الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 119 من 241 صفحات

موقع أيام نيوز

قوية خرجت من أعماق روحها المحترقة وصارت تدفع كل مايقابلها پعنف حتى تحولت الغرفة إلى اشلاء متناثرة حولها 
دلفت زينب التي وصلت للتو شهقة خرجت من فمها بعدما وجدت حالتها الرثة كانت تحمل أمير الذي بكى بنشيج 
اتجهت إليها وهي تجثو على الأرضية وعيناها التي تحولت لإحمرار كالون الطماطم الناضجة وخصلاتها المبعثرة العشوائية كالتي فقدت عقلها..بكى الطفل رفعت نظرها إليه سريعا وجذبته پعنف تضمه
لأحضانها وتقبله بهستريا 
جلست زينب تمسد على خصلاتها 
ليه قفل عليكي يابنتي! وليه أخد منك أمير! قولتلك ابعدي عنه دا شيطان استغل سفر راكان وشوفي عمل ايه دا كان جايب البوليس عشان ياخدوا سيلين لولا نوح وحمزة مخبينها كان زمانه سجنها 
بعينين هالكتين وقلب تحمل قساوة البشر اتجهت إليها وهمست بنياط قلبها المتمزق
عايزة أطلق من ابنك ولو إنت ام فعلا حق وحقيقي اعتبريني بنتك وخليه يطلقني 
صاعقة نزلت على رأس زينب ټصفعها بقوة حتى صړخت تضع كفيها على فمها 
بسم الله جرالك إيه ياليلى انت الصبح وقفتي تقولي على چثتي لو حد بعدني عن جوزي دلوقتي حصلك إيه 
نهضت تضم إبنها واتجهت إلى خزانتها
كنت بضحك على نفسي دلوقتي هاخد ابني واروح بيت بابا ولو ابنك راجل يطلقني 
توسعت بؤبؤة زينب وتصنم جسدها للحظات ثم توقفت متجهة إليها 
ليلى حبيبتي اهدي متسمعيش كلام الشيطان دا هو أهم حاجة يبعدك عن راكان عشان عارف بعدك عنه يعني تنازلك على كل أملاك سليم ومش بعيد ياخد ابنك 
مش عايزة أسمع حاجة ابنك يطلقني بهدوء بلاش يوصلني اخلعه
قالتها وحملت حقيبتها بعدما وضعت حجابها على خصلاتها 
جذبت سلسالها پعنف وألقته على الأرضية وتحركت للخارج دون حديث آخر 
بالمستشفى عند يونس وخاصة بغرفة سيلين 
فتحت جفونها بتثاقل وهي تتلفت حولها انسدلت دموعها عندما تذكرت ماحدث اغمضت عيناها وصړخة خرجت من جوفها شقت جدران الغرفة أسرع الطبيب إليها وقام بحقنها بمهدئ دقائق وهي تبكي بنشيج 
بالخارج عند نوح أمسك هاتفه وقام الأتصال على راكان 
خرج راكان من منزله وقام بمهاتفة مدير اعماله ألغي كل حاجة لازم أرجع القاهرة دلوقتي..قاطعه 
راكان باشا إحنا بخسر..صاح راكان پغضب 
هو أنا المالك ولا إنت قولتلك ألغي كل حاجة عايز تكمل مع المحامي براحتك معاك كل الصلاحية أما أنا مستحيل اقعد دقيقة واحدة هنا ..انهى مكالمته وإذ بنوح 
راكان إنت فين!..زفر راكان يخرج هواء من رئتيه محملا بكم الألم الذي يجتاح جسده فأجابه 
في الكباريه هكون فين يانوح!
انا في برلين..على الجانب الآخر 
راكان لازم ترجع القاهرة في أقرب وقت 
توقف عن السير ظنا بأن ليلى قامت بفعل شيئا فأجابه 
إيه اللي حصل ! 
حمحم نوح مردفا يونس في المستشفى وجدك مصر يحبس سيلين وحمزة مش عارف اوصله وكمان درة احتمال تكون اتخطفت او حصل معاها حاجة خطېرة 
سحب كما من الهواء ودفعه مرة واحدة قائلا
يخربيت أحلامك يانوح ناقص تقولي موتوا ليلى مش عايز حړق أعصاب أنا أعصابي تعبانة من غير أي حاجة 
اتجه نوح ينظر إلى يونس المسطح على الفراش لا حول له ولا قوة فتحدث پألم 
ياريت كان حلم ياراكان الموضوع خطېر فوق ماتتوقع ثم التقط صورة وأرسلها له 
وقف ملجم اللسان وكأنه تلقى صاعقة ادت إلى تصنم جسده فأردف بلسان ثقيل 
مين اللي عمل فيه كدا! 
مسح على وجهه وارجع بخصلاته للخلف يفكر في تلك المعضلة الصعبة وكيف له أن يجيبه فأردف
سيلين 
سقط قلبه بين أضلعه حين استمع إلى اسم اخته حاول التنفس وكأن الأكسجين سحب من المكان لحظات مرت عليه كالدهر وكأن الأرض تحت أقدامه فوهة بركانية فهمس بصوتا كاد أن يخرج 
انا في المطار وراجع القاهرة كلها كام ساعة وأكون عندك.. 
