رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
لا يمكن أن يكون طبيعيا أبدا بل مريضا ويحتاج للعلاج النفسي
_ مټخافيش ياحبيبتي أنا مش هقربلك الليلة دي إنتي تعبانة ومرهقة بس بكرا هتكون ليلتنا
لم تجيبه وظلت تتطلعه بنفس النظرات وهي تبتعد فقط عنه لا ترغب بشيء آخر في هذه اللحظة سوى مغادرته وبالفعل بعد لحظة استدار وانصرف فتنهدت الصعداء براحة ثم فورا راحت تتجول بنظرها في أرجاء الغرفة تبحث عن أي ثغرة تمكنها من الهروب أو حتى شيء يساعدها على طلب المساعدة من أحد !
غادرت الصغيرة غرفتها بعد استيقاظها من النوم وقادت خطواتها الرقيقة تجاه غرفة والديها وهي تفرك عيناها من أثر النعاس
وقفت أمام الباب ورفعت قامتها الضئيلة لتتعلق بالمقبض وتفتحه ثم دخلت وتحركت بقدم غير متزنة إلى فراشهم
كان عدنان يلف ذراعه حول خصر جلنار من الخلف يحتضنها بحنو أثناء نومهم حتى شعر باليد الصغيرة التي تجلس خلفه على الفراش وتهزه من كتفه بإلحاح ثم سمع صوت ابنته وهي تقول متذمرة
فتح عيناه بخمول ثم الټفت برأسه لها وطالعها بعين نصف مفتوحة هاتفا
_ إيه اللي مصحيكي لغاية دلوقتي ياهنا
ردت بعبوس طفولي
_ مش عارفة أنام تعالى نام معايا يا بابي
فرك عيناه بنعاس وقال بخفوت
_ روحي ياحبيبتي وغمضي عينك وهتنامي
_ بابي متنامش يلا تعالى معايا كدا هزعل منك بابي
فتح عيناه مجبرا وزفر بنفاذ صبر ثم اعتدل في نومته واستقام جالسا يجيبها مغلوبا
_
خلاص صحيت تعالى
يلا لما نشوف اخرتها معاكي يا هنا هانم
نزلت من الفراش وحدقته بحب وسعادة غامرة ثم فردت ذراعيها وقالت بدلال طفولي
هب واقفا من الفراش ورمقها باستنكار ليقول
_ كمان !!
زمت شفتيها بعبوس تستعطفه بذكائها الطفولي وبالفعل نجحت حيث ضعف من مجرد نظرة وانحنى يحملها فوق ذراعيها ويقول
_ اديني شلتك أهو أي طلبات تاني ياسموك
ضحكت بصمت خشية من استيقاظ والدتها ثم مالت على وجنة أبيها وقبلته برقة هامسة في صدق
ابتسم لها بحنو أبوي ثم مال ولثم شعرها وجبهتها بعشق متمتما
_ وأنا كمان بحبك ياروح بابي
أسندت برأسها على كتفه في راحة بينما هو فألقى نظرة على جلنار النائمة قبل أن يغادر بابنته ويتجه بها إلى غرفتها
تلفتت حولها وهتفت منادية عليه بصوت ناعم
_ عدنان عدنان !
بصباح اليوم التالي
وصلت إلى غرفتها ودخلت ثم اقتربت من الفراش وقبل أن تهم بالجلوس فوقه تسمرت مكانها حين رأت فستان الزفاف المفرود فوق الفراش بأكمله أصيبت بالذهول للحظة وظلت تحدق به بعدم استيعاب حتى شعرت بذراعيه تطوقانها من الخلف ويهمس بجانب أذنها في غرام
_ إيه رأيك عجبك
التفتت له وقالت بسعادة وعينان لامعة
_ كتييير حلو يا حاتم ما توقعت إنو إنت ياللي تفاجئني وتجيب فستان العرس
حاتم بنظرات ماكرة مبتسما
_ عقبال الليلة الكبيرة ياحبيبتي
ابتسمت بخجل وردت في خفوت
_ متبقي يومين
بس على العرس
_ أنا بقى اليومين دول بنسبالي سنتين صدقيني عايز اعمل الفرح النهارده قبل بكرا
احتضنت كفه الضخم بين كفها الناعم
وجنته هامسة
_ وأنا متلك متحمسة ياحبيبي هانت خلاص
انحرفت نظراته على الفستان وقال بعبث
_ بقولك إيه ما تقسيه خليني اشوفه عليكي
ضحكت وردت بالنفي التام
_ تؤتؤ ما بيصير راح تشوفني بيه يوم العرس
_ أه شغل suspense يعني وكدا !
نادين ضاحكة
_ بالضبط قلي صحيح شو أخبار المشروع
حاتم بنبرة رزين
_ تمام كل حاجة زي الفل الحمدلله
طالعته مطولا ثم سألت بترقب
_ وعلاقتك إنت وعدنان شو وضعها لحد هلأ لسا في مشاكل ما بينكم
تنهد بقوة ثم قال في إيجاز
_ لا يا نادين أنا وعدنان مفيش بينا غير الشغل حاليا وأنا مش عايز يكون في أكتر من كدا وهو كذلك!
في إيطاليا
تعلقت هنا بيد أبيها وسألته بفضول طفولي
_ بابي احنا رايحين فين
_ هتعرفي دلوقتي ياحبيبتي
كانت تسير جلنار بجوارهم في صمتت وتتجول بنظرها في كل شيء من حولها بإعجاب وابتسامة رقيقة وحين وجدته يتجه بهم إلى مرسى المراكب توقعت نوع الرحلة هذه المرة ماذا ستكون فالتفتت له وابتسمت بصمت
وبالفعل بعد دقيقة من السير توقفوا أمام يخت مائي متوسط الحجم لكنه فخم وجميل ثم صعد هو أولا بابنته ولحقت هي بهم
جلست على الأريكة البنية الوثيرة وظلت تحدق أمامها بصمت حتى لفت نظرها الطاولة الممتلئة بمختلف المأكولات البحرية المفضلة لها ولصغيرتها فضحكت واستقامت واقفة لتقترب منه وتهتف
_ وياترى بقى ناوي تخلينا نقعد قد إيه في اليخت هنا !
غمز لها بخبث وتمتم
_ زي ما تحبي لو عايزة نقضي الليلة هنا إنتي تؤمري بس
لفت ذراعها حول رقبته وبأنامل يدها الأخرى راحت تعبث بقمصيه في غنج هامسة
_ أنا عايزاك إنت وبس
دنى منها وقال بنظرة راغبة وهائمة
_