رواية عشق لاذع الكاتبة سيلا وليد
بشهقة بكاء وانسابت دموعه مرددا
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
زحف لوالده يرفع ذراعيه يبكي بشهقات مرتفعة
سامحني يابابا والله ماكنت اعرف هوصل لكدا عمري مافكرت أنها تكون بالحقارة دي
عيناه تحجرت بالعبرات واهتز داخله بنيران مستعيرة من حالة والده التي يراه بها لأول مرة
بابا همس بها جاسر عندما زاغت نظرات جواد بأنحاء الغرفة ولم يرى منه سوى عبراته التي تنساب بصمت
وضع رأسه على ساقه وأردف بنبرة خاڤتة تكاد تسمع
لما فوقت مفكرتش غير فيك عارف انك هتتصدم وممكن تروح فيها بس وحياة ربنا انا معرفش ايه اللي حصل ولا فاكر غير اني ركبت العربية وبس
سكت هنيهة ثم تنهد تنهيدة مرتعشة
وآهة طويلة كانت أبلغ رد في تلك اللحظة التي ټحرق بها روحه
رفع جواد كفيه يمسد على خصلاته
وهمس بتقطع
جاسر اعتدل ينظر لوالده برجاء أن يرحم ضعفه ثم اومأ برأسه منتظر عقابه
إنت عايز ايه يابني عايز ترجع فيروز ولا عايز جنى علشان افهم هعمل ايه أنا مبقتش فاهمك ماهو لو بتحب جنى كنت مستحيل تخلي فيروز تكسرك كدا ولا كنت قربت منها مفيش راجل بيحب واحدة ويقدر يكون مع واحدة تانية صعب ياجاسر
لاحت ابتسامة حزينة على وجهه جواد فخلل أنامله بخصلات ابنه مردفا
الصفحة التالية
الفصل الثالث والعشرون
3
رفع كف والده وقبله
أنا بحبك أوي يابابا اوعى تفكر كلامي ليك دا كره والله ابدا طول عمرك مثلي الأعلى
إنت نور عيني ياجاسر عايزك
تبقى قوي ومتضعفش ولو قلبك هيضعفك دوس عليه سمعتني دوس على قلبك اللي يخليك ضعيف حتى لو مع جنى نفسها اوعى تضعف وتذلل لحد مهما حصل انت راجل واللي يحاول يقل بيك امسحه من على وش الدنيا
سكت للحظة ثم سحب نفسا وزفره بقوة
قوم اعدل هدومك وظبط نفسك مش عايز مامتك تعرف حاجة ولو سألتك قولها متخانق مع جنى نهض جواد من مكانه ونفث دخان غضبه ثم هتف بنبرة تحذيريه
قالها جواد وتحرك للخارج محاولا السيطرة على نفسه هبت غزل متجهة إليه تنتظره بالخارج
جواد توقفت تطالعه بنظرات تفحصية
جواد كنت بتزعق وتصرخ ليه ايه اللي حصل جاسر عمل ايه
ضمھا اليه
حبيبتي مفيش حاجة مشاكل جاسر وجنى ابنك متهور كالعادة
بص في عيني ياحبيب عمري وانت بتكلمني وقولي مخبي عليا ايه
رسم ابتسامة على ملامحه ثم انحنى
يمرر إبهامه على وجهها
زيزو بتكذب جوزها بعد ٣٠سنة جواز
وانا اللي كنت بقول هأجل السفر النهاردة شوية هناك ممكن مانشوفش بعض غير دقايق
مخبي عليا ايه ياجواد سحبها من كفيها
بمنزل جاسر
ياترى انت فين ياجاسر وصوتك متغير ليه يارب مايكونش اللي في بالي يابن عمي ماهو أنا مش هستنى لما تيجي
هزت رأسها رافضة حديثها مع نفسها قائلة
ايه اللي هبل دا انتي اټجننتي فعلا صدقتي الكدبة ماانت عارفة أد ايه هو وبيحبك رفعت هاتفها مرة أخرى
لحظات تكاد ټموت من الغيرة وعقلها يصارع قلبها بغرفته بمنزل والده خرج على رنين هاتفه توقف ينظر لأسمها وصورتها
أطبق على جفنيه ورفعه بأنامل مرتعشة ثم وضعه واتجه لغرفة ملابسه
بعد فترة من الوقت كان يجلس أمام الطبيب ينتظر مابداخل التحليل
نظر الطبيب لتلك الورقة ثم اتجه إلى جواد
زي ماحضرتك توقعت يافندم فيه مادة غريبة بدم جاسر وللأسف التحليل ظهر المادة دي نوع من حبوب الهلوسة والچنس
ارتفعت دقاته پعنف وشعر بالأختناق فنهض بترنح قائلا
يعني افهم من كدا ممكن يكون حصل حاجة
أوقفه والده قائلا
جاسر اټجننت اقعد واسمع الكلام ثم اتجه للطبيب
هي ليها آثار جانبية يادكتور
نزع الطبيب نظارته الطبية ثم أردف
بص ياجواد علشان اكون صريح معاك
دي بتكون خطېرة لو كان مدمن على اقبالها يعني فيه رجالة كتير بتاخد منها في حالة يعني صمت الطبيب قائلا
أكيد عرفت قصدي
اومأ برأسه وهتف
لا يادكتور دا حد حب يعمل مقلب مش لطيف مع جاسر فكنا عايزين نتأكد من نوع الحبوب بس
انطفأ وجهه ثم نهض متحركا سريعا للخارج توقف جواد يشكر الطبيب وتحرك خلفه
وصل إلى سيارته ونيران داخلية ټحرق دواخه وقلبه يصفعه بقوة
قدرت تخون جنى ياجاسر ازاي قلبك قدرت يعمل كدا كور قبضته يضرب فوق السيارة حتى وصل إليه والده
اركب ياله لازم اتحرك خلال ساعتين
استقل السيارة بصمت وقادها وهو يطالع الطرق بذهن مشتت وقلبا مفتت انتبه لحديث والده
اياك تقول لجنى لحاجة نظر لوالده بتيه وأردف
بابا ازاي وصلتلي الحبوب دي عمو باسم مستحيل يعمل كدا
باسم ميعرفش ياجاسر دي فيروز لعبت أكيد على مراته حتى ممكن مراته متعرفش بس ازاي حياة دخلتها البيت انت بتقول مشفتهاش يبقى فيروز اتفقت