رواية مذاق العشق بقلم بقلم سهام صادق
تجيب عليها وتقهرها ولكنها فضلت أن تكون لحظة إنتصارها مرئية أمام عينيها
نفسي أشوفك مقهورة زي ما خلتيني أتقهر وأنا بقدم حبي لراجل عمره ما شافني وفي النهاية استخدمني عشان اكون حبيبت راجل تاني وكل ده عشانكعشان مش قادر يشوفك مع راجل غيره
والتمعت عينيها بالحقد وهي تتذكر كيف أحبت رسلان منذ أن التقت به في لندن
حببتي سرحانه في إيه
وحدق بهاتفه الذي مازال قابع في يدها.. فانتبهت على أمرها
ملك كانت بترن عليك
شعر بالتوتر قليلا من سماع اسمها ولكن سرعان ما تجمدت عيناه
جسار أنا مش هقدر استحمل قربها منكومهما كان هي كانت طليقتك
واردفت بوداعة تجيد رسمها عندما ظلت ملامحه جامده نحوها
ابتلعت لعابها وهي تراه يرمقها بتلك النظرات التي ترهبها.. فهي مازالت تعلم أن ملك لديها مكانه لدي جسار لم ولن تهتز مهما حدث ولكنها ستفعل كل شئ حتى تبعدها
حبيبي أنت عملت كل حاجة ورديت ليها الجميلمش هتوقف حياتك معاها...وبصراحه أنا بغير عليك أوي منها يا جسار
اقتربت منه تحتضن وجهه بين كفيها ثم رفعت يدها تحركها على خصلات شعره الرطبه
انت متعرفش أنا بحبك أد إيه
أشعلت قلبه وجسده بكلماتها وبغنجها البارعة فيهلحظات وكان يسحبها معه في عالم يريد العيش فيهفتحت له كل الأبواب لينعم بطراوة جسدها..رنين هاتفه كان يعلو ثانية ولكنه كان في جنته غير عابئ بأحد غير التي بين ذراعيه.
لديها شعور قوي أن هناك شئ سيحدثشئ سيعكر صفو حياتها الهادئه
مسحت دموعها تبث في نفسها العزيمة
أنتي قوية يا ملكسامعه أنتي قوية
نهضت من فوق الفراش تلتقط هاتفها وحقيبتهاوقد اتخذت قرارها أخيرا ستذهب لرؤية أولاد مها.. ستذهب لتجلبهم حتى يعيشوا معها وستقف أمام تلك العائله التي جارت عليها يوما
كل شئ تم إعداده بدقةوالمطعم أصبح مهيأ لإستقبال الوافديننظرت نحو ساعتها بقلقف جنات قد تأخرت عليها وأيضا أحمس
تعلقت عينيها بالسيارات التي اصطفت خارج المطعم فارتجف قلبها تهتف بصوت قلق تخاطب حالها
اتأخرت عليا ليه يا أحمس.. هعمل إيه دلوقتي
ثواني وكان الوافدين يدلفوا المكان ينظرون إليه بنظرات فاحصة مما زاد توترها فعلى ما يبدو أن مطعمها البسيط لم يروق لهم.. اسرعت نحوهم بأدب ترحب بهم
هتعملي ايه يا فتون لوحدكدول شكلهم ناس تقيلة وأجانب
حاولت تجاوز خۏفها تمسح يديها المتعرقة في ثوبها.. طالعها الرجل الذي أتى أمس لحجز المطعم يسألها
كل حاجة اتعملت زي ما طلبت
اماءت برأسها تنظر نحو الطاولات والمقاعد.. واسرعت إليهم حتى تساعدهم مع ابتسامة لطيفة جلعت دقات قلبها المتسارعة تهدء
أدركت فداحة خطاءها بعدما نظرت نحو الطاولتين .. فأين زجاجات الماءعادت بأدراجها نحو المطبخ بنظامه المفتوح حيث يكون كل شئ يتم إعداده أمام الزبائن كالنظام الأوربي
شكرا ليكي
واخيرا نطق أحدهم بعدما أرتشف من زجاجة الماءاتبعت الأمر بوضع السلطة والشربة وما يخص وجبة الأسماك الدسمة.
شهقت بفزع عندما ارتطم جسدها بشئ صلب...فهتفت أسفه وهي تخفض عينيها أرضا
أسفه
خدي بالك
وهل نسيت صوته يومارفعت عينيها نحوه وقد إرتجفت اهدابها تبتلع ريقها تقاوم تلك الرجفة التي انتقلت لسائر جسدها
سليم بيه .. الضيوف
نظر خلفه نحو مساعده وكان يوما ما صديقهحركة من عينيه جعلت الأخر يتقدم من الضيوف والمترجم بدء دوره في ترجمة كل شئ يريدونه
اندفع أحمس داخل المطعم ولكن سرعان ما تمالك إندافعه ورتب هيئته بعدما علقت به أعين الجالسين.
