الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية عصيان الورثة بقلم لادو غنيم

انت في الصفحة 1 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

الحلقة الأولى
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 
كل من ليها نبي تصلي عليه
في أحد مناطق مصر القديمة داخل مبني ضعيف مر عليه الكثير من الأعوام والأشخاص وبالأدق بالشقة الموجودة بالطابق الأول تلك الشقة ذات التراث القديم _في أحد الغرف كانت تجلس حياة علي التخت بجانب خالها السيد حسن البالغ من العمر 55 عام_وأمامها والدتها السيدة سعاد الممدده أمامهم بوجة شاحب في مرحلة الأحتضار فقط تملك منها مرض السړطان الذي ظلا يطاردها الأعوام حتي أستقر بكل أنش بجسدها الهزيل _كانت تنظر سعاد إلي أبنتها وكنزها الوحيد التي حصلت عليه من تلك الحياة التي مزقتها أربأ_لم يكن الكنز عباره عن مال والا الماسات فكنزها كانت أبنتها حياة التي اعطتها كل يوم في عمرها لتجعلها سعيدة والا تقل عن الأخرين _حتي جاءت الحظة الحاسمه التي وضعها القدر لمفارقتها الحياة ولكن سعاد قررت بعزم أن تستغل أخر دقائق لها في أخبار أبنتها عن ذلك السر الذي حبسته داخل جسدها بمفتاح الظلم والعڈابرمقة أبنتها بعين باكيه و مدت يدها وأخرجت من تحت الوسادة ظرف داخله شئ خبئته لسنوات_وقالت بعزم علي اخراج ذلك السر من جوفها__

أمسكي يا حياة الظرف ده فيه نسخة من قسيمة جوازي من أبوكي سالم رضوان العزيزي وصوره ليا أنا وهو من عند الماذون وصوره ليكي وهو شايلك وأنتي عندك سنة_
أنا
بدي هوملك دلوقتي عشان خلاص العمر مبقاش فيه وقت ولزم تعرفي أصلك وحقك وكل حاجة خبتها عليكي طول السنين اللي فاتت!!
أخذت من والدتها تلك الأشياء بيد أرتجفت وكأن داخلها يعلم أنها تمسك الچمر الذي سيحرقها خلال الأيام القادمة_بينما حسن فرتب علي كف أخته بعين باكيه وهو يرا المۏت علي وشك التملك منها فكل دقيقة تمر يذيد شحب وجهها وثقل لسانهامما جعله يقول بترجي__
ماتتعبيش نفسك احكلها لما تخفي وتبقي كويسهمش كفاية أن طول السنين اللي فاتت وانتي رافضه تاخدي فلوس مني وصممتي أنك تشتغلي خياطة الحد ماجالك المړض ومبقتيش قادره تتحركي
أبتسمت بوجة أشرق بسعادة وكأنها نعمت تلك السنوات بنعيم الدنيا كانت تشعر أن ذلك العڈاب والحزن الذي تحملته لأيام ليس إلا عملا جميلة وهدية قدمتها لقطعة من روحها حياة و حركت رأسها بأرهاق وقالت__
فلوس ايه مانت عارف أن أبويا حرمني من الورث يوم ما أتجوزت سالم في السروبعدين فلوسك ليك ولمراتك وأنا قولتهالك قبل كده مش هاخد حسنه والا صدقة علي حياة_والحمدلله اديني ربيتها أحسن تربيه وبقت دكتورة قد الدنيا
كانت عين حياة ممزوجة بدموع التعجب والحزن فهي علي خطوات من فراق سندها في الحياة وعلي موعد لسماع ماضي أليم وقبل أن تتفوه بأي كلمة وجدت والدتها تمسكها من كفها ناظره داخل عيناه بقوه وكأن مرضها أختفي وظهرا هذا في حديثها الذي بدئته بقول__
مش عايزه أشوف دموع في عيونك أنتي لسه في أول خطوة ولزم تسمعي كل كلمة هقولها وتفهميها وتحفظيها جوة عقلك وقلبكمن سبعة وعشرين سنة كنت في زيارة معا والدي للفيوم كنا بنزور رضوان العزيزي كبير عائلة العزيزي من أكبر عائلات الفيوم و أغناهموهناك أتعرفت علي أبنهم سالم اللي متجوز من عشر سنين من زميلتة في الجامعه ومكنش لسه خلفوالقدر مانغير ماحس خله قلوبنا تتولف علي بعضوطلبني للجواز من ابويا من وره أهله لأن في عائلتهم ممنوع أن حد يتجوز علي مراته خصوصا لو بيحبها عشان كده كان عايز يتجوزني في السر وبعدين يعرف أهله ويحطهم أدام الأمر الواقع بس أبويه
