الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

انت في الصفحة 269 من 308 صفحات

موقع أيام نيوز


حتى حملها ليتجه بها للباب الخلفي فتوقف عن استكمال خطاه حينما رأى من يقطع طريقهوصعقټ روجينا حينما وجدت أبيها يقف مقابلهما..
تأمل ملامحها الساكنة أمرا مدمر لقلبه وكأن عينيه تتعهد في تلك اللحظة أن تحفظ كل إنشن بوجهها داخل قلبه حتى وإن كان يعلم بأنه ينبغي غض البصر عنها ولكنه اشتاق لها ولرؤياها حتى وإن كانت قريبة منه أغلب الوقت أفاق عبد الرحمن من غفلته تلك حينما وجدها بدأت أخيرا بإستعادة الوعي فاحتضنت بيدها جبينها وهي تجاهد دوارها الحاد فرأته يجلس مقابلها لذا نهضت عن الأريكة وهي تهمس بإرهاق 

_أيه اللي حصل 
ابتعد عن مجلسها القريب ثم جلس على المقعد المقابل لها ويده تقرص أرنبة أنفه 
_مفيش أغمى عليكي وأنا كنت بحاول أفوقك.. 
لمعت عينيها بالدموع فنهضت عن الأريكة وهي تبحث عن حذائها لتهرب من ذلك اللقاء الغير محبب فخشيت بأن يظنها تفعل كل ذلك لتقترب منه أو عله يعود التطلع بالأمر نهضت ثم كادت بالرحيل ولكنها توقفت حينما قال بخشونة 
_اقعدي لسه كلامنا منتهاش.. 
قالت وهي تجاهد لإخفاء بكائها 
_كل شيء انتهى حتى الكلام يا عبد الرحمن.. 
أطبق على شفتيه السفلية بقوة فسماعه اسمه يزف على ترنيم شفتيها كالبلسم الذي يطيب جرحه الغائر فنهض عن المقعد ثم وقف مقابلها ساكنا يتعمد اللعب على أعصابها قبل أن يقول 
_مش عايزة تعرفي عمي إختارلي مين 
ترقرقت عينيها بالدموع فقالت وهي تهم بالهروب من أمامه 
_لا مش عايزة أعرف.. 
أمسك يدها فأجبرها على التوقف ثم اقترب منها ليصبح قريبا بدرجة خطېرة على قلبها فقالت پصدمة 
_أنت اټجننت ابعد! 
ابتسم وهو يخبرها 
_اتجننت بفضلك أنتي ولسه مكمل في الجنان متقلقيش.. 
ثم رفع يديه ليزيح دمعات وجهها فهمست بصوت رقيق وهي تحاول الصمود أمامه 
_عبد الرحمن أنت بتعمل أيه 
استند بجبهته على جبهتها ثم قال 
_اتعودي على قربي عشان خلاص كتب كتابنا الاسبوع الجاي وفرحنا لما باباكي ومامتك ينزلوا مصر.. 
جحظت عينيها بعدم استيعاب فابتسم بخبث ثم قال 
_عمي قالي انه مش هيلاقيلي أحسن منك وأنا بصراحة اقتنعت.. 
منحته نظرة شرسة قبل أن تطوله لكزتها المؤلمة وهي تصرخ پغضب 
_يعني أنت كنت بتضحك عليا! 
ابتعد عنها وهو يحاول حماية وجهه ثم قال بضحكة جذابة 
_أمال انتي اللي مسمحولك بس تلعبي بأعصابي ولا أيه! 
كزت على أسنانها بغيظ 
_والله ما هسيبك يا عبد الرحمن.. 
دنا منها وهو يغمز بجراءة 
_وهو ده المطلوب يا روحي انك متسبنيش خالص.. 
ابتسمت برقة على كلماته فشعرت بأنها إذا ظلت لجواره هكذا ستسمح له بما لا يحمد لذا ودعته وانصرفت على الفور.. 
ابتلعت روجينا ريقها بصعوبة بالغة فجاهدت لخروج كلماتها المتقطعة 
_بابا آآ... 
قطع حديثها حينما وضع كف يديه من أمامها ومازالت نظراته تتقابل مع نظرات آيان الذي يتطلع إليه بثبات تام فرفع فهد صوته ينادي 
_صالح.. 
أتى يهرول وهو يجيبه 
_أمرني يا كبير.. 
أشار له على

المقعد القريب منهما فدفع المقعد حتى وضعه مقابل لآيان فأخفض يديه بها ليضعها على مقعدها ومن ثم دفعه العم صالح للداخل لتختفي روجينا عن اعينهما وقلبها يخفق قلقا على ما سيحدث به من أبيها.. 
بالخارج.. 
ظلت النظرات الماكرة تتبادل بينهما إلى أن عبئ فهد ذلك السكون حينما دنى بخطاه الواثقة ليقف مقابله ثم قال بغموض 
_شايفك قريب من بتي وأنت لساك مخدتش قرارك يابن المغازي! 
طوفه بنظرة ثابتة قبل أن يجيبه 
_أخدته يا فهد وشنطي في العربية.. 
ابتسم بمكر ثم أشار لأحد رجاله قائلا 
_جهز المندارة الضيف هيقعد فيها.. 
ثم طرق بعصاه الأرض وغادر من أمامه دون أن يقول أي كلمة أخرى فأشار له صالح قائلا 
_تعال معايا.. 
اتبعه أيان حتى وصل للمندارة القريبة من السرايا فصعد معه الطابق العلوي ووجده يفتح أحد الغرفة ثم جذب المنشفة لينفض التراب عن أحد المقاعد وأشار له قائلا 
_5دقايق وهتلاقي الاوضة كيف البدر. 
هز رأسه بهدوء ثم جذب المقعد وجلس يراقبه وهو ينظف الغرفة بهمة ونشاط فبدى له بأن هذا الرجل المسن عاش عمرا بأكمله يخدم فهد وعائلته لذا سأله بمكر 
_بقالك اد ايه شغال هنا! 
أجابه الرجل وهو يضع ملاءة جديدة على الفراش
_بقالي 40سنة من قبل ما البيه الكبير ېموت.. 
ابتسم ساخرا وهو يسأله بإستنكار 
_وهو في حد يضحى بكل ده من عمره عشان يخدم حد.. 
رد عليه صالح بابتسامة مشرقة 
_أصلك متعرفش فهد بيه وعيلته كويس وأني هعوز أيه غير الاحترام والعيشة الكريمة اللي بلاقيهم اهنه وكبيرنا بيحترم الصغير قبل الكبير وكلتنا نفديه بارواحنا مش بعمرنا بس.. 
انتابه دهشة كبيرة فلطالما كان حائرا في سر العلاقة القوية بين فهد ورجاله والآن ازدادت حيرته أضعافا انتهى صالح من تنظيف الغرفة ثم قال 
_الاوضة بقت زي الفل اهي ولو احتاجت أيتها حاجة ناديني بس.. 
وكاد بالمغادرة ولكنه التف اليه ثم قال بابتسامة صغيرة 
_تعرف يا ولدي انت من دور عيالي عشان اكده هقولك نصيحة أوعاك تكون داخل اهنه ولسه في جلبك سواد وكره للكبير لانك اكده هتبقى بتخسر نفسك اني عشت عمري كله اهنه وعمري ما شوفت حد بيقلل احترام منيه ولا حد يستجري يناديه باسمه اكدهحتى ولاد عمه سليم وعمر وأنت في عمر ولده وبالرغم
 

268  269  270 

انت في الصفحة 269 من 308 صفحات