رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
في غل وتصيح بهستيرية وعينان دامعة من فرط خنقها
_ لا مخلصتش إنت واحد كداب ياعدنان وأناني ومبتحبش إلا نفسك أنا بكرهك بكرهك ع
ابتلعت بقية حروف عبارتها على أثر صيحته الجهورية وهو يقبض على يديها التي تلكمه بها ليوقفها عن تصرفاتها الچنونية فيبدو أنها أيقظت الۏحش واخرجته من كهفه
_ بس اسكتي
_ والله بحبك وبعشقك يارمانتي ومفيش ست تقدر تملى عيني ولا تدخل قلبي غيرك افهمي بقى كفاية حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده !
لمست عباراته نقطة عميقة بقلبها واسعدتها لكن يظل عنادها وذلك الصوت الغاضب الملح يفسد كل
_ هنا فين
ضيق عيناه بدهشة من ردها وتصرفها ببرود دون أن تجيب بكلمة واحدة على كلماته حتى لو أبدت له كرهها المزيف كالعادة لكن تجاهلها عند عمد أثار جنونه وغيظه بينما هي حين لم تجد منه الرد قررت الصعود بنفسها للأعلى والبحث عن ابنتها لكن بعد أن خطت خطوة واحدة منه وجدته
التهم المسافة التي لا تحسب بينهم بلحظة للتراجع هي للخلف بسرعة واصطدمت بالجدار ليحاصرها بينه وبين الجدار صائحا بانفعال نابع من شوقه وتخبط قلبه من ألم فراقها
_ إنتي عايزة إيه بظبط عايزة تجننيني عاجبك الوضع اللي بقيت فيه بسببك مبسوطة وإنتي شيفاني بټعذب في بعدك ومن نفورك مني !!
للحظة يتفحص ملامحها المضطربة
والمستاءة ثم أكمل بعصبية متعمدا اغاظتها
_ غيرانة ليه دلوقتي وإنتي قولتي مبتحبنيش طلبتي الطلاق وصمتتي عليه وبعد كدا بتغيري عليا ومش عايزاني اعيش حياتي !
جلنار بثبات مزيف وعناد
_ مين قالك إني غيرانة أنا مش غيرانة !
لاحت ابتسامة مستنكرة فوق ثغره ثم رد بعينان كلها شراسة ولؤم مدورس
استشاطت غيظا وظهر ذلك في عيناها الحادة لكنها تصنعت عدم المبالاة وقالت ببرود مزيف على عكس اشتعالها من الداخل
_ اتجوز براحتك هو انا منعتك !
رأت نفس الابتسامة الساخرو مازالت ترتسم فوق محياه دون أن يتحرك أنشا واحدا فقالت بارتباك ملحوظ من قربه ونظراته
_ ممكن تبعد عشان اطلع لهنا !
لم يجيب وبقى ساكنا يحدثها ببرود وبسمة مستفزة فاغتاظت وقالت بحزم
_ عدنان بقولك ابعد عايزة اعدي
لم يكن ليلبي رغبتها إلا بسبب نزول الصغيرة على الدرج وهي تفرك عيناها دون أن ترى
شيئا وتهتف بنعاس
_ بابي
ابتعد عن جلنار والټفت لابنته ليقترب منها ويحملها فوق ذراعيه لاثما وجنتها ويردف بحنو
_ صباح الورد والياسمين يا هنايا
بقت جلنار واقفة لثواني قبل أن تتنهد بضيق وتقول
_ أنا هروح الحمام
ثم اندفعت إلى اتجاه الحمام وهي تزفر بعدم حيلة بينما هو فتابعها بنظراته مبتسما وأطلق تنهيدة حارة طويلة مغلوبة !!!
بمساء ذلك اليوم داخل قسم الشرطة تحديدا أمام غرفة الضابط كان ينتظر كل من عدنان وآدم خروج المحامي الذي لم يلبث سوى أربعة عشر دقيقة وخرج من الغرفة وهو يبتسم باتساع واقترب منهم ليقول
_ مبروووك أسمهان هانم هتطلع النهارده وترجع معاكم البيت
بدأ عدنان هادئا وواثقا تماما على عكس شقيقه الذي تملكته الدهشة والراحة وسأل بفضول
_ حصل إيه وإنتي هتطلع بالسهولة دي
هدر المحامي ببشاشة
_ الست اللي قالت إن أسمهان هانم بتساعدها غيرت أقوالها وقالت إنها كانت تعرف والدتكم وهي اللي كانت بتروح لأسمهان هانم وتطلب منها فلوس كمساعدة عادي وإن والدتكم متعرفش الفلوس دي لإيه والصور قالت إنها احتفظت بيها عشان تبتز بيها أسمهان هانم وكمان اعترفت إن هي اللي ورا شنطة المخډرات وهي اللي حطتها
آدم باستغراب وحيرة
_ غيرت كلامها ازاي كدا فجأة واحدة عملت كل ده عشان ټأذي ماما إيه اللي يخليها تغير رأيها !
_ ده اللي حاولت افهمه بس مقدرتش لكن المهم دلوقتي هو إن الحمدلله أسمهان هانم نتطلع دلوقتي وترجع معاكم
بسط آدم كفه لكي يصافحه وهتف مبتسما بسعادة داخلية
_ الحمدلله متشكرين يا متر
_ العفو وياريت تبلغوا سلامي لأسمهان هانم
ودعه بابتسامة عذبة وفور رحيله الټفت لأخيه فوجده يجلس فوق المقعد بجمود وبرود غريب فغصن حاجبيها وهتف
_ إنت هادي كدا إزاي
رفع عدنان نظره لأخيه وهدر بنفس البرود
_ المفروض أعمل إيه يعني أسمهان هانم طلعت ومبروك وادينا مستنينها
دقق آدم النظر في وجهه بتفحصه وكأنه يقرأ صفحة وجهه ويحاول اختراق عقله