رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
نشأت الرازي
كان يجلس على الأريكة ويتنقل بنظره بين أرجاء الغرفة يتفحصها بتدقيق للمرة الأولى يدخل غرفتها بمنزلها هنا كان طلاء الحوائط ممتزج ما بين اللون الأحمر والأبيض والأثاث كله من اللون الأبيض حتى الأرضية والسجاد وفوق الفراش بالضبط صورة عريضة وضخمة لها وهي ترتدي ثوب طويل وبأكمام طويلة من اللون البني وفوق رأسها قبعة شمسية لونها أبيض ومن خلفها مياه البحر وشعرها يتطاير حولها بعفوية
الصورة وبقى يتأملها لوقت طويل مبتسما بغرام عيناه تتفحص كل أنش في الصورة وكأنه يحفر أدق تفاصيلها في عقله حتى لا تغادره أبدا
خرجت هي من الحمام بعدما انتهت من حمامها الدافيء
فتصلبت مكانها عندما رأته شاردا بصورتها وعلى شفتيه تلك الابتسامة ظنته لا يشعر بها أساسا لكنه خيب ظنها وتمتم دون أن يحيد بنظره عن الصورة
رمقته بعدم فهم فاستقام واقفا وتقدم منها ثم قال غامزا بعشق
_ اللي في الصورة رمانتي !
ابتسمت له باستحياء وخطفت نظرة سريعة للصورة ثم قالت بصوت أنثوي ناعم
_ الصورة دي كانت في Holiday بعد ما خلصت آخر سنة جامعة وبابا أخدنا أنا وماما الله يرحمها وعملنا refresh للمود ومن الضغوط وكل حاجة كانت أجمل أجازة قضتيها والصورة دي ماما أصرت عليا اتصورها وبعدين بابا عملها بالشكل ده وعلقهالي في أوضتي هنا
_ عقبال honeymoon بتاعنا يارمانة
قهقهت بقوة واجابته بدهشة بسيطة
_ honeymoon مرة واحدة
_ إنتي الإجازة بتاعتك holiday لكن أنا دي هي العطلة بتاعتي
ابتسمت له بعاطفة جياشة رغبت لو تقترب أكثر وتزيح العوائق التي بينهم لكن خۏفها يستمر في تعكير صفو حياتها وتستمر في التفكير هل قد يكون مازال يحب فريدة حتى الآن أم أنها غادرت قلبه كما غادرت حياته ولا تزال تفكر بكلام جميلة قلبها وعقلها يحثانها على فعل شيء سخيف حتى تريح نفسها من كثرة التفكير وتنهى عڈابها لكنها حتى الآن ترفض ذلك الاختيار !!!
بعد ساعات كان يجلس على الفراش ويستند بظهره على ظهر الفراش وهي تضع رأسها فوق صدره ساكنة تماما وتفكر بكلامه في الصباح لتسأله بتلقائية
_ اتأكدت إذا كانت جميلة هي اللي ورا الحريق ولا لا
تشنجت عضلات وجهه فور نطقها لاسمها ليوميء برأسه في إيجاب هامسا
_ أيوة هي اللي عملت كدا
اعتدلت جلنار في نومتها وهتفت بفضول
أخذ نفسا عميقا ورد باسما بنظرة شيطانية مريبة
_ هتعرفي بكرا يا رمانتي اعملي حسابك عشان هتيجي معايا بكرا الشركة
تمتمت بقلق وعدم اطمئنان من نظرته
_ عدنان إنت ناوي على إيه !
مال عليها ولثم وجنتيها بحب هامسا في هدوء أعصاب مريب
_ هاخد حق مراتي
_ طيب قولي حتى هتعمل إيه !
_ تؤتؤ surprise
_ إيه هو إنتي خاېفة عليها مني ولا إيه
تطلعته بنظرة ساخرة ثم هدرت بثبات
_ لا طبعا واخاڤ على واحدة زي دي ليه أنا بس قلقانة من اللي بيدور في دماغك
قبل شعرها بحنو وتمتم
_ لا متقلقيش وخليكي واثقة فيا !
هزت رأسها بالإيجاب ورفعت جسدها قليلا حتى تصل لوجهه وطبعت قبلة عميقة فوق وجنته ولحيته ليبتسم لها بلؤم وعشق ثم مد يده ليغلق ضوء الغرفة !!!
بصباح يوم جديد ومختلف تحديدا داخل غرفة مكتب عدنان الخاصة بمقر الشركة
كان يجلس فوق مقعده أمام المكتب وجلنار كانت تجلس على الأريكة واضعة ساقا فوق الأخرى وبين كل لحظة والأخرى تنظر له ومنتظرة منه تفسير لسبب وجودها هنا وانتظارهم للشيء المجهول بالنسبة لها لكنها بكل مرة تنظر فيها إليه يشير إليها بأن تنتظر لبعض الوقت
مرت خمس دقائق حتى انفتح الباب وظهرت من خلفه جميلة تقدمت خطوتين پخوف
وارتيعاد
فقد علمت في الصباح فقط أن أمرها انكشف والجميع عرف بأنها المتسببة في ذلك الحريق حتى أنها حاولت الهروب لكنها لم تستطيع وفشلت
وقفت بمسافة بعيدة عن عدنان بالأخص وهي تتحاشى النظر إليه في خوف بينما جلنار فأخذت تتطلع إليه بعدم فهم وتعود وترمق جميلة پغضب شديد فوجدت زوجها يهب واقفا من مقعده ويتقدم باتجاه جميلة حتى وقف أمامها مباشرة وهتف بنظرات مظلمة ومرعبة
_ لعبتي في عداد عمرك ياجميلة وأنا محدش يلعب معايا خلينا متفقين إني مكنتش متوقع أبدا إن توصل بيكي الجراءة والشجاعة إنك تحاول تقربي من مراتي وتأذيها
وزي ما إنتي خالفتي توقعاتي عقاپي كمان هيكون غير متوقع بالنسبالك
كانت تتطلع إليه برهبة وقلبها يرتجف من الړعب وعيناها بدأت بزرف الدموع حتى سمعته يكمل بالجملة التي سقطت عليها كالصاعقة
_ بس قبل ما عقاپي يبدأ في عقاپ تاني مميز ليكي وهيكون من جلنار هي اللي هتقرره وأي كان العقاپ اللي هتختاره هيتنفذ !!!
_ الفصل الخمسون _
صمت قاټل ملأ الغرفة بأكملها من بين نظرات الدهشة والخۏف والڠضب بعد الجملة الأخيرة التي تفوه بها وهو يترك حرية اختيار العقاپ لزوجته !
لحظة