رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
بذلك اليوم ولو لمرة واحدة فقط بقت عابسة وبائسة وهي تجلس بجواره وينهون مراسم زواجهم التي انتهت بإعلانهم زوج وزوجة من مأذون الڼكاح بعد اتمام زواجهم على الطريقة الشرعية وسنة الله ورسوله
القى بها والدها من الهاوية ولم يبالي ليتركها تعاني هي وحدها من زوج لم يحبها حطم أحلامها كأي فتاة تمنت أن تتزوج من فارس أحلامها أو الرجل الذي تريده
عودة إلى وقت سابق قبل أربع سنوات
فتح عدنان باب المنزل وتنحى جانبا حتى يفسح لها الطريق للدخول أولا دخلت بخطوات مرتبكة وتجولت بنظرها في أرجاء المنزل الذي تراه للوهلة الأولى ويبدو أنها ستعيش به من الآن وصاعدا كانت الوان الحوائط كلها من إحدى درجات اللون الأبيض المميزة والأثاث فخم ومثير للإعجاب رغم كل
انتبهت لصوته الخاڤت من خلفها وهو يقول
_ لو في حاجة مش عجباكي وحابة تغييرها براحتك ده بيتك واعملي فيه اللي تحبيه
التفتت له برأسه وطالعته بصمت وخنق ثم ابتعدت وقادت خطواتها إلى الدرج تصعد للطابق الثاني ثم دخلت لأول غرفة وجدتها أمامها ولحسن حظها أنها كانت غرفة نومهم أو نومها بمنظورها هي جلست فوق الفراش وراحت تتلفت حولها تتفحص الغرفة بفتور وبؤس وبلحظة امتلأت عيناها عندما تخيلت أنها ستعيش هنا مع ذلك الرجل كيف ستسمح له بلمسها من الأساس وهي تعلم جيدا سبب تقربه منها إذا فعل !
_ مالك يا جلنار !
_ متلمسنيش !
ضم ذراعه له وأجابها بنظرة ثاقبة ولينة
_ جلنار أنا مستحيل اذيكي ولا يمكن المسک أو اقربلك أبدا وإنتي رافضة اطمني ومتقلقيش أنا مش هقربلك
اشاحت بوجهها عنه للجهة الأخرى وقالت بصوت مبحوح تخفي دموعها عن أنظاره
تنهد بخنق وعدم حيلة وبداخله توعد لنشأت فلو كان يعلم أنها لا تريده بهذا الشكل لم يكن ليكمل الزواج أبدا لكن أبيها خدعه وأجبر ابنته على الزواج منه !
استقام واقفا وقال بنبرة دافئة
_ طيب تصبحي على خير أنا هنام في الأوضة التانية لو احتجتي حاجة اندهي عليا
لم تجيبه ولم تنظر له بل تجاهلته تماما كأنه نكرة وحين سمعت صوت الباب يغلق من جديد عليها فاڼهارت في البكاء من جديد لكن هذه المرة بصمت حتى لا يسمعها مرة أخرى
انتشلها من بحر ذكرياتها نفس الصوت صوت عقابها ! اعتدلت في نومتها والتفتت له
مبتسمة بهدوء ليدخل بجوارها في الفراش ويسأل باستغراب
_ سرحان في إيه !
عادت وحدقت بالخاتم في تنهيدة طويلة وقالت
_ بفتكر يوم جوازنا وأول يوم لما دخلت البيت
سكت وعبست ملامحه يستعيد أحداث تلك الليلة بالتفصيل ثم أردف ببحة مميزة
_ كنت متعصب جدا وتاني يوم روحت لنشأت واتخانقت معاه إنه مبلغنيش إنه غضبك وإنك رافضة الجواز مني ومش عايزاني
جلنار باسمة ببعض الاستنكار
_ وإنت كان هيفرق معاك في إيه !
رمقها متعجبا ببعض الدهشة من ردها وقال بخشونة
_ هيفرق طبعا ياجلنار مكنتش هجبرك تتجوزيني ومكنتش هقبل يعني كنت هلغي الجوازة تماما لو كنت اعرف
اعتدلت حتى أصبحت مواجهة له مباشرة وقالت بنظرات ثابتة في عيناه وبقوة
_ طيب
ما أنت أجبرتني ياعدنان ورفضت تطلقني لما طلبت منك الطلاق
لم يتردد للحظة في إجابته حيث قال دون تفكير في نظرة عميقة
_ ده عشان حبيتك بعد كدا ياجلنار واتعلقت بيكي فمكنتش قادر أتقبل فكرة إني اسيبك أو ابعدك عني
توقف للحظة ثم تابع بعاطفة ونبرة كالحرير
_ أنا قولتلك قبل كدا إني إناني في حبي للأسف يعني لما بحب برفض فكرة الفراق تماما عايزك تكوني ليا لوحدي وبس ومفيش جنس مخلوق يبصلك ولو اقدر اخبيكي في قلبي من عينهم هعمل كدا عشان كدا مش بتخلى ورفضت اتخلى عنك واطلقك
ابتسمت ثم قالت بترقب لرده
_ طيب نفترض إني طلبت منك تسيبني في مرة عشاني أو إني مش عايزاك أو
منعها من استرسال حديثها وقال بحزم واستياء بسيط في نبرته
_ مستحيل يا جلنار وعايزك تفهمي حاجة واحدة احنا مخلوقين لبعض يارمانتي يعني مفيش حاجة هتقدر تفرقنا نهاية الحكاية محتومة من بدايتها
طالت النظر إليه بعشق ثم ارتمت عليه وعانقته بحرارة وقوة ليبتسم هو بحب ويضمها إليه أكثر وبعد ثواني معدودة اخترقت همستها أذنه بالكلمة المنتظرة والتي يتوق قلبه لسماعها
_
بحبك ياعدنان !
_ الفصل الثالث والخمسون _
حالة من الذهول تمكنت منه وخلقت سكونا تاما على الأجواء أذناه لا تستوعب ما