رحلة طويلة دامت بينهم عندما تلاقت عيناهمالكلمات تريد أن تخرج من بين شفتيه.. يريد أن يخبرها كم إشتاق إليها وافتقدها وبحث عنها
فتون معلش أتأخرت عليكي.. المواصلات صعبة
افاقها صوت أحمس من تلك الحالة التي أصبحت فيهاويا للأسف مازال يحمل ذلك السحر الذي اسقطه فيها يوما ولكن هي ليست فتون الضعيفه الخادمة التي ترى العالم من نافذة صغيره
بللت شفتيها بلسانها تتمالك حالها ثم تجاوزتهنعم تجاوزته سليم النجار تجاوزته امرأة.. قبض على كفيه بقوه يلتف نحوها وكيف اتجهت نحو ذلك الشاب الوسيم ذو العينين الخضراوين
أنتبه على نظرات ضيوفهفجاهد نفسه للعودة لهيئته المنمقة الجادة
مالك يا فتونوشك مخطۏف كده ليه
وضعت يديها فوق الرخامة تلتقط أنفاسها تنظر نحو أحمس الذي اسرع في ارتداء ثياب المطعم وعاد إليها يحمل معها الأطباق ويخرج الصواني من الفرن
مافيش يا أحمسخلينا نشوف شغلنا
وها هم أعدوا كل شئ كما تم طلبه منهم والضيوف منهمكين بتلذذ ومتعة في تناول وجبتهم.. أما هو كانت عيناه عليها من حينا إلى أخر وكيف تتهامس مع ذلك الشاب ويضحكون
تجمدت يده فوق شوكته وقد علقت عيناه بأحمس وهو يلتقط منها الورقه والقلم بعدما دفعها بيده برفق
سليم بيهالضيوف بيقولوا لحضرتك أد إيه اختيارك للمطعم نال إعجابهموإنهم أحبوا بساطة المكان
أنتبه على صوت المترجم بعدما اخذ شادي مساعده يتنحنح حرجا حتى يلفت إنتباه
أماء برأسه إليه يحاول تمالك نفسه ولكن عيناه أبت ان تبتعد
نهض عن مقعده بعدما مسح شفتيه بالمنديل وعينين مساعده عالقة به
اندفع إليها ينظر إلى ذلك الشاب بمقت
فتون
طالعه أحمس مدهوشا من نطقه لاسمها وكأنه يعرفها وكيف اشاحت هي عينيها منشغلة في ترتيب اطباق الحلوي التي ستقدم بعد قليل
افندم يا سليم بيه.. في حاجة ناقصه او مش قد المستوى
فتون بصيلي
اقترب منها حتى يجذب ذراعها ولكن أحمس وقف بينهم يحدق به
حضرتك ممكن تكلم معايا أناأنا هنا المسئول لو في مشاكل مع الزباين
تعلقت عينين سليم بيد أحمس
________________________________________
التي قبضت فوق ذراعه.. اغمض عينيه ثم ازاح قبضة أحمس
هنتكلم يا فتونهنتكلم كتير أوي
وعاد لطاولته يبتسم بدبلوماسية إلى ضيوفه ثم مال نحو مساعده يهمس بخفوت
تحاول تتصرف مع الولد اللي واقف هناكقبل ما الضيوف يمشوا تكون اتصرفت فاهم يا شادي
وشادي يفهم وينفذ في صمت
هل ما يسمعه من خادمته حقيقي أم هو أصبح يتوق لذلك .. لم ينتظر سماع المزيد من خادمته واندفع نحو غرفة صغيريه ينظر إليها متلهفافالخادمة لم تخطئ ...
تلاشت لهفته عندما تلاقت عيناهم ولم يجد في عينيها إلا الخواء
نهضت من جوار الصغيرين بعدما قبلتهم ومسحت فوق وجنتيهم.. والتحدي وحده ما كان يحتل كيانها
جيت عشان أخد ولاد اختي يعيشوا معايا يا دكتورياريت نعرف نتفاهم بهدوء لأني مش هتنازل عنهم
ضيق عينيه وهو يقترب منها بخطواته يشير للمربية أن تنصرف حتى يسمع ما تخبره به ثانية
مسمعتيش اللي قولتيه يا مدام ملك
ضغط على أحرف كلماته ينظر إليها بشوق استطاعت عيناه إخفاءهم ولكن قلبه خانهاقتربت منه تعيد عليه حديثها
ولاد اختي أنا اللي هربيهماظن إنك سامع كويس
ومين اللي هيسمحلك بكده
أنتوده الأفضل ليهم...
