهي . عن أذنك
أجابها بجفاء
السواق هيعدي عليكوا بكرة الساعه ٩ الصبح . ياريت تكونوا جاهزين
هزت رأسها و أجابت بإختصار
. عن إذنك
أومأ برأسه الذي كان يغلي من الڠضب و قد كان مجرد التفكير في سبب هذا الڠضب يزيده أكثر لذا أنكب علي الأوراق أمامه يبثها مشاعر غريبه لا يعلم كنهها و لا يرحب بوجودها !
أخبرها أباها ذات يوم بأنها من اختارت لها اسمها و التي ضاعت معالمه مع مرور الزمن فلم يعد متبقي منه سوي حروف خاويه كخواء قلبها الذي و بالرغم من جمودها الظاهري كان له رأيا آخر فهو يخشي السفر يخشي المجهول و يخشي شيئا آخر تأبي الإعتراف به .
في مكان آخر تحديدا في جامعه قناة السويس كان اليوم الأول لها في هذا المكان الغريب كليا عليها كما أصبح كل شئ غريب عليها بعد ۏفاة شقيقها الأصغر!
تغير كل شئ و إنمحت البسمه من علي شفتيها و نزعت الفرحه من بيتهم الذي لم تستطع والدتها العودة إليه بعد مۏت صغيرها و أحب أبناءها و أكثر من يشبهها فحين إنتهوا من مراسم الډفن و التي كانت في مسقط رأسهم بإحدي القري بجانب مدينه الاسماعيليه تم أخذ العزاء و سقطت والدتها مغشيا عليها فقلبها لم يتحمل فجيعتها العظيمه و أخبرهم الطبيب بأن حالة قلبها تسوء فأقترح أخاها الأكبر أن يستقروا في مزرعتهم حتي تتحسن حالة والدتهم و كي يبعدها عن ذكرياتها مع فلذة كبدها الذي