الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

انت في الصفحة 176 من 308 صفحات

موقع أيام نيوز


تمنت لو تمكن بحبه من كسر ظلاما سئمت من العيش به ودت لو انتشالها من أوجاع ذكرياتها البائسة تطلعت له بنظرة لمعت بدمعة الخذلان والانكسار فمنحها نظرة شغف وحب طوفها كالرداء الثقيل في برد قارص انقطعت تلك اللحظات الثمينة حينما ولجت والدتها بصحبة خالها الذي وصل من الخارج للتو فما أن رأته حتى احتدت حدقتيها بازدراء وخاصة حينما جلس مقابلهما ليبدأ بالحديث بصوته الكريه 

_أمك قالتلي انكم هتكتبوا الكتاب بعد يومين متسربعين على أيه القيامة هتقوم! 
طريقته بالحديث أثارت ڠضبها فقالت والدتها بالنيابة عنها 
_ومنستعجلش ليه عريسها بيحبها ومستعجل.. 
نقلت نظراته تجاه آسر الذي يتابع ما يقول ببرود وصمت لحق به فقال عباس باستياء رغم حديثه الماكر 
_مقولناش حاجة بس برضك الصبر حلو ولا هو كان يعرفها قبل كده وبيكلموا بعض... 
انفرجت شفتيها في صدمة فاستطرد بخبث 
_أصل بنات اليومين دول ما مقضينها تعارف على الانترنت وبعد كده بيتجوزوا... 
كادت شقيقته أن تعنفه على ما قال ولكن سبقها آسر حينما قال 
_أديك قولتلها بنات اليومين دول اللي تسنيم عمرها ما هتكون واحدة منهم... 
واسترسل حديثه بنظرة حادة وحديث يفوقه مكر ودهاء 
_الناس طباع ومش شرط الطبع يكون مرتبط بسن صغير وعلى الموضة ولا سن كبير ومن أيام سيدي وسيدك زي ما في ناس يا خال استغفر الله العظيم بتعيب في عرضها والشيطان لعب في عقولهم لدرجة انهم بيلفقوا كلام زور وفي دماغهم إنهم شياطين وهتأثر على واحد عقله يوزنهم ويوزن ألعايبهم ونهايتهم بتبقى معروفة ... الناس فعلا مبقتش بتحب الخير لغيرها. 
رسالته كانت واضحة لمن تبدل وجهه لألف لون حتى أن المياه التي يرتشفها توقفت في فمه من صدمة الحديث تلذي بدى غريبا نوعا ما لتسنيم ووالدتها ابتلع عباس ريقه بصعوبة وهو يجاهد بالحديث المتقطع 
_عندك حق.. ربنا يهدي. 
ارتشف آسر عصيره وهو يجيبه بتلذذ عجيب 
_هيهدي مهو لو ربنا مهدهمش بيبعت أمثالنا زيي أنا وأنت كده نربيهم ونعلمهم الأصول.. ولا أيه 
لعق شفتيه الجافة پخوف شديد ليجيبه بتوتر 
_آآه... آآ.... عندك حق.. 
ونهض عن مقعده ليشير لشقيقته بتخبط 
_أنا هطلع اريح جتتي شوية عما تحضريلي العشا يا فاطمه.. 
أومأت برأسها وهي تهم بالنهوض
_عنيا ياخويا.. 
وخرجت خلفه على الفور فما أن خرجوا سويا حتى تساءلتتسنيم بدهشة 
_أنت كنت تقصد أيه بكلامك ده 
منحها ابتسامة جذابة وهو يجيبها 
_لا أبدا مفيش أنا كنت بدردش مع الخال شوية.. 
ضحكت على طريقته المستهزأة بالحديث وإن كان يغمرها الفرح لرؤيته يتصبب عرقا خوفا من آسر راق لها الامر كثيرا وباتت على يقين بأنه سيكون حمى وسند لها كما ظنت نهض آسر عن مقعده ثم عدل قميصه وهو يشير لها بحزن 
