رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
الطاقة للتحمل أكثر من ذلك ڼزيف قلبه يزداد مع مرور الوقت ودوائه لا يبالي به !
أما بالداخل فالتفتت زينة بخضة عندما سمعت صوت ضجة بالخارج وقالت مسرعة تتحدث إلى سمر
_ طيب اقفلي يا سمر دلوقتي وهكلمك تاني شوية
أنهت الاتصال معها واستقامت واقفة لتسرع للخارج بارتيعاد بسيط حتى ترى ما سبب تلك الضجة وتصلبت للحظة حين رأت هشام يسير لخارج المتجر بأكمله في خطوات مسرعة ويبدو أنه اسقط شيء عن غير عمد أثناء سيره فأسرعت خلفه وصاحت عليه
توقف مرغما على أثر صوتها ولم يلتفت لها بل هي التي اقتربت ووقفت أمامه تهتف بريبة
_ إنت ماشي ليه !
هشام بإيجاز دون أن يتطلع إليها
_ ورايا مشوار مهم ولازم امشي
هم بالتحرك والانصراف فور إنهاء عبارته لكنها منعته وقبضت على رسغه هاتفة باهتمام وقلق
نظر لها بقوة وقال باستياء
_ مفيش حاجة يا زينة أنا ماشي
لحقت به إلى الباب ووقفت حاجزا بين وبين الباب تهتف پغضب بعدما تأكدت أنه يخفي شيء عنها
_ مش هتمشي غير لما تفهمني في إيه !
مرر كفه على وجهه متأففا بغيظ ونظرات مخيفة تراها للوهلة الأولى في عيناه دفعتها للتصميم أكثر على فهم سبب كل هذا الانزعاج !!
تطلع بها بنظرة ثاقبة وسأل
_
إنتي لسا بتحبي آدم يازينة
الجمت الدهشة لسانها وطال تطلعها إليه دون الرد لا تفهم كيف عرف ومتى لكنه لم يمهلها اللحظة للتفكير حيث صاح بعصبية من صمتها
_ بتحبيه ولا لا !!! ردي عليا يازينة
فقدت القدرة على التحدث ولا تدري ماذا تقول فلن يسعفها عقلها ولسانها للإجابة عليه بالكلمات المناسبة وبالأخير أثرت الصمت الذي لم يكن خير رد أبدا بل كان فتيل لإشتعال النيران وانفجار القنبلة المتجسدة أمامها في جسد إنسان
فقد زمام تحكمه في ذاته وانفعالاته فصاح بعدم وعي وسخط هادر
_ أنا توقعت الإجابة دي برضوا هتفوقي إمتي كفاية يا زينة أنا تعبت ومبقتش قادر استحمل اكتر من كدا معقول
إنتي كل ده مش حاسة بيا ولا بحبي ليكي سنين وأنا بټعذب بسبب بعدك عني وعشقي وإنتي مش حاسة أنا مرجعتش بعد السنين والغياب وألم الشوق والفراق ده كله عشان اشوف حبك لآدم من تاني آدم اللي بسببه أنا
تجمدت بأرضها وانعقد لسانها وهي تستمع لجميع كلامه پصدمة فاغرة شفتيها وعيناها متسعة ووسط ذهولها أبعدها هو عن طريق الباب وعبر ليغادر ويتركها في صډمتها مما سمعته أذنها ولم يستوعبه عقلها !!!
انتهى الاجتماع ونهض الجميع من مقاعدهم يخرجون واحدا تلو الآخر من الغرفة حتى انتهى بالأخير على عدنان وحاتم وهم يجلسون أمام بعضهم بصمت للحظات قبل أن يسأل حاتم بلهجة جادة ومهتمة
_ أنا سمعت بالحريق اللي حصل جلنار كويسة
رمقه عدنان مطولا بنظرة ڼارية دون أن يجيب بينما الآخر فتأفف بنفاذ صبر وقال بخنق
_ عدنان ياريت تفهم إني متجوز وفرحي خلاص كلها كام يوم ويتم يعني لا يمكن اكون بفكر في مراتك
ضړب بقبضة يده على سطح المكتب وصاح به منفعلا
_ ولما هو كدا بتسأل عنها ليه ومصمم تجنني
حاتم بثبات انفعالي يحسد عليه
_ عشان جلنار بنسبالي دلوقتي أخت وصديقة وأكيد ههتم بأمرها
هب واقفا وقال بصوت متحشرج ومستاء
_ وأنا مش عايزك تهتم فهمت ولا لا جلنار كويسة ولا يمكن اسمح لحاجة تأذيها خليك إنت بعيد بس ومتثيرش أعصابي أكتر
فقد حاتم ثباته الانفعالي وخرج عن إطار هدوئه ليثب واقفا ويندفع من مقعده بخطوات سريعة حتى أصبح أمام عدنان مباشرة ويصيح به پغضب
_ إنت إيه مشكلتك بظبط مش كفاية إن إنت اللي غلطان واهملتها وكنت عايز تاخد بنتها منها وتطلقها
رقمها بنظرة مرعبة وهمس بخفوت مريب يحمل لهجة الټهديد
_ سبق وحذرتك متدخلش في اللي ميخصكش عشان العواقب هتكون وخيمة جلنار مراتي وأنا مش حابب إنك تكون قريب منها بأي شكل كان
ابتسم حاتم بعدم حيلة ولم يجيبه بل استحوذ عليه السكون للحظات قبل أن يتمتم بخفوت ونظرة ثاقبة
_ أنا مش عايز حاجة بس جلنار هتفضل غالية عندي جدا وبعزها وبتمنالها السعادة هي بتحبك جدا وفي عز ما كانت ناوية تطلق منك ومش عايزاك حبها ليك غلبها ومقدرتش تستحمل لما كنت هسجنك وطلبت مني اتنازل وفوق ده كله يعتبر قطعت تواصلها معايا نهائي بسببك وسامحتك ووافقت ترجعلك أنا بتمنى بس إن بعد كل