رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
لتدخل وترمقه شزرا أما هو فضيق عيناه مدهوشا ومتعجبا من دخولها المفاجيء ونظراتها له فانهى مكالمته الهاتفية وانزل الهاتف ليهتف بريبة
_ في إيه !
اندفعت نحوه وقالت بغيظ
_ مع مين كنت عم تتكلم
!
أجابها مستنكرا يرفع حاجبه
_ نعم !!
نادين بغيرة حاړقة
_ إنتي بتتصنتي عليا يا نادين !!!
نادين بثبات
_ لا مرأت من قدام الغرفة بالصدفة وسمعتك
مسح على وجهه مبتسما بعدم حيلة ثم رمقها بجدية وهتف
_ نادين احنا مش امبارح اتفقنا إننا هندي لبعض
فرصة لغاية ما نهدى كويس انتي عايزة تحصل مشكلة تاني يعني !
بنظرة جانبية ومغتاظة
_ أنا ما راح سوى مشكلة بدي اعرف بس مع مين كنت عم تحكي
تنفس الصعداء مبتسما وقال بهدوء
_ دي فرح بنت خالتي
نادين بتأكيد
_ فرح بنت الخالة فاطمة
_ أيوة عرفتي إزاي !
نادين بامتعاض
_ هي خبرتني ليش كنت عم تحكي معها بقى !
_ كنت بطمن عليها يا نادين عشان راجعة بكرا
هتفت بدهشة
_ عن جد أي توصل بالسلامة
تنهد بقوة ثم مد أنامله لخصلات شعرها يملس فوقها بحنو بعد أن استشعر موجات الغيرة القاټلة والغيظ منها وتمتم بلؤم
_ خلينا نقلل الغيرة دي شوية ياحبيبتي فرح أختي الصغيرة ده غير إن أنا خلاص اتدبست للأسف يعني مفيش مفر للهروب
_ للأسف شو بتقصد يعني بتقصد إنك ما بدك ياني صحيح !!!
ابتعد عنها واتجه إلى خزانته لكي يخرج ملابسه وطالعها بنظرة جانبية غامزا في خبث
_ أنا حاليا مش عايز حاجة غير إن خالك يرجع عشان زهقت
تلونت وجنتيها بالاحمر القاتم وحاولت حجب ابتسامتها الخجلة بصعوبة ففشلت بالأخير بينما هو فنزع عنه التيشيرت حتى يقوم بارتداء القميص فصاحت به مدهوشة وبخجل
استدارت وهمت بالمغادرة لكنه اسرع خلفها وجذبها من ذراعها لتدور بشكل تلقائي شهقت وطالعته بدهشة وتوتر حتى سمعته يغمغم بابتسامة لعوب ونظرات جريئة
_ خليكي ولبسيني الكرافتة عشان بتتعبني ومش بعرف اظبطها بسهولة
تصاعد هرمون الإدرينالين وأبعث الحرارة في جسدها كله حتى أنها لم تنتبه لكلامه جيدا وكذبه بأنه لا يعرف كيف يرتدي ربطة العنق جيدا وردت بعفوية وخجل شديد
حاتم متلذذا بضحكة ماكرة وهو يميل عليها
_ أنا هقولك
تطلعت بعيناه ولوهلة شعرت باقترابها من الهاوية وأنها ستفقد وعيها إن استمر هذا الوضع للحظة أخرى اتقذتها فاطمة التي فتحت الباب على حين غرة غير متوقعة ما ستراه بالداخل وحين وقع نظرها عليهم اتسعت عيناها وفغرت فمها بذهول أما حاتم فابتعد بسرعة عن زوجته ! وابتسم ببلاهة في اضطراب ليهتف متصنعا البراءة
_ طبعا أنا لو حلفتلك إنها كانت هتساعدني في ربط الكرافتة مش هتصدقيني
رغبت نادين بتلك اللحظة أن تنشق الأرض وتبتلعها ليتها لم تدخل له كان وجهها كله أشبه بالطماطم الحمراء ولا تتجرأ على رفع نظرها عن الأرض أمام فاطمة بسبب الوضع المحرج التي وجدتهم به
لم تتمكن من تحمل الموقف أكثر حيث اندفعت للخارج راكضة بسرعة دون أن تتفوه ببنت كلمة أما فاطمة فحدقت بحاتم في ڠضب وصدمة
_ ايه المنظر اللي إنت فيه ده !
حاتم ضاحكا
_ إيه إنتي دماغك راحت فين يافطوم مفيش حاجة والله وبعدين هي مش مراتي
فاطمة بصرامة
_ مراتك فعلا بس الكلام ده بعد الفرح يا أستاذ حاتم هدر بعبوس
_ حرام عليكي
يعني هتبقى إنتي وخالها عليا اللي مش عايز يرجع ده عشان نعمل الفرح ونخلص من حظر التجوال اللي فرضاه علينا
اقتربت منه وضړبته فوق ذراعه بخفة تتصنع الحزم وتخفي ابتسامتها
_ بس كفاية كلام المهم اتصالحتوا ولا لا
_ يعني
فاطمة بحيرة واستنكار من رده الغير صريح
_ والله بعد اللي شوفته ده ومتصالحتوش
جذب ملابسه وانحنى على رأس خالته يطبع قبلة سريعة هاتفا بضحكة ساحرة متجاهلا جملتها
_ أنا هدخل الحمام اكمل لبس عشان متأخر يا فطوم
زفرت مغلوبة على أمرها وتابعته مبتسمة حتى اختفى عن أنظارها داخل الحمام فاستدارت وانصرفت
يجلسون حول الطاولة يتناولون وجبة الإفطار والصمت يغلف الأجواء بينهم عيني عدنان لا تحيد عنها يستمر في التحديق بها بضيق فهي منذ استيقاظهم ولا تتطلع بوجهه حتى تتجنب الحديث معه أو الأقترب منه وبات الوضع پخنقه ويزعجه حقا لا يفهم سبب تجاهلها له أهو بسبب جميلة أم أن هناك سببا
آخر لا يعلمه !
بعد دقائق انتهوا من طعامهم واستقامت هي واقفة لتبدأ
في نقل الصحون إلى المطبخ بينما الصغيرة هنا اتجهت إلى المرحاض حتى تغسل فمها ويديها هب هو واقفا وحمل بكل يد صحن ثم سار بهم إلى المطبخ خلفها
وضع الصحون فوق الرخام وجذبها إليه حين وجدها ستهم بالمغادرة كما تفعل منذ الصباح إلى أي مكان يدخل إليه وتكون موجودة
رمقها مستاءا
وهتف
_ بتتهربي مني ليه يا جلنار إيه اللي حصل فهميني !!
طالعته مطولا في صمت وحين تجمعت الدموع في عيناها