رفض لأني مكنتش عانس والا مطلقه أنا كنت من عائلة محترمة ومعايا شهادة الثانوية بس كنت لسه صغيرة ومش فارق معايا غير اني أتجوز الراجل اللي قلبي بيحبه ومتعلقه بيهعشان كده عصيت أبويا وصمتت علي جوازي من سالم وأتجوزت وجدك اتبره مني وحرمني من الورث بس أنا مهتمتش وقولت بكرا الأيام تخليه يسامحنيوفضلت معا سالم وكل يوم يقولي هقول لأهلي بكرا ويوم جر يوم الحد ماعدا سنتين وكنت خلفتك وبقي عندك سنةمعا كل دقيقة من عمري بتعدي معا كنت بتاكد أني أختارت الراجل الغلط لأني أكتشفت أنه عمره ماحبني هو أعجب بيا بس مكنش حب واللي أكدلي ده حبه لمراتة الأولي اللي كان بيسبني بالليالي في شقة بعيدة عن الناس لوحدي بعاني عشان حضرته مش قادر يبات بعيد عنها 
ولما تعبت وعرفت أن حكايتي معا هتفضل علي ده الحال وقتها اصريت أنه يقول لأهله علي جوزنا وأنه بقي عنده بنتوهددته أنه لو منفذش كلامي هاخدك وههرب بيكي ومش هخليه يشوفك تانيكلامي معا خلاه يقلق لأحرمة منك عشان كدة سافر وخدني معا للفيوم ودخلت معا جوة عزبة العزيزي وجوة البيت الكبير وقفت وسط الكل وأنا شيلاكي وفرحانة بيكي كنت مفكره أنهم هيتغاضوا عن جوازي من أبنهم عشانك بس اللي حصل منهم عمري ماهنسا أبدا
صمتت قليلا بعين تجحظت بدموع القهر وكأن ذاكرتها علي وشك تذكر شئ مزقها لسنوات
فلاش باك
كانت سعاد تقف وسط الجميع وهي تحمل صغيرتها بين ذاعيها تنظر لهم بعين لأمعه بسعادة تستنشق لحظة فرحتهم بقدومهمالكن نظرتها تغيرت للخوف وتراجعت للخلف بجسد بدء يرتجف وذادت من أحتضان أبنتها إلي صدرها لحظة هجوم نادية زوجة سالم عليها مثل الثور الجريح بعين تمزقهم پشراسه وهي تصيح بنفي__
كدبه البت ديه مش بنت سالم روحي و شوفي جبتيها من أنهي كلب 
أحتضنها سالم من ذراعيها محاول تهدئتهاوحماية صغيرته من ڠضبها وهو يقول بترجي__
اهدي عشان خاطري أنا عارف أنك مضايقة بس والله غصبن عني أنا معرفش أتجوزت سعاد أزي صدقيني ديه كانت غلطة ومستعد أني أصلحها
شعرت سعاد بخنجر بارد ېمزق أوتار قلبها شعرت بفجوه أمتلائة پألم لم تشعر بهي من قبلفرت المياة تغزو عيناها غير مصدقة ماتسمعه من ذلك الشخص الذي ظنت أنه أمانها وظلها ذاك الرجل الذي تحدت والدها من أجلهلم تكن تدرك ماعليها أن تفعل في تلك الحظة غير أن تظل صامته تستمع إلي تلك المحكمة البشرية التي تحقق في أمرهاووسط كل ذلك الزحام تقدمت الحجة وصيفة إليها ومدت يدها وحاولت حمل الطفلة من سعاد لكنها أبت وتراجعت للخلف تضم صغيرتها أكثر خوفا من هؤلاء الغريبين_لكن وصيفة لم تكترث لخۏفها بل أقتربت مجددا ومدت يدها وأزاحت الغطاء عن وجة تلك الصغيرة التي حملت ملامح والدها سالمفسالم كان أوسم رجلا بالعائلة وهذا ما جعلا قلب وصيفة يرتجف حين غزت عيناها بوجة صغيرتهم شعرت بالحنين لها لكن قبل أن تتفوه بما تشعر بهي سمعت تلك الكلمات التي مزقتها أربأ وجعلتها تنظر پقهر إلي أبنها فقد كانت كلمات نادية لهم مثل السيف الذي علي وشك قطع الشك خصيصا عندما قالت بثبات عكس دموعها التي تنهمر علي خديها__
أنا طول السنين اللي فاتت عايشه معا سالم وحرمه نفسي من الأمومة ومفهمه الكل أني مبخلفش وكل ده عشان مجرحش سالم بس دلوقتي وفي الحظة اللي شيفاه بيضحك عليه من واحدة معرفش جايبه البنت ديه منين لزم أعترف بالسر اللي خبيته
