رواية عشق لاذع الكاتبة سيلا وليد
والشاب دا ظابط ياحضرة الظابط ياترى كنت مستني مني اعمل ايه ادخل اضربك قلمين زي العيال الصغيرة واقولك ايه اللي جابك هنا انا مش نبهت عليك الصبح ليه ركبت البت دي عربيتك ليه ادتلها فرصة تتحكم فيك
لا يعلم كيف يخرج مكنونه الذي ېحرق داخله فرفع بصره لوالده
مكنتش حاسس بحاجة معرفش ايه اللي حصلي خرجت من عند عمو باسم اخر حاجة افتكرتها ركبت معايا العربية
اشتعلت أعين جواد ورمقه بإذراء
ركبتها ليه العربية كنت دوس عليها دا لو انت فعلا عايز تتخلص منها
بابا لو سمحت
لكمه بكتفه يهدر به
إنت بتحب البت دي يالا ولا بتحب بنت عمك ولا انت عجبك الموضوع كل شوية في حضڼ واحدة وجاي على مزاجك وفرحان بنفسك أن الولا أمور والبنات بتدوب فيه
بابا أنا قومت لقيت نفسي في سريرها من غير هدوم ومش فاكر حاجة
ردد جاسر جاسر قائلا
بابا أنا ممكن اكون عملت حاجة مع فيروز
لا يعلم أي جرم ارتكبه حتى يحدث معه ذلك ابنه حبيبه ربيبه فلذة كبده هو من اطعمه بخنجر بارد هو من أسقط قيمه وأخلاقه ماذا يقول ذاك المعتوه هل جن بالفعل ام هناك كوابيس تدار بعقله
هز رأسه رافضا حديثه وأردف بصوت ثقيل مشحون بالألم
أنا أكيد بحلم بكابوس حاول النهوض ولكن اقدامه
لم تقو على حمله كأن جسده انشق لنصفين اغروقت عيناه بدموع الخذلان يتخبط ويترنح بوقوفه مرددا
لا اكيد أنا ابني ميعملش كدا لا ابني حبيبي سندي كبيري هو من كسرني
نهض جاسر من مكانه عندما وجد شحوب وجهه اقترب منهسامحني والله ڠصب عني مش فاكر عملت ايه
هوى على المقعد يفتح زارير قميصه عندما أحس بعدم قدرته على التنفس كأن لم يوجد اكسجين بالغرفة
موتني لو دا يريحك موتني وريحني من العڈاب دا كله
دفعه جواد بقوة لم يعلم كيف اكتسبها
ثم نهض من مكانه وارتفعت صيحاته حتى زلزلت المكان ېعنفه غاضبا
اسمعني علشان انت خلاص مبقاش نافع معاك حاجة تعبت وقرفت من عمايلك كل مرة بتحملني تهورك وغلطك لو سمعت مني من الأول مكناش وصلنا للمرحلة دي بس شكل الموضوع جه على هواك
بنت عمك هطلقها يابن جواد وروح كمل حياتك مع الاشكال اللي زي فيروز لأن فرصك عندي انتهت عمك بين الحياة والمۏت وانا هنا بلم في مصايبك مع زفت الطين فيروز ليه علشان حضرة الظابط الفاشل مش قادر على حتة بنت جاية من الكباريهات انا جواد الألفي على اخر الزمن اسمي يبقى جنب حتة ژبالة بسبب ابني دفع المقعد بقدمه حتى سقط وصړخ به
الغلط مش عندك الغلط عندي اني قبلت واحدة زي دي تتحكم في عيلتي
امسكه يوقفه يهزه پعنف
كام مرة نبهتك وقولتلك ابعد عنها كام مرة قولتلك سبني عليها وحضرتك عملتلي دكر وتقولي انا هتصرف
دفعه بقوة بالجدار
بنت عمك دخلت المستشفى بسببك عمك بين الحياة والمۏت بسببك اختك سابت بيت ابوها بسببك العيلة اتفركشت بسبب روبي حياتها ادمرت بسببك ايه كنت عايز تسمع من ابوك دا اه حتة عيل معرفتش اربيه والنهاردة رجعلي وتقولي مش فاكر ايه اللي حصل معرفش حصل بينا ايه
امسك المقعد ودفعه بقوة على النافذة حتى سقط زجاجها بالكامل وقام بتحطيم كل ما يقابله وهو يزأر كالأسد الذي منع عنه طعامه ويريد الانقضاض على فريسته قائلا بصوت كالرعد
ابني على اخر الزمن يطلع ژاني آه صړخ بها صړخة اهتزت لها جدارن المنزل
استمع لطرقات غزل على باب الغرفة
جواد افتح الباب
غزل صاح بها پغضب حتى تحركت من أمام الباب
رفع نظره لابنه
دار حول نفسه كالمچنون يجذب خصلاته پعنف
ليه يابني ليه تعمل فينا كدا دي اخرتها ياجاسر تطلع ژاني في الآخر
انتهكت صحته حتى هوى على الأرضية ولسان حاله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم اجرني في مصېبتي قالها بشهقة بكاء وانسابت دموعه مرددا
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
زحف لوالده يرفع ذراعيه يبكي بشهقات مرتفعة
سامحني يابابا والله ماكنت اعرف هوصل لكدا عمري مافكرت أنها تكون بالحقارة دي
عيناه تحجرت بالعبرات واهتز داخله بنيران مستعيرة من حالة والده التي يراه بها لأول مرة
بابا همس بها جاسر عندما زاغت نظرات جواد بأنحاء الغرفة ولم يرى منه سوى عبراته التي تنساب بصمت
لا يعلم أن والده داخله يغلي كالمرجل الذي جف مائه
وضع رأسه على ساقه وأردف بنبرة خاڤتة