_الوقت إتاخر لازم أرجع البيت أشوفك بكره بإذن الله.. 
نهضت هي الاخرى ثم قالت 
_ان شاء الله...
ولحقت به للاسفل حتى وصلت لباب المنزل فاستدار اليها ليودعها بمشاكسة 
_مش عارف من غيرك كنت هعرف باب الخروج ازاي.. 
ضحكت بصوت مسموع ثم قالت 
_أي خدمة.. 
غمز لها بعشق 
_خدماتك مردودة لوقتا لاحق.. 
ابتسمت فاستطرد بمكر 
_ولحد ما بكره يجي ما تقدميلي خدمة كمان وتقوليلي حبتيني في اليومين دول ولا لسه في طريق طويل وحواراته أطول ونفسي هيتقطع! 
تعالت ضحكاتها فحاولت ان تبدو ثابتة وهي تشير اليه 
_مع السلامة يا بشمهندس.. 
لوى فمه باستياء 
_لا كده وضحت... بس لعلمك بقا أنا عندي صبر و خلقي طويل واعجبك اوي.. 
همست على استحياء 
_هنشوف.. 
ابتسم هو الأخر قبل ان يودعها بجدية 
_تصبحي على خير.. 
بخجل اجابته 
_وأنت من أهله.. 
غادر تلك المرة تاركا ابتسامتها تنير وجهها مثلما يفعل كل مرة فصعدت لغرفتها لترتمي على الفراش هائمة بكلماته المعسولة أيعقل أن يجمع الرجل بين الجدية والمزح والشهامة والرجولة! 
جمعهم الآسر فباتت صفاته قريبة من فارس أحلامها ولعل قربها منه بالايام المقبلة يجعلها تكتشف ما خفى عنها من صفات مازالت لم تكتشفها بعد! 
صدمت روجينا حينما استمعت من حور ما حدث مع رؤى وعرض ذاك الفيديو المخزي أمام الجميع فقالت بحزن.
_منه لله كسرها بطريقة بشعة.. 
أيدتها حور قائلة 
_انتي مشوفتيش حالتها كانت عاملة ازاي... بس الحمد لله ان بدر اتدخل وحل الموضوع.. 
قالت روجينا بابتسامة حالمة 
_عشان بيحبها يا حور هيعمل اي حاجة أنتي متعرفيش الحب بيحقق المعجزات.. 
ضحكت وهي تشير لها بخبث 
_يا عم يا عم أحمد محرك المشاعر ومخليكي رومانسية بزيادة اليومين دول... شكله كده جابلك هدية او خرجك خروجة من إيهم... 
تهجمت ملامحها فور ذكرها لاسمه فقالت بارتباك ملحوظ 
_لا والله ابدا أنا بس بحكيلك عن اللي ورا موقف بدر وتصرفه.. 
أومأت حور برأسها بتفهم ثم قالت 
_طب مش ناوية تنزلي البلد عشان تباركي لآسر! 
ردت عليها وهي تستكمل مذاكرتها على الحاسوب 
_لا.. ماما كلمتني وقالت انهم هيجوا بكره ان شاء الله عشان كتب الكتاب والعفش.. 
بحماس قالت 
_بجد.. طب كويس دي تسنيم وحشتني اوي.. 
كمتها بالوسادة وهي تمازحها قائلة 
_ايوه يا ستي وقعتي الواد في حب صاحبتك الانتيم بس اكيد مش هتقعديلها العمر كله مسيرك هتتجوزي وهتمشي من البيت.. 
اعادت اليها الوسادة بضيق 
_مهو ده اللي مزعلني بس انتي هتكوني بدالي يا بت وهتصحبي تسنيم صح 
اجابتها ساخرة 
_أكيد... مهي مرات اخويا يا هبلة...
 

175  176  177 

انت في الصفحة 176 من 308 صفحات