رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
ميخصكش هتندم وهتشوف ال مني بجد وأنا متأكد إن ده مش هيعجبك عشان كدا خليك في حالك وطلع جلنار من دماغك لأن لو حسيت بس إن عقلك فكر فيها لمجرد التفكير مش هرحمك
ابتسم حاتم بتشفي في إثارة غيظه وللأسف لم يرضيه هذا القدر وقرر سكب المزيد من البنزين فوق النيران حيث رد ساخرا بثقة وعدم مبالاة _
_ مش هتعرف
_ يبقى لسا متعرفنيش
بتلك اللحظة انفتح الباب ودخلت جلنار بتلقائية ظنا منها أن زوجها فقط الموجود هنا لكنها تسمرت مكانها پصدمة عندما رأت حاتم واستغرقت وقتا تنقل نظرها بينهم في عدم استيعاب لوجودهم معا وساد الصمت بينهم حتى لمحت الأوراق والملفات الموضوعة فوق الطاولة أمامهم لتدرك أن كلاهما تنازل أخيرا ووافقوا على العمل لتبتسم بخفة في سعادة داخلية وتهتفت متنحنحة برقة _
وقبل أن تستدير وتنصرف من جديد انتبهت للأجواء الشرسة المشحونة بينهم وتأهب زوجها كالأسد للانقضاض على حاتم فأخذت نفسا واخرجته زفيرا متهملا ثم اقتربت منه ومالت على أذنه تهمس في نعومة وابتسامة ساحرة _
_ اهدى وبلاش تعمل مشكلة عشان خاطري وبالمناسبة شكرا
تابعها بنظره وهي تستدير وتبتعد عنه مغادرة الغرفة بأكملها وبعد ثلاث ثواني بالضبط رجع بعيناه إلى حاتم الذي كان يتابع ما يحدث ببرود ونظرة متهكمة فكتم جموحه بصعوبة وجلس فوق مقعده من جديد هاتفا في صرامة _
حاتم باسما بخبث _
_ بظبط لازم كل حاجة تاخد على قد حجمها
طالت نظرات عدنان الملتهبة له يقسم أن لو بإمكان النظرات أن ټحرق لحرقته مكانه تابع حاتم بنبرة جادة وملامح حازمة _
_نبدأ في الشغل !
لم يجيب وفقط استمرت نظراته نفسها يحدقه بها يجاهد لتهدأ
خرجت زينة من غرفتها شبه مجبرة بعدما أخبرتها أمها أن آدم بالخارج جاء
ليطمئن عليها حاربت أصوات قلبها العالية بأنها نست ذلك العشق منذ زمن وأصرت على الخروج له لتثبت لنفسها أنها لم تعد تكن له المشاعر
منه هو ووالدتها ترسل له ابتسامة منطفئة أما آدم فقد رمق خالته بعتاب أنها أخبرتها بوجوده رغم أنه طلب منها ألا تخبرها
تطلع لزينة وابتسم بعذوبة هامسا _
_ عاملة إيه يازينة
زينة بهدوء وثبات مزيف _
_ كويسة يا آدم إنت عامل إيه وخالتو وعدنان
رد عليها بخفوت جميل _
_كويسين
لم يكن يرغب برؤيتها مازال يخشى عليها من الآم العشق وكان ينوي الزيارة فقط ليطمئن عليها من خالته ويرحل لكن هذا ما حدث !!
نهضت ميرفت من جوارهم واتجهت لباب المنزل بعدما ارتفع صوت رنين الجرس ولم تكن سوى لحظات حتى دخلت ميرفت ومعها هشام وهم يضحكون بعفوية لكن اختفت البسمة من فوق ملامحه فور رؤيته لآدم وحل محلها الانزعاج المغلف بقناع الجمود
ظهر القليل من الدهشة على آدم لكنه سرعان ما ابتسم وقال بعذوبة _
_ حمدالله على السلامة يادكتور ازيك
ارتفعت ابتسامة متكلفة فوق ثغر هشام وصافح آدم مجيبا _
_ الله يسلمك
اقترب هشام وتعمد الجلوس على المقعد المجاور لزينة التي كانت تختلس النظرات خلسة إلى آدم بين كل لحظة والأخرى مما جعل نيران الجالس بجوارها تلتهب ويصب ذلك اللهيب في نظراته على آدم تجاهل آدم نظراته لكنه فشل في كبت ابتسامته الصافية وقرر بالأخير إنهاء تلك الجلسة التي بدأت تأخذ منحني سلبي ليهب واقفا ويقول معتذرا _
_ طيب أنا هستأذن بقى يا خالتو عشان ورايا شغل ومش هينفع أتأخر عليه
استقامت ميرفت وعانقته مودعة إياه بحنو _
_ ماشي ياحبيبي روح وخلي بالك من نفسك وسلملي على اخوك وقوله خالتك زعلانة منك
ضحك وقال مازحا _
_ لو عرفت اتلم عليه بقى لاحسن الباشا محدش بيشوفه أساسا
بادلته الضحك ثم تابعته وهو يسير للخارج تجاه الباب وباللحظة التالية كان هشام يستقيم واقفا ويلحق به للخارج وسط نظرات زينة وميرفت المتعجبة
_ آدم !
كان صوت هشام الغليظ والذي أوقفه عند الباب تحديدا قبل أن يخرج ليلتفت له بجسده كاملا ويتطلع باستفهام فيقترب هشام منه ويقف بمقابلته مباشرة هاتفا في حدة وغيرة ملتهبة _
_ خليك بعيد عن زينة نهائي ومتقربش منها
آدم