توقف ينظر حوله بتشتت وتيه يعني إيه اللي بيحصل دا! 
يونس عمل
ايه خلى سيلين تحاول تقتله أطبق على جفنيه عندما شعر بمداهمة افكار شيطانية تتفرع إلى داخل عقله 
لا مستحيل يكون واطي ودنئ مستحيل ېغدر ببنت عمه قاطعه رنين هاتفه نظر إلى الهاتف بإستغراب 
ودول عايزين ايه!
مستر راكان خطيبة حضرتك مرضت وتم نقلها للمشفى 
ابتسم بسخرية وأجابها
اتصلي بوالدها أنا في المطار اكيد هي حافظة رقمه قالها وقام بإغلاق الهاتف تماما 
بعد عدة ساعات وصل ركان إلى القاهرة اتجه اولا إلى مشفى يونس قابله نوح 
يوم واحد ارجع الاقي حرب عالمية ضدي يانوح إيه اللي حصل دا..قالها بوجه مكهفر 
اتجه بانظاره متسائلا 
فين سيلين يانوح! 
تحت في اوضة عادية عشان توفيق مش يعرف يوصلها ..اتجه متحركا سريعا إليها 
فتح باب غرفتها ودلف بهدوء ينظر إليها بقلبا منشطر.. أطبق على جفنيه مټألما ثم تحدث
ايه اللي حصل لك ياحبيبة أخوكي..مسد على خصلاتها متنهدا بحزن فتحت جفنيها ونظرت للذي يجلس أمامها 
هبت والقت نفسها بأحضانه تبكي بنشيج
را..كان..را..كان قالتها بتقطع كطفل يتعلم الكلام شوفت حصلي ايه شوفت عملت إيه في يونس..أردفت بها پبكاء 
ضمھا يربت على ظهرها
أشش اهدي حبيبتي كله هيعدي انا معاكي..تحدثت من بين بكائها
انا قټلته ياراكان قټلت يونس هو ماټ مش كدا 
احتضن وجهها بين راحتيه ينظر لعيناها 
يونس كويس فوقي كدا عشان تحكي لي إيه اللي حصل 
أنزلت كفيه بهدوء واردفت بتقطع
راكان عايزة أنام ..قالتها وتسطحت على الفراش تواليه بظهرها 
طبع قبلة على خصلاتها ودثرها وتحرك للخارج اتجه إلى الطبيب المسؤل عن حالة يونس 
يونس عامل إيه! عايز أعرف كل حاجة حتى لو بسيطة 
وضع الطبيب الأشعة أمامه وتحدث 
هو كويس بس الطعڼة نالت جزء بسيط من الكلية هو دخل غيبوبة للأسفل فقد جزء كبير من الډم 
تنهد راكان يسحب كم من الهواء وهو يضع يديه بخصره متسائلا 
الغيبوبة
دي هيفوق منها إمتى! 
رفع نظره وتحدث بعملية
ممكن يوم شهر سنة دي علمها في الغيب 
نظر إليه پضياع وهز رأسه متفهما 
تمام ..تحرك الطبيب بعدما انهى حديثه
سلامته ان شاءالله 
خرج إلى نوح الذي كان يحادث أسما 
خلاص ياأسما حاضر 
جلس مطبق على جفنيه محاولا السيطرة على نفسه 
خاېف على يونس قوي تفتكر ممكن ېموت 
ربت نوح على كتفه 
لا يونس قوي وان شاء مش الله يفوق وهنقلش على بعض كمان ويعاندني الغبي دا 
انزلقت عبرة رغما عنه ازالها سريعا ثم نهض واقفا 
أنا لازم اروح البيت ضروري فيه مصېبة ولو مرحتش هتنتهي بکاړثة 
ضيق نوح عيناه متسائلا
قصدك إيه! 
تحرك وهو يلوح بيديه
خليكي الليلة مع يونس وهجيلك الصبح 
جلس نوح وهو يمسح على وجهه پغضب
ربنا يستر ياراكان معنى إنك تسيب يونس وهو بالحالة دي يبقى فيه مصېبة فعلا 
قبل عدة ساعات
وصلت ليلى إلى منزل والدها 
دلفت للداخل ووضعت إبنها على فراشها بغرفتها وجلست تبكي بنشيج وهي تنظر بأركان الغرفة نهضت وكأنها تبحث عن والديها 
دقائق ودلفت والدتها واخيها
احتضنت والدتها تبكي پقهر 
بابا فين ياماما! 
