رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
نفور منها لكنها كانت مغيبة مثله مما دفعه للتقدم في خطوته بإطمئنان وثقة أكثر ويحالفه الحظ لأول مرة ويتمكن أخيرا من الحصول على قبلته !
لحظات معدودة كانت بمثابة ساعات لهم حتي استفاقت هي على غفلة وابتعدت فورا عنه لم تتطلعه پغضب ككل مرة يحاول فيها الاقتراب منها لكن كانت نظراتها مدهوشة وخجلة بنفس ذات اللحظة وثانية بالضبط ووجدها تندفع للداخل مسرعة
كان جالسا فوق الأريكة ويمسك بكفه كأس الڤوديكا خاصته يرفعه لفمه يرتشفه كله دفعة ثم يعود ويملأه من جديد
وبعدين يارائد في اللي اسمها زينة دي !!
رد عليها في عدم مبالاة
مالها
ردت الأخرى بعصبية وغيرة
نهارك أسود لو كنت حبيتها بجد !
انتصب في جلستها وهتف لها بحدة
في إيه يابت ما تظبطي بعدين حبيتها إيه وكلام فارغ إيه أنا مستنيها تثق فيا كويس وبعدين هخليها تمضي على الورق واسيبها تغور في داهية بعد كدا
رائد بحزم
مش شغلتك !
رمقته بطرف عيناها في غيظ لتعقد ذراعيها وتشيح بوجهها للجهة الأخرى عنه زامة شفتيها بتهكم !!
بصباح اليوم التالي داخل المستشفى
ليه خبيتي عليا يامهرة !!!
كان سؤالا حزينا يحمل بعض الخزي من فوزية الممدة فوق فراشها توجهه إلى حفيدتها الجالسة بجوارها
كنت هقولك ياتيتا طبعا والله بس كنت خاېفة من ردة فعلك وإنك تتعبي وده فعلا اللي حصل لما عرفتي كنتي هتروحي مني
فوزية ببعض الڠضب والمعاتبة
لما اسمع منك غير لما اسمع من الغريب ويقولي بنت ابنك سمعتها بقت في الأرض والمنطقة كلها تبقى عارفة معادا أنا ده اللي قهرني يامهرة !
أنا آسفة سامحيني ياتيتا عارفة إني غلطانة وكان لازم اقولك بنفسي بس كنت خاېفة عليكي والله
فوزية بجدية
هو فينه اللي ميتسمى ريشا ده دلوقتي !
مهرة بتلقائية
وعفوية
معرفش هرب والبوليس لسا ممسكهوش أنا لولا آدم وسهيلة الله اعلم كان ممكن يعمل فيا إيه
وقالت بلهجة شاكرة ومطمئنة
الحمدلله يابنتي
بس ورحمة أبوكي ما أنا سايبة الولية العايبة أمه دي نرجع بس المنطقة وشوفي هعمل فيها إيه
هدرت مهرة مسرعة تردع جدتها عن أفكارها العدائية في الٹأر لها
لا يازوزا بالله عليكي متدخليش في حاجة خالص إنتي لسا تعبانة وأنا ما صدقت مش هستحمل لو تعبتي تاني وبعدين آدم قالي إنه متابع الموضوع وأول ما يمسكوه هيقولي
رفعت فوزية حاجبها باستغراب وأعين تحمل الشك واللؤم لتجيب على حفيدتها
هو إيه حكاية اللي اسمه آدم ده في كل كلمة تلزقي اسمه كدا !!
تجمدت معالم وجهها بدهشة من رد جدتها وسرعان ما اعتلت معالمها التوتر البسيط والخجل تجيبها مسرعة محاولة تفادي الأمر وإنقاذ نفسها
أنا !!!! لا أبدا وهجيب اسمه دايما ليه يعني ده على سبيل كلامنا بقولك اللي حصل يعني هههه أما إنتي عجيبة بصحيح يازوزا !
رمقتها بنصف عين وردت بمكر
أنا برضوا اللي عجيبة !!!
لجأت للعبث والمزاح حتى تتهرب من محاصرة جدتها وهتفت ضاحكة تتصنع القرف منه
يازوزا إنتي مش فاهمة حاجة هو
صحيح جدع ووقف جمبي يشكر يعني بس تعرفي كئيب يعني بيشلني أساسا ولا عليه برود ياختاااي تلاجة وكله كوم ورأسه الناشفة كوم تاني ترميها في الحيطة ترجعلك تاني و
قاطعتها فوزية
متنهدة بأسى وهدرت
مهرة أنا اللي مربياكي ياهبلة يعني لو عرفتي تلفي وتدوري على الكل عندي أنا متعرفيش عنيكي ڤضحاكي وبتقول كل حاجة
اشاحت بنظراتها عن جدتها في عفوية واضطراب تحاول إخفاء أمر مفروغ منه فكما أخبرتها عيناها باتت تتحدث بالنيابة عنها أدركت أن لا مفر من ذلك النقاش سوى المغادرة فاستقامت واقفة تقول مبتسمة بارتباك
أنا هروح الحمام
التفتت وهمت بالانصراف لكن فوزية قبضت على رسغها تمنعها من التقدم هاتفة بصوت هاديء وجاد
بلاش يابنتي ده مش مننا الفرق بينكم زي السما والأرض مش هتجني حاجة غير ۏجع القلب عيشتهم متنفعش معانا ومش هيرحموكي
صوبت فوزية كلماتها بالصميم تماما وتسمرت مهرة على أثر ما سمعته بدهشة ويأس لكنها التفتت برأسها وتمتمت في ثقة وعينان تائهة
بس آدم مش كدا ياتيتا !!
هزت فوزية رأسها بيأس فهمها حاولت الشرح لن تفهم واكتفت بجملتها المشفقة والحزينة
ده الواقع واللي بيحصل يابنتي اسمعي وخدي نصيحتي بلاش تدخلي قلبك في حرب ممكن تخرجي منها مهزومة
تجمعت العبارات في عيناها ببؤس هل تريد منها التخلي بعدما عثرت أخيرا على طوق نجاتها ليتها لم تقابله ليتها لم تسقط أسيرة حبه !!!
كانت تحتسي شرابها الصباحي بحديقة المنزل عندما رأت فاطمة تتجه نحوها بخطوات هادئة حتى وصلت إليها وجلست بجوارها تهتف في ود
صباح الخير يا نادين
وضعت كوب اللبن أمامها والتفتت