رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
وأنا قولتلها إني مش هتأخر
تنهد بهدوء وقال بلطف
_ طيب براحتك يلا هوصلك
هتفت برفض سريع ولهجة خجلة وقد ارتفعت الحمرة لوجنتيها
_ لا مش عايزة اتعبك أنا هروح وحدي
آدم بصوت رجولي خشن وحاد
_ مش هسيبك تمشي وحدك طبعا يازينة يلا بلاش كلام كتير وشكرا على ورق العنب
في جملته الأخيرة لتظهر بشائر الابتسامة على ثغره وهو يقولها فتبادله الابتسامة بأخرى مضطربة دون أن تجيب !
استقامت جلنار واقفة من على الأريكة بعدما سمعت صوت طرق الباب جففت دموعها التي لم تتوقف منذ مكالمتها مع عدنان حملت ابنتها النائمة على قدميها وذهبت بها إلى غرفتها لتضعها على فراشها برفق ثم دثرتها بالغطاء وعادت للخارج في اتجاه الباب
_ مالك ياجلنار
تكلفت الابتسامة وقالت بصوت جاهدت في إخراجه طبيعيا
ثم سبقته هي بالسير إلى الداخل وكان هو خلفها ثم جلس بجوارها على الأريكة وقال باهتمام ونبرة حانية
_ احكيلي في إيه !
تنفست الصعداء بخنق وقالت بخفوت
_ عدنان كلمني
قطب حاتم حاجبيها باستغراب فكيف اتصل بها ورقمها تغير منذ أن جاءت هنا هتف بحيرة
_ على الانترنت شاف صورنا في عيد الميلاد وكلمني واټخانق معايا
رمش بعيناه عدة مرات في عدم فهم ثم اعتدل في جلسته وقال بهدوء ونبرة بدأت تتحول للغلظة
_ واحدة واحدة ياجلنار صور إيه اللي شافها وإزاي شافها وعرف يكلمك على الانترنت إزاي أصلا !!!
أحست بأن دموعها على وشك الانهمار مجددا فشدت على محابسهم وقالت بثبات مصطنع
ظهرت الغيرة في عينان حاتم الذي قال پغضب
_ ما يتنيل يفتكر اللي يفتكره إنتي زعلانة ليه مش هتطلقي منه لما ترجعي إيه اللي مضايقك
جلنار باستياء
_ لازم اضايق ياحاتم لما يتهمني بحاجة زي كدا يبقى لازم اضايق أنا من ساعة ما اتجوزته ومبصيتش لراجل غيره وكنت محترمة جوازنا حتى لو كان فاشل وكنت مجبرة عليه
تمتم بصوت متحشرج
_ وكلمك إزاي برضوا
_ أنا كلمته مرة فديو على نفس التطبيق فهو اتصل بيا عليه النهارده
خرجت صيحة قوية منه حاتم وهو يهتف بسخط
_ نعم كلمتيه
ليه !!!
جلنار بنظرات صارمة وصوت تبدلت نبرتها الهادئة إلى أخرى محتدمة
_ مكلمتهوش عشان سواد عيونه ياحاتم هنا كان واحشها أوي وفضلت زعلانة ومضايقة إنها مش عارفة تكلمه ولا هو بيتصل فاضطريت اتصل بيه عشانها
حاتم پغضب تعجبت منه
_ وهو احنا مش اتفقنا أن إنتي مش هتتواصلي معاه ولا تكلميه خالص ياجلنار إلا لما ترجعي وتتطلقي منه
جلنار
_ مقدرتش ياحاتم اشوف بنتي زعلانة بالشكل ده ثم إن كدا كدا هيعرف مكاني سواء هو أو بابا مش هفضل هربانة منهم كتير أنا كنت بحاول اكسب وقت بس بعيد عنهم عشان افكر هتصرف إزاي لما ارجع
هتف بنظرة ساخرة لا يصدق ما يسمعه من فمها وكأنها على وشك التراجع في قرارها الذي جاءت إلى هنا وهي مصرة عليه
_ليه هو إنتي ناوية ترجعي في كلامك وتتراجعي عن الطلاق ولا إيه !!
لا تفهم سبب حرصه الشديد على طلاقها
هذا ولماذا كل هذا الڠضب والانفعال بمجرد أن أخبرته أنها حدثت عدنان لكنها لم تهتم كثيرا حيث قالت بإصرار وعناد شديد
_ مستحيل اتراجع هيطلقني ڠصب عنه أنا سكت عن حجات كتير بس مش هسكت على شكه فيا
لم يعجبه حديثها مطلقا واحس أنه على وشك خسارتها وأن ذلك العدنان سيعود ويسلبها عقلها فتصبح مسيرة بأوامره وبقلبها الذي سبنبض من أجله فقط
زفر الهواء من فمه بحنق ظاهر ومسح على وجهها متأففا دون أن ينظر لها بينما هي فظلت تتابع انفعالاته الغرببة بتعجب !!
هرولت فوزية مسرعة نحو باب الشقة بعد سماعها لرنة الجرس وعلى وجهها ابتسامة مشرقة وعريضة فقد وصل العريس ومعه عائلته
فتحت الباب وكانت في المقدمة
والدة العريس التي اقتربت وعانقت فوزية بعناق حار وهتفت فوزية بسعادة
_ أهلا وسهلا اتفضلوا
ابتعدت عنها والدة العريس ودخل من خلفها الحاج ممدوح الأعور والد العريس وهو يتنحنح بأدب ويحمل بين يديه علبة مستطيلة من التفاح الأحمر
_ ازي الصحة ياحجة فوزية
_ بخير الحمدلله ياحج اتفضل اتفضل ولا كنش له لزوم والله التعب ده ياحج
أجابها ممدوح بوجه مبتسم
_ يزيد فضلك ولا تعب ولا حاجة دي حاجة صغيرة كدا
وأخيرا كان آخرهم يدخل صابر العريس ويحمل على ذراعيه قفص كبير من المانجا القى التحية على فوزية التي رحبت به ترحيب حار وببشاشة