الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود

انت في الصفحة 132 من 324 صفحات

موقع أيام نيوز


باللحظة التالية فورا بعد أن سحبت ذراعها بحدة هاتفة 
_ ابعد إيدك عني واحد مريض 
لم يعلق ولم يبدي ردة فعل كظم غيظه وبلع اهانتها مجبرا حتى لا ينفعل عليها اكتفى فقط بمتابعتها وهي تتركه وتسير نحو الحمام 
رأته يقف عند السيارة ويمسك منديل ورقي بيده يمسح دماء أنفه فتسمرت بأرضها للحظة تتطلع إليه پصدمة وسرعان ما تمكن منها هلعها حيث هرولت إليه شبه راكضة تهتف 

_ حاتم شو صار ! 
انزل المنديل واجابها بغلظة 
_ مفيش حاجة اركبي يلا عشان نمشي 
بتلقائية أمسكت بوجهه بين كفيها تمعن النظر به بقلق وتهدر بزعر 
_ ليش عم ټنزف إنت منيح 
انزل
يديها بلطف وتمتم بصوت حاول إخراجه لين 
_ كويس يا نادين والله يلا بقى 
قالت بعناد 
_ خبرني الأول شو صار لك ! 
حاتم بنظرة صارمة وصوت خشن 
_ نادين مش وقته أنا على أخرى أساسا بعدين هقولك
ثم استدار وفتح باب مقعده الخاص حتى يستقل بالسيارة لكنه الټفت برأسه أولا لها فيجدها لا تزال تقف خلفه ترمقه بحيرة خرج صوته الرجولي بنظرات حادة 
_ اركبي يانادين !! 
تأففت بخنق والټفت حول السيارة لتفتح الباب وتستقل بالمقعد المجاور له هم بأن يحرك محرك السيارة لينطلق بها لكنها اعتدلت في جلستها حتى تصبح في مقابلته تماما ومدت أناملها تلمس برقة جانب أنفه وتهمس باهتمام وعبوس 
_ بټوجعك 
لمستها الناعمة جمدته فجعل ينظر لها بسكون لكن عيناه تطلق إشارات الإنذار كدليل على تأثره ولوهلة تمنى لو لا تسحب يدها لكنه فاق بسرعة من مفعولها السحرى وأمسك بكفها يهز رأسه بالنفي إجابة على سؤالها وبلا وعي 
ضړبت صافرات الإنذار في عقلها هي الأخرى فسحبت يدها فورا في ارتباك وخجل ملحوظ بعد قبلته الدافئة واعتدلت في جلستها تتطلع أمامها بصمت وتحتضن كفها الذي قبله بين كفها الآخر تخبأه عن عينيه ! 
بعد انتهاء حفل الخطبة 
تجلس زينة
على أريكة طويلة نسبيا ويجلس هو بجوارها كانت جلسة منفردة لهم فقط بعد الحفل 
مرت عشر دقائق حتى الآن وهي مازلت تتأمل المكان من حولها بجمود دون أن تتطلع له حتى أو تتفوه بكلمة واحدة فتنهد هو مغلوبا على أمره وانحنى عليها عليها قليلا حتى يجذب انتباهها له هامسا 
_ مبروووك 
نظرت له أخيرا فور همسه بالقرب من أذنها وابتسمت باستحياء متمتمة 
_ الله يبارك فيك 
رائد بغمزة مشاكسة
_ عقبال كتب الكتاب ياحبيبتي 
تلونت وجنتيها بالون الأحمر وسارعت في تغيير مجرى الحديث حيث قالت بخفوت 
_ مش ناوي تقولي بقى تعرفني من فين 
ضحك بخفة وادرف 
_ إنتي لسا فاكرة !! 
_ طبعا لا يمكن انسى ودلوقتي هتقولي يