الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود

انت في الصفحة 172 من 324 صفحات

موقع أيام نيوز


إلى وجهه مطلقا زفيرا ساخنا كالنيران الملتهبة ويندفع نحو أمه كالثور الهائج يهتف بعصبية 
جلنار مراتي وهتفضل مراتي أنا عمري ما اخدت أوامر من حد حتى لو كان إنتي يا أسمهان هانم فبلاش تصرفاتك دي اللي بتصغرك مش بتعليكي أبدا وتقبلي جلنار عشان اللي إنتي عايزاه لا يمكن يحصل
صاحت به في انفعال هادر وضحكة ساخرة 

أنا كنت عارفة إن ده اللي هيحصل في النهاية بس مكنتش متوقعة إنك بتحبها للدرجة اللي تخليك تقف قصاد أمك عشانها
هدر عدنان 
افعالك هي اللي بتخليني اقف قصادك وعشان أنا بحبها زي ما قولتي أكيد مش هسمح إني اشوفك بتهنيها وأسكت مع إني قولتلك قبل كدا إن احترامك ليها بنسبالي تقدير واحترام ليا أنا
ابتسمت أسمهان باستهزاء وحقد يلمع في عيناها ثم استدارت وسارت باتجاه الباب تهم بالرحيل لولا صوته القوي الذي أوقفها 
أنا لسا مخلصتش كلامي يا ماما 
وقفت على أثر جملته ولم تستدير له حتى حتى سمعت صوت خطواته
تقترب منها ليقف خلفها مباشرة ويهمس بخفوت مريب 
أسرار إيه اللي مخبياها عني ! 
فرت دماء وجهها وشعرت بالبرودة تجتاح جسدها كله في اضطراب وخوف شديد ثم التفتت بجسدها إليه في بطء وغمغمت تتصنع عدم الفهم 
أسرار إيه دي !! 
ابتسم بتهكم وقال في حدة 
أنا اللي بسألك ياماما مخبية إيه عني !! 
أسمهان بتوتر بسيط حاولت إخفائه 
مش مخبية حاجة هخبي إيه عليك يعني ياعدنان 
ازدادت نظراته ظلاما بالأخص بعدما رأى التوتر والخۏف الشديد الذي هيمن عليها مما جعله يتيقن أن تلك الأسرار ليست هينة فأمه
لا تخاف هكذا إلا حين يكون الأمر يستحق المخاطرة للكذب وإخفائه بكل الطرق الممكنة 
أجابها بغلظة 
خۏفك ده بيأكدلي اللي في بالي 
أسمهان بعينان متسعة في دهشة بسيطة 
إيه اللي في بالك ! 
ابتسم بخزى وهدر في صوت رجولي صارم 
سؤالي من البداية غلط وكان لازم اتوقع إنك هتكذبي ومش هتردي عليا بس مسيري هعرف اللي مخبياه عني ده
إنت وأخوك اغلي حاجة في حياتي ومقدرش أشوف حاجة ممكن تأذيكم واقف اتفرج 
لم يجيبها وبقى صامدا كالصخر يستمع لكلماتها بسكون تام حتى تابعت هي بحزن 
يعني أتأكد إني حتى لو غلطت في حاجة قبل كدا فأكيد هتكون لمصلحتكم 
انتظرت أن ترى منه ردة فعل لكن الجمود كان يستحوذه بالكامل فانزلت يدها ببطء وتنهدت بيأس قبل أن تستدير وتنصرف وتتركه أكثر حيرة من ذي قبل حول تلك الأسرار الخطېرة المخفية !! 
منذ رحيله وحاولت أكثر من مرة الاتصال ولكنه لا يجيب على اتصالاتها لتنتهى محاولاتها كلها باليأس وزمت شفتيها في عدم حيلة ثم استقامت واقفة وخرجت باتجاه الشرفة حيث يقف رائد ويتحدث بالهاتف وقفت خلفه تستمع لحديثه المجهول لم تتمكن من المعرفة هل يتحدث مع رجل أم امرأة لكن كانت تسمعه يخبر الطرف الآخر بأنه لن يتأخر وسيأتي له 
لا تعرف لما حدثها الأنثوي يشعر بأن خلف هذا الأمر والرسالة التي وصلت بالصباح اسرار وخفايا لم تعرفها بعد ولم تطمئن لذلك الذي يتحدث معه بالهاتف لا تعرف السبب لكن فطرتها كأنثى أخبرتها ! 
احس بوجودها فالټفت برأسه وابتسم ثم انهى الاتصال بمنادته المزيفة
لصديقه باسمه بأن سيحدثه بوقت لاحق تحركت زينة ووقفت بجوارها تهتف بهدوء 
إنت هتمشي ولا إيه 
رائد بابتسامة لطيفة يخترع كڈبة محترفة 
آه واحد
صاحبي تعبان ولازم اروح اشوفه 
امممم ألف سلامة عليه 
اماء برأسه في امتنان قبل أن يقذف هشام لذهنه فيهدر بغلظة 
هو ابن عمتك ده رجع من السفر امتى 
أجابت زينة باستغراب من سؤاله 
مين هشام !!! رجع اول امبارح ليه !
حك رائد ذقنه وغمغم بخنق ملحوظ فوق معالم وجهه 
أصل نظراته معجبتنيش خالص !
اعتدلت في وقفتها ووقفت على الجانب حتى تكون بمواجهته أكثر وغصنت حاجبيها بحيرة وعدم فهم متمتمة 
مش فاهمة !! 
نظراته ليكي يازينة ده عينه متشالتش من عليكي !! 
سكتت لدقيقة كاملة تحدق به ببعض الدهشة وعدم الاستيعاب حتى هدرت بنفى قاطع 
لا لا أنت أكيد تهيأ ليك كدا لكن هشام أنا متربية معاه وأعرفه كويس أوي بعدين الصراحة تصرفاتك إنت اللي معجبتنيش يا رائد 
أشار لنفسه بسبابته في صدمة 
زينة پغضب بسيط 
مش ده قصدي يارائد بس أنا حسيت إن أنت اللي مش طايقه معرفش ليه ومسكت ايدي فجأة وبطريقة غريبة
ضحك ساخرا بغيظ مكتوم وأردف 
حسيتي !!!! يعني أنا الغلطانة في النهاية ! طيب
يازينة أنا بقول امشي أفضل لأن لو النقاش ده زاد اكتر من كدا هتحصل مشكلة بينا تصبحي على خير ياحبيبتي
ثم ابتعد عنها واندفع نحو باب المنزل فالتفتت له وكادت أن تصيح منادية عليه لكي يتوقف لكن لا تعرف مالذى منعها من إيقافه فأصدرت تأففا عاليا وهي ټضرب قدمها بالأرض في غيظ ! هي أساسا عقلها مشوش منذ الصباح والآن الأمور زادت تعقيدا بعد تصرفه مع هشام وتلك المحادثة التليفونية فلم تعد تعرف مالذي يتوجب عليها فعله أو كيف تتصرف حتى ! 
بعد مرور ثلاث ساعات تقريبا منذ رحيل أسمهان كانت تقف بالمطبخ تقوم بتحضير
شطيرة صغيرة لشعورها بالجوع وبذهنها تتجول جميع الذكريات المؤلمة لا تتوقف
 

171  172  173 

انت في الصفحة 172 من 324 صفحات