رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
آدم على شفاه السفلى بغيظ يحاول تمالك أعصابه حتى لا يرتكب بهذه الفتاة چريمة بينما فوزية فصاحت بها بنبرة مرتفعة بعض الشيء
_ بس مسمعش صوتك
فوزية محدثة آدم بإحراج بسيط
_ حقك علينا احنا يابني وشكرا مش عايزة اتعبك واعطلك على شغلك عن أذنك
ثم جذبت مهرة من ذراعها معها ووقفت تشير إلى إحدى السيارات الأجرة وفتحت الباب ثم أدخلتها هي أولا ودخلت هي
_ كان لازم تتعصبي أوي كدا يعني وتقوليله جربان ! بقى بزمتك واحد زي ده يتقاله جربان طيب هزقيه بحاجة صح حتى ! اوووف لا عيد الخناقة تاني لو سمحت
كان بانتظارهم أمام الطائرة رجل يرتدي زي رسمي وبمجرد وصول زوجها انحنى برأسه في احترام وابتسامة مشرقة فاكتفى عدنان بإماءة رأسه البسيطة ووقف قبل أن يصعد على الدرج المتدلي من الطائرة ينتظر صعودها هي أولا طالعته بنظرة خالية من أي تعابير ثم صعدت هي أولا وانحنى هو على ابنته يحملها على ذراعيه
حتى وصلا ودخلا تحركت في الردهة الصغيرة للطائرة حتى وصلت للمقاعد وكانت مقاعد محدودة وقليلة بعض الشيء لكنها رائعة من اللون البني والجلد الطبيعي
ركضت هنا باتجاه أحد المقاعد المجاورة للنافذة وقالت بانبهار وسعادة
_ اقعد هنا يابابي
ابتسم وانحنى عليها يلثم وجنتها هامسا بدفء وحب
تعلقت برقبة والدها وقبلته من وجنته بقوة في حب نقي يلمع بعيناها البندقية الصغيرة فزاد هو من ضمھا بحنان ثم ابتعدت وعادت تلازم مقعدها الخاص بجوار النافذة بينما جلنار فجلست على أحد المقاعد المجاورة لمقعد ابنتها على الجانب الآخر بعدما جلس عدنان هو بالمقعد المجاور لابنته تماما
_ نزلي رجلك
نظرت له وقالت بهدوء مستفز
_ نعم !
تأفف بقوة في عصبية مكتومة وألقى بالمجلة التي بيده على المقعد وهب واقفا ثم اقترب منها ومد يده يسحب فستانها على قدمها پعنف ليسترها ويقول بنظرة قاټلة وحادة
_ ياتقومي تدخلي الحمام وتغيري الزفت اللي لابساه ده يا تقعدي مظبوط
جلنار بسخط محاولة خفض نبرة صوتها
_ وإنت إيه اللي مضايقك اعتقد مفيش غيرنا في الطيارة
عدنان بنبرة رجولية ونظرة متقدة
_ طاقم الطيارة كله رجالة ياهانم وممكن في أي لحظة حد يدخل
انزلت ساقيها وجلست بطبيعية وهي تجيبه بتأفف وخنق امتزج بانفعالها
_ أهووو حلو كدا !!
استقرت في عيناه نظرة ثاقبة وهو يتفحصها بنظرها من من قمة رأسها حتى أطراف أصابع قدمها هدأت حدة نظراته قليلا وانتصب في وقفته ثم عاد إلى مقعده وسط نظراتها المستاءة له كانت هنا تتابع بعيناها الحديث المنخفض المشحون بطاقة سلبية بين والديها دون
أن تتمكن من سماع ما يقولون وعندما جلس أبيها بجوارها مرة أخرى ابتسمت بلطافة ليبادلها هو بابتسامته المعتادة التي تنضج بالدفء والحب
دقائق قصيرة مرت حتى بدأت الطائرة في الإقلاع وبلحظة ارتفاعها عن الأرض قبضت جلنار بيدها على ذراع مقعدها وارجعت رأسها للخلف مغمضة عيناها بقوة بعدما داهمها الدوار فجأة وتسارعت أنفاسها ونبضات قلبها بشكل مريب أثار القلق في نفسه
_ الفصل التاسع _
دقائق قصيرة مرت حتى بدأت الطائرة في التحرك وبلحظة ارتفاعها عن الأرض قبضت جلنار بيدها على ذراع مقعدها وارجعت رأسها للخلف مغمضة