واردفت متهكمه ترمقه بتحدي
أنت لسا فاكر إن ليك ولاد يادكتور
غامت عينيه ينظر نحوها بملامح قاتمة
وانتى كنتي فينمش المدام برضوه پتكره العيلة بكل افرادها
واستطرد بجمود يقطع عليها حديثها حتى يستفزها
ولادي أنا هعرف كويس أربيهم.. هما مش محتاجين غيري
واولاها ظهره مغادرا الغرفة
نورتي البيت يا مدام ملكوتقدري تشوفي ولادك أختك زي ما أنتي عايزه
ولكن توقف في مكانه ينظر نحو قبضة يدها فوق ذراعه مدهوشا من فعلتها
من أمتي انت حبتهمأنت كنت سيبهم ومسافر بره وعايش حياتككفايه أوي عليهم لحد كده مع عيلتك ومعاككفايه ظلم ليهم
التف إليها وقد أنتبهت للتو إنها مازالت تقبض فوق ذراعه وقريبة منه للغاية
قولتلك انا أبوهمسامعه كويس ولا محتاجه اكرر كلامي
وأنا خالتهممها عايزانى انا أربيهم
طالعها بنظرة غامضه فاشاحت عينيها بعيدا عنه
أقول للخدامة تحضر العشا ولا معندكيش وقت
إستطاع إثارت حنقها من تلك البرودة التي يتحدث بها فمال نحوها ينتظر سماع إجابتها
ولاد اختي هعرف اخدهم منك كويس يا رسلان.. بيني وبينا المحاكم
صدحت ضحكته عاليا فلم يعد يتمالك حاله من ثقتها
شوفي انتي هتعملي إيه وبلغيني
أندفعت من أمامه حانقة نحو غرفة الصغار تلتقط حقيبتها ثم عادت تتخطاه راحلة
تشبثت قدماها مكانها دون أن تلتف إليه
في طريق أقصر من التحدي ومن كل ده يا ملك..
واردف ساخرا يلوي شفتيه إستنكارا
أنتي طول عمرك بتضحي عشان الناس.. فمجتش من مره تالتة تقدمي الټضحية ديه كمان
الفصل التاسع والعشرون
_ بقلم سهام صادق
السعاده كانت تملئ فؤادها وهي تري نظرات الرضى فوق ملامحهم بعدما أنهوا وجبتهم توردت وجنتيها وأخذت تفرك يديها تستمع لمديحهم نحو كل شئ تم تقديمهتناست وجوده بل أجبرت عقلها أن
يتناسي ويفكر فقط في نجاحها.. وإنها لم تعد فتون الخادمة التي كان يبرحها زوجها ضړبا بل هي اليوم إمرأه مستقله لديها مطعم وزبائن يمدحون فيها وعقود مع شركات من أجل تحضير الطعام وقريبا كما يخبرها أحمس وجنات أن مطعمها سيصبح ذات سيط وله زبائنه.
رمق سعادتها تلك وعينيه اخذت تلمع بوميض عجيب وقلبه بدء يخفق بقوة.. أراد أن يجتذبها من بينهم يضمها إليه بشوق يخبرها إنها الوحيدة التي ظلت في قلبه ولم ينساها يوما...قاوم شعوره يخبر قلبه أن يتمهل ف دقائق والمطعم سيكون خالي إلا بهما وسيخبرها كما إشتاق إليها
ودعت الزبائن وانتظرته أن يتحرك من أمامها ولكنه ظل جامد في مكانه ينظر إليهااشاحت عينيها بعيدا فقد اكتفت اليوم من تحمل رؤيته وتلك الذكرى التي عادت ټقتحم عقلها
خلاص هنقفل المطعم يا فندم
وفي سرعة لا تعرف كيف حدث هذا كان يغلق هو المطعم عليهما بعدما اطمئن من إنصراف السيارات وخلو الشارع من الماره سليييم
....
طالعها سائقه بهيئتها الفزعة فأثارت ريبتهحدق بها وبإلتفافها حول نفسها ثم هرولتها وتركها للمطعم دون غلقه.. ترجل من سيارته وعبر الطريق بخطوات سريعه واندفع نحو الداخل بعدما شعر بوجود خطب ما.. فأين هو رب عمله
التف حول نفسه يبحث عنه بعينيه ويهتف باسمه
سليم
________________________________________
بيه.. سليم بيه
تجمد جسده بعد سماع أنين خاڤت وسرعان ما فاق من جموده يلتف ثانية حول نفسه وصوت الأنين ينخفض حتى تلاشي
توقف مصعوقا من رؤية سيده غارق في دماءه.. إنحني صوبه يناديه بفزع
سليم بيه
تأوه سليم بقوة بعدما أنتهي رسلان من تقطيب جرحه
خلاص خلصت
بلاش ضحكتك ديه يا رسلان
زجره سليم بعينيه بنظرة قاتله بعدما رأي نظرته نحوه
رسلان
لم يتحمل رسلان هيئته فصدحت ضحكته يضع أدوات التعقيم جانبا
اعملك إيه جيلي مضړوب لا ومن واحده ست كمانسليم النجار في عمره ده اضرب من ست
واردف مازحا
يا مراهق
ولكن علقت عينين رسلان به عندما تذكر شئ ما وذلك الاسم الذي كان يهتف به لسائقه ويخبره ببعض الأوامر في تنفيذها
فتون ظهرت في حياتك من تاني
اشاح سليم عينيه يحاول النهوض من فوق الفراش الطبي في عيادة صديقه
ليه اخدت الخطوه ديه بسرعه كده يا سليم
رمقه ساخرا وقد