رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
تركيزها منصب عليه لتخرج منها همسة بالأخيرة ساخرة وهي تبتسم
_ ومتتكلمش ليه جمبنا طلعت برا ليه ولا هو الموضوع مهم للدرجة !
بقت تأكل في نفسها من الغيظ والغيرة حتى عاد بعد دقائق فاستقرت في عيناها نظرات كلها امتعاض وخنق تصنع أنه لم يلاحظها وتجاهلها تماما ثم عاد لابنته وسأله عن جدها نشأت فاخبرته أنه ليس بالمنزل وخرج منذ الصباح الباكر
توقفت وقبل أن تخطو خطوة واحدة للأمام انتابها دوار شديد للحظة جعلها ترتد للخلف وكانت على وشك أن تسقط لولا يديه التي احاطتها بإحكام فحدقته مذهولة ورأت وجهه مشوشا بالبداية لكن عادت الرؤية لوضعها الطبيعي بعد ذلك وسمعت صوته القلق ونبرته الدافئة يسأله
فركت جبهتها بلطف وتمتمت بصوت خفيض
_ كويسة أنا هطلع ارتاح في أوضتي فوق شوية
تحركت وبعد خطوات بسيطة عاد الدوار من جديد ولحسن حظها هذه المرة أنها كانت بالقرب من الحائط فاستندت عليه وباللحظة التالية فورا وجدته خلفها يهمس بغلظة صوته الرجولي
_ مش هتقدري تطلعي وحدك تعالي هطلعك
_ إنت بتعمل إيه نزلني متنساش إننا اتطلقنا خلاص
رمقها بنظرة مستاءة ومخيفة بعد تذكيره بطلاقهم وهتف
_ منستش ومتنسيش إنتي كمان إنك لسا في فترة العدة
_ عدنان نزلني نزلني !
قال بخنق وغيظ منها
_ متقلقيش أول ما نوصل الأوضة هنزلك وامشي أساسا
_ نزلني بقولك !!
لم يكترث لأمرها وأكمل سيره حتى وصل لغرفتها ثم انزلها فوق الفراش طالعها بنظرة مغتاظة وعدم حيلة قبل أن يستدير ويهم بالانصراف كانت هي تثب واقفة من الفراش وتركض للحمام حتى تفرغ ما بمعدتها اسرع إليها ووقف عند الباب يطرق بقوة ويهتف بقلق
ردت عليه بصوت مبحوح وضعيف
_ أنا كويسة يا عدنان امشي
وأنا هنزل وراك
_ طيب افتحي الباب بقولك
قالها بانفعال بسيط ليسمعها تصيح بغيظ وعناد
_ مش هفتح قولتلك امشي
كور قبضة يده بغيظ يحاول تمالك أعصابه حتى لا ينفعل عليها وبقى أمام الباب ينتظرها لوقت حتى خرجت وهي تجفف وجهها وطالعته شزرا فبادلها نفس النظرة ثم استدار وانصرف قبل أن يفقد زمام أعصابه !
قليلة من رحيله خرجت جلنار من الحمام وهي تمسك بيده شريط صغير لاختبار الحمل فتلك الأعراض تكررت كثيرا منذ فترة لديها وبالأخص بعد تأخر الدورة الشهرية عنها طجعلها شبه متيقنة من أن هناك أمر ليس طبيعي
_ الفصل الثاني والستون _
تمكنت منها دهشتها لبرهة من الوقت وهي تتمعن في الأختبار الصغير لا تصدق ما تراه عيناها وأيضا هناك ابتسامة عفوية بدأت تشق طريقها لثغرها نفرت عن ذهنها بهذه اللحظة أي فرصة لأفكار عبثية وسخيفة قد تعكر عليها جمال اللحظة وسعادتها كأي أنثى وفقط راحت تفكر أنها سترزق بطفل ثاني عن قريب
اشرف وجهها من فرط السعادة وابتسامتها انفرجت باتساع لتظهر عن أسنانها الناصعة البيضاء وبيدها راحت تلمس بطنها
مبتسمة بقت على هذا الوضع لدقائق طويلة حتى سمعت صوت طرق الباب الخفيف ومن بعده انفتح وظهر أبيها الذي دخل بخطوات هادئة واقترب منها مبتسما يقول
_ عاملة إيه ياحبيبتي
جلنار بثغر متسع
_ الحمدلله يابابا كويسة
نشأت بنبرة جادة
_ عدنان كان هنا قبل ما آجي فعلا
_ آه جه يشوف هنا ويطمن عليها وبعدين مشي
تقدم منها باهتمام وسألها
_ بدرية قالتلي إنك تعبتي وهو طلعك على الأوضة هنا حصل إيه ياجلنار إنتي كويسة
ترددت في بادئ الأمر لكن سعادتها قادتها ولم تتمكن من ضبط لسانها الذي تحدث بفرحة وعينان لامعة
_ كويسة يابابا دوخت شوية بس وده أكيد بسبب الحمل
اتسعت عيني نشأت پصدمة وهدر
_ حمل !! إنتي حامل !!!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبتسم باتساع ليهيمن الذهول عليه للحظة قبل أن يضحك هو الآخر بفرحة صادقة ويضمها إلي صدره بحنو مقبلا شعرها ويتمتم
_ مبروووك يابنتي خلي بالك من نفسك من هنا ورايح وخدي معاد وروحي للدكتورة وتابعي معاها
_ النهارده بليل ان شاء الله هروح للدكتورة
أبعدها عنه وابتسم بمداعبة يسألها
_ تحبي اروح معاكي ولا هتاخدي عدنان
سكنت بشكل مريب عند ذكره لاسمه فضيق عيناه باستغراب وسألها بجدية
_ إيه إنتي مش عايزة تقوليله ولا إيه !!
التزمت الصمت ولم تجيب فن الرد