رواية قابل للتفاوض بقلم إيمان سالم
من شدة الصوت وعليكم السلام فينك يا إستاذه ينفع اللي حصل منك النهاردة ده الچلسة اتأچلت ازاي تمشي جبل معادها كده ولا كأن في استعنه بالامر !
تنهدت وهي تجيبه أنا مشيت عشان كنت بجيب اوراق مهمة للقضية وعملت حاډثة وانا راجعه بالعربية ده اللي حصل يا فارس بيه ومكنش مقصوده ولا عدم تقدير مني زي ما بتقول !
هتف متعجبا حاډثة! كيف ده
زفرت وهي تجيب في ألم طلعت لي عربية وأنا جاية بعد ما جبت الورق من المكتب وراجعه زنقت عليا لحد ما مشيت في مكان صعب امشي فيه العجلة بتاعت العربية فرقعت واظاهر انها اتقلبت دي آخر حاجة فكراها قبل ما افوق هنا بالشكل اللي أنا فيه ده
لا الحمدلله الاصابات خفيفة بس ...وصمتت كادت تخبره أنها تتألم لكنها لن تقول
شعر بما كانت ستقوله فهتف غاضبا والله العظيم لهدفعهم تمن ده كله بالغالي جوي كمان
تنهدت متحدثه بدموع مش وقته يا بشمهندس المهم قولي حصل ايه في الجلسة
ضاقت عينيه وهو يخبرها كنت حاسس إن في حاجة من جبلها بس جوز خيتك مجليش حاچة هما كانوا عاملين حسابهم زي اللي كانوا عارفين حتي مكلفوش خاطرهم يسألوا عليك يشفوكي فين جبل الجلسة ولاد .......
بس إزاي يكون في ورج وحاجات مهمه وتروحي تجيبها لوحدك ليه مجلتليش ولا جوز خيتك
اجابته في حزن اللي حصل بقي نصيب
زفر وهو يسألها انت في مستشفي ايه
اخبرته وأغلق معها الهاتف في ڠضب شديد
بعد وصوله صعد سريعا متجها لشقتها دق الجرس بقوة
ابتسم في داخله رغم كل ما هو فيه لكن طريقتها الطفولية حتي في اظاهر الخۏف طريفة لكنه تحدث ليطمئنها أنا يا رحمة افتحي
اتسعت عينيها وسيم يطرق الباب بتلك الطريقة وراية لم تصل بعد فتحت الباب في أقل من ثانية وكانت أمامه متسعه العينين تسأله بقلبها قبل لسانها ماذا هناك!
دار الكلام في عقلها لثواني .. تلك الكلمات سمعته من قبل وهي صغيرة عند ۏفاة والدتها .. تحولت ملامحها لۏحشية وكأن الۏحش بداخلها اطلق صراحه صړخت وهي ټضرب في صدره راية ماټت موتوا راية لااااااا يا رااااااية أنت فين يا حبيبتي لا يا وسيم متقولش أنها ماټت الله يخليك!
تسألت بدموع غزيرة امال مجتش معاك ليه متكدبش عليا يا وسيم ..يا رااااااية
دفعها للداخل واغلق الباب متحدثا بصوت صارم خمس دقايق يا رحمة لو مغيرتيش هدومك هروح لوحدي وهسيبك هنا ... أنا غلطان من الاول أني جيت اخدك عشان اطمنك عليها
صړخت بقوة مش هتحرك من هنا الا أما اطمن عليها الاول
زفر وهو يجيبها مش قلت لك أنها بخير وهنروح اهه تطمني بنفسك
جلست ارضا علي ركبتيها متحدثه بدموع حزن صادقة لا يا راية متسبنيش وتروحي أنا مليش غيرك تعالى يا رااااية
كان علي وشك المغادرة .. لكن في آخر لحظة لان قلبه لها فتراجع في خطواته ينحني لمستواها متحدثا وهو يرفع وجهها بأصابعه لتواجه عينيه عيناها الدامعه صدقيني هي كويسه ادخلي غيري بسرعة وهاتي معاكي هدوم ليك وليها بزيادة عشان هنسافر يومين
تعجبت متحدثه هنزوح فين!
لما نوصل هعرفك كل حاجة
قلبها يشعر بالشك والخۏف .. هناك حلقة ناقصة تري ما هي تلك الحلقة ... اتجهت في خطوات مضطربة لغرفتها تنفذ ما طلبه منها سريعا ... حتي تطمئن علي اختها
في الطريق للمشفي التي ارسلت له عنوانها منذ وقت ...
يفكر في مدي الضرر التي تعرضت
له علي يد هؤلاء الحثالة حتي نسبه لم يردعهم عنهما .. ترك رحمة لينفرد براية ... لانه الآن يراها جناح مكسور بل سند ... زفر وهو يضغط علي الموقد بين يديه تري من فعلها منهم .. لكن نفسه حدثته شزرا أنه لا فرق بينهم فكلهم فاسدون لا يريدون سوي الاموال فقط ولو علي حساب اقرب من لهم
مازالت تبكي لجواره وشهقاتها تمزق القلب .. أصبحت عيناها شديدة الاحمرار ... تركها وسيم فهي لم تستمع لندائاته بأن تهدي وان لا داعي لكل هذا .. كان ما ينقصه أن يدللها كي توقف عما تفعل ... لكنها حقا تشعر بالانكسار .. الضعف فراية هي قوتها حتي وإن لم تقل ذلك
عند وصولهم لباب المشفي توقف قلبها والتفتت تحدثه بنبرة عدائية مستشفي يا وسيم دي السفر اللي بتقول عليه يا حضرة الظابط اختي جرالها ايه أنطق قووول
لم يجيبها ونزل من السيارة سريعا متجها لبابها يفتحه بتروي وجذبها بقوة متحدثا مسمعش صوتك هنا وبلاش فضايح سمعاني يا رحمة هي جوه وهندخل نشوفها الوقتي يالا قدامي بهدوء كده
هتفت وهي تشعر بالدوار والاختناق بلاش شغل الظباط ده عليا لا يا وسيم مش سمعه كلامك اختي مالها وكان آخر شئ قالته قبل أن تضع يدها علي صدرها وارتفعت انفاسها تلهث بشدة وتشعر بالاختناق وأصبحت متقطعة
انخفض قليلا لمستواها متحدثا پخوف اهدي يا رحمة والله هي كويسه جوه انت كويسه
تجمد اطرافها للحظة وكادت أن تصل للارض لكنه لحقها في آخر لحظة وامسكها بقوة محكما الاطباق عليها لتسير لجواره للداخل لم يكن يتوقع بعد ثورتها تلك أن تصبح هكذا ضعيفه هشه زفر وهو يدلف بها .. مستغفرا كان هذا ما ينقصه الآن
في غرفتها ... يجلس جوارها علي المقعد بعد أن استأذن في الدخول
صامت تماما لكن ملامحه متجهمه تقراء بين سطور عينيه ذلك الڠضب الكامن اعتدلت قليلا ولم تستطيع كتم تلك الآنه التي افزعته قليلا متحدثا متتحركيش كتير عشان ممتألميش
تحدثت بهدوء وصوت مبحوح حزين خادوا كل الورق
اللي كان معايا يا وسيم حتي الورق اللي جهزتوه للمرفعه خدوه أنا مقهورة اوووي
ضغط شفتيه پغضب هذا ما توقعه قبل أن يسألها كان عبارة عن إيه الورق ده!
حادت بنظرتها بعيدا عنه هاتفه كان معظمه صور لصفقات غسيل اموال وآثار
صړخ وهو يضرب علي المقعد ايه !! ازاي يكون معاكي ورق زي ده ومتعرفنيش عنه حاجة .. ازاي يا راية المفروض أنا دلوقتي في مقام اخوكى معقول تكوني مش واثقة فيا !
اتسعت عينيها من تفكيره الخاطئ وهتفت في عجاله لا يا وسيم مش حكاية ثقة والله أنا بثق فيك من قبل ما تكون جوز اختي كمان
تسأل في تعجب امال حكاية ايه يا راية !
أنا اتعودت اتحمل مسئولية كل حاجة لوحدي مشركش معايا حد ومكنتش عاوزاك تتإذي بسببه
بس انت عارف أني ظابط مش مجرد شخص وخلاص وكان الورق ده هيفرق معانا في القضية لو ثبت صحته وكنت هعرف اقف لهم صح
خلاص بقي يا وسيم متزودهاش عليا وبعدين أنا كنت متأكده ان مفيش حد ماشي ورايا معرفش العربية دي ظهرت لي منين فجأة.
تنهد وهو يجيبها سهلة اكيد حطين عين ليهم في المكتب او جمبه بلغتهم بوصولك هناك
شردت تفكر في تخمينه الذي يعد صحيح وهتفت الحس البوليسي عندك عالي اوي
نظر لها في ڠضب ثم سادت لحظات من الصمت قبل أن يهتف رحمة هنا في المستشفي
اتسعت عينيها وتبدلت ملامحها لدهشه ممتزجة بفرحة فين يا وسيم
في اوضه في الدور اللي تحت منك فجأة نفسها اتقطع ولا كأن عندها ازمة ....
تحركت كله عضله في جسدها تألما متحدثه وسبتها وجتلي ازاي!
هتف معترضا لا هي بقت كويسه مجتش الا اما ادوها ابرة عشان تهدي شوية ونامت فعلا فجت لك
ادمعت عينيها متحدثه قلت لها ليه اني هنا هي متعلقة بيا وزمنها خاڤت عليا
تنهد مجيبا ولا قلت حاجة من دي هي من ساعة ما قلت لها جهزي نفسك هنروح لراية وعينك متشوف الا النور ضړب وصړيخ وحاجات كتير لا داعي لذكرها .. شويه وهنزل لها تكون فاقت وهجبها لك
حاولت الالتفات له بصعوبة متحدثه بهدوء وهي تطالع عينيه وسيم أنا عارفة إن رحمة صغيرة ولسه طيشه بس صدقني فيها صفات مستحيل تلاقيها في حد غيرها رحمة طيبة اوي وبيضه من جوه حاول تقرب منها افهما مش عاوزها تحس أنك قاسې في حقها رحمة بتيجي بالحنية
نظر لها في شك متحدثا هي اشتكت لك مني!
اتسعت عينيها قليلا وهتفت لا ابدا أنا بقولك كده عشان عاوزاكم تكون مبسوطين وتفهموا بعض اسرع
أومأ متحدثا إن شاء الله يا راية
حدثت نفسها بلوم يارب سا محڼي علي الكذبه دي بس انا قولت لا عشان اقرب بينهم وعشان معملش مشكلة بينهم نيتي خير وأنت عارف يارب
بعد وقت في غرفتها .....
مازالت نائمة تلك المشاكسة الصغيرة... أبتسم قليلا رغم أن راية اخبرته أنها لم تشكوه ... لكنه شعر في كلماتها بروح تلك النائمة ... روحها العنيدة المتمردة
هل تفتقد معه الحنان كما أخبرته راية ..
جلس علي المقعد لجوارها ينظر لها بعينين غائرتين مازال لا يستوعب كونها أصبحت زوجته ... تلك الفكرة رغم واقعيتها وصدقها لم تتبلور في عقله بعد .. يشعر أن بها شئ لا يروقه يجعله جاف معها ... لكن هناك شئ آخر بداخله يرتديها كزوجة له يتمناها
حائر بين هذا وذاك ... ولم يمنع نفسه عن رفع يده تلك الباردة التي لا تستخدم سوي لحمل السلاح ليمررها علي وجهها الغص ربما جرت الډماء بها من جديد واستعادت حيويتها وزال عنها جليدها ... شعور جديد لم يشعره من قبل وليد تلك اللحظة والسكون من حوله يعم الارجاء وهذا لا يتاح له في صحوها فهو كأن يعشق الهدوء مشاعره لا تتحرك سوي به دني منها يتأملها مليا كونها أنثي مهلكة في كل شئ حتي في نومها ټخطف القلوب وتأسر النظرات .. كأنها ساحره شريره من يراها لا يستطيع فك تعويذتها السحرية
ولم يحرم عينيه من التدقيق بها فهي حلاله ... شئ غريب ربما لم يشعره من قبل حركته تلك النائمة به
تراجع كما تقدم يحاول الثبات ويتسأل في لوم ما هذا الذي يفعله هل هذا يليق بالمكان والزمان تنهد مستغفرا ... وهو يعتدل في مقعده من جديد يفكر ماذا حدث منذ قليل كان علي وشك تقبيلها أنها لها سحر خاص وخطېر ..!
أبعد يده هي الاخري لتتحرك من علي وجهها ليديها وفقدت مع نزولها كل حيويتها ... فعادت لجمودها حتي وهو