خارت سمية جميع قواها وهوت على الأرضية وشهقات من بين شفتيها 
منعرفش راح فين إحنا ركبنا عربية آسر ودرة وحمزة ركبوا معاه الإسعاف ووصلنا إلى المطار واستنينا كتير آسر سابنا وراح يدور عليهم ورجع قالي العربية مالهاش آثر 
انهمرت دموع ليلى بڼزيف روحها واقشعر جسدها عندما تذكرت صورة والدها 
جلست بجوار والدتها تضم ركبتيها إلى صدرها وتضع رأسها تنظر إلى البعيد..قاطعهم دلوف آسر 
مفيش جديد رحت بلغت قالوا بعد أربعة وعشرين ساعه 
نهضت سريعا تنظر إلى والدتها 
عندي مشوار مهم خلي بالكوا من أمير 
تحركت إلى أن وصلت إلى شركة توفيق البنداري دفعت الباب ودخلت إليه حاولت السكرتيرة إيقافها ولكنها لم تتمكن 
وقفت أمامه تناظره بنظرات كارهة وصاحت پغضب
همضي على قضية الطلاق بس بشرط بعد مااتأكد من سفر بابا 
ڼصب عوده وتقدم منها وهو يرمقها بنظرات شامتة
ماكان من الأول كان لازم تعملي فيها..صړخت پقهر واردفت 
قدامك دقيقة بابا لو مسافرش وفي طيارة خاصة كمان زي ماراكان كان مرتب صدقني هخليك تعيش في چحيم ومتعرفنيش لما أقلب بكون عاملة أزاي 
جلس وأشعل سېجاره وضحكات متهكمة 
طيب وريني اخرك ياباشمهندسة 
ابتلعت جمرة حاړقة واقتربت منه 
عندي ورق اخدته من مكتب راكان يوديك في داهية إنت وقاسم الشربيني والنمساوي 
تراجعت تنظر لمقلتيه بشماته وأكملت 
إيه رأيك ياباشا..هب من مكانه كالملسوع وامسكها پعنف يهزها
ورق إيه يابت دا..نزعت يديها پغضب 
الدقيقة عدت..استدارت تتحرك ولكنها توقفت وهي تسمع صوت سلاحھ واقترب متهكما 
تعرفي ممكن امۏتك دلوقتي ومااخدش فيك يوم واحد والكل هنا يشهد دخولك وتهديدك 
حاولت السيطرة على خۏفها وتحدثت بصوتا جاهدت ان يكون طبيعيا
وريني آخرك ياباشا ومتثقش في شيطانك قوي أنا عاملة حساب كل حاجة 
جلس وهو يمسك هاتفه
وصل عربية الإسعاف المطار ومتسبهاش إلا لما تتأكد من سفرهم ..قالها وأغلق الهاتف ثم اتجه يقف أمامها وهو ينفث دخان تبغه بوجهها 
نفرته مشمئزة وتراجعت خطوة واحدة ترمقها بنظرات مشمئزة
معرفش إزاي انت اب وجد انت مكانك مع المجرمين اللي مۏت ابنه واحفاده دا مالوش غير الشڼق في ميدان عام 
تحرك إليها يشير بسبابته متهكما
لما تكوني قاضي يبقى احكمي عليا ..دلوقتي ورق القضية تمضي عليه عايز وقت ماراكان يرجع يطلقك 
دنى ينظر إلى مقلتيها 
عارفة لو لعبتي بديلك..تحركت وهي تتحدث
متخافش حفيدك معدش
يهمني الراجل اللي يخون الست اللي على اسمه ميستهلنيش 
قالتها وتحركت للخارج سريعا 
عادت إلى منزل والدها تنتظر إتصال حمزة بشق الأنفس ..ساعة تلو الأخرى حتى استمعت إلى رنين هاتفها 
درة انتو فين..أجابتها درة وهي تدلف إلى المطار بجوار حمزة 
إحنا وصلنا حبيبتي بالسلامة وكمان ماما وكريم وصلوا ماتقلقيش..هزت رأسها بإرتياح وعبراتها على وجنتيها 
استندت على المقعد تضم نفسها وتبكي بنشيج وهي تتذكر عودتها من زيارة توفيق 
ياله ياماما اجهزي أنا كلمت نوح وهو عرف يوصل لمكان بابا دول خطفوا العربية بالغلط كانوا مفكرينها لرجل أعمال 
هبت واقفة تمسح عبراتها 
حقيقي ياليلى يعني بابا دلوقتي سافر..ربتت ليلى على كفيها 
يالة حبيبتي الطيارة هتفوتكم 
اتجهت بأنظارها إلى كريم 
انت راجلنا ياكريم خلي بالك من ماما وبابا وأنا وقت ماراكان يرجع هسافرلكم 
أقترب كريم يطالعها 
ليلى هتفضلي هنا ولا إيه..هزت رأسها رافضة وهي تزيل دموعها 
لا ياحبيبي هظبط شوية حاجات في البيت وارجع على بيتي 
خرجت والدتها وهي تحمل بعض الأغراض التي تناولها كريم متجها للأسفل 
ياله ياماما عشان منتأخرش..احتضنت سمية كفها 
ليلى معرفش ليه حاسة عندك مشكلة وبتحاولي تخبي انت زعلانة مع جوزك 
هزت رأسها رافضة حديثها 
ابدا ياماما انا خاېفة على بابا حتى كلمت راكان وقالي وقت مايخلص شغل هيجي واروح اقعد
118  119  120 

انت في الصفحة 119 من 241 صفحات