عنكم لسنينسالم مبيخلفش ومعايا التحليلات اللي تثبت كلامي 
رمت جملتها كالقذيفة في وجوه الجميع وفرت إلي الأعلي تحضر ذلك الأثبات الذي يجعل الجميع ينظر بتشتت إلي سعاد وصغيرتهابينما سعاد فكانت في مازق لا تحسد علية لم تكن تستوعب ما سمعته كيف لا ينجب اذا من أين أتت تلك الصغيرة كيف ذرعة بزرتها داخل رحمها كانت تعلم كل العلم أنها اطهر مما يظن الجميع لم تشك بذاتها ولو لثانية واحدة _كانت مفاهيمها ومشاعرها وهي ترا نظرت الشك تملاء عين من لمسها لأول مره ويعلم كل العلم أنه لم يمثها رجلا غيره لكن وسط كل تلك التغيرات من سيثق حتي بما شاهده بعيناه وقاطعت نادية الصمت بتلك الأوراق التي جعلت الجميع يراها ويقرئها تلك الأوراق التي تأكد عدم قدرت سالم علي الأنجاب_
بينما سعاد كانت تترقبهم بعين خائفه وهي ترا نظرات الحقد والكره تنصب كالسهام إليها لذلك قررت الدفاع ولو لمره واحدة عن شرفها ونسب أبنتهاحاولت تجميع الكلمات داخل فمها وبدءت بالتفوهم بهم بشفاه ترتجف قليلا __
والله العظيم حياة تبقي بنتكم طب بس قولولي أنا هستفاد ايه لما أكدب عليكم وبعدين سالم متجوزني بنت بنوت يعني أكتر حد عارف أن مفيش راجل غيره لمسني وحتي لو هتقولولي تلقيكي عملتي عمله وحشة وأنتي متجوزها بردة ايه اللي يخليني أفضل علي زمته ما كنت أطلقت وعشت حرهوالله العظيم حلفان أتحاسب عليه محدش لمسني غير سالم أبنكم وحياة تبقي بنته ومن صلبه!!
دفاعها بالنسبة لهم لم يكن سوا مبرر فاشل لأخراج ذاتها من ذلك المأذق لم يكن هناك ما يثبت لهم عكس ما تثبته التقرير الطبيه _كانت الصدمة لسالم أقوي بأضعاف عن الجميع كيف بعد كل تلك السنوات التي قضاها يظن بهي أنه ينجب وأنه يقدم حياته كمحبة لزوجته العاقركيف يكتشف الان أنه عقيم وأن تلك الطفله الذي حملها منذ أن خرجت من رحم أمهاأصبحت الأن أبنت رجلا مجهولتقدم إليها بعين متجحظة بزمرة الڠضب وأحكم كفته حول شعرها المغطا بالحجاب يجذبها إليه بكل ما يحمله من ڠضب وصوته الجش بدء يصيح في الأرجاء__
بتلبسيني أنا قرون يا فا_جرة انطقي البت ديه بنت مينقولي أستغليتي غيابي معا أنهي كلب
لم يكن ألم جسدها يضاهي شي جانب ذلك الألم الذي ېمزق قلبها فهي ليست عاهرة ولم تفرد في شعره واحدة منها كانت عيناها تهدر دموع القهر علي تلك الأيام التي قضتها بجواره كان يململها أمام عيونهم الباردة التي ترمقها بشماته وأشمئزازرئت كسرتها داخل عيونهم الضاحكة حاولت قدر الأمكان التشبث باابنتها لكي لا تقع من بين يديها كانت حياة تصرخ داخل صدر والدتها تنظر إلي الجميع برهبة كانت صغيرة علي أن تدرك أن ذلك العراك يحدث من أجلها_بينما سعاد حاولت التملص من قبضة سالم ووقفت أمام الجميع متحدثة بصخب غير أبها بغضبهم وأنفعالتهم متحدثة بوجة بات شرس__
أنتو ايه معندكمش رحمة شايفينوا عمال يضرب فيا ووقفين تتفرجة عليا طب حتي من باب الأنسانية تعاله ابعدوه عنيتعاله يا حج رضوان يا كبير العائلة والا أنتي يا حجة وصيفة ياللي معروفة بخۏفك علي بنات الناس والا أنت ياعم عواد او يا منصور والا أنتي يا نجاة أو أنتي يا نعيمةايه كلكم واقفين تتفرجوه عليا طب محدش فيكم حط نفسه مكاني وفكر ولو لثانية أني مظلومة وأن حياة تبقي بنتكم ومن صلبكم. 
تنهد رضوان ورمقها بعين الشفقة علي حالها وقال بصوته الجش__
لزم أنتي اللي تصعبي علي
نفسك_أنتي يا سعاد اللي

انت في الصفحة 1 من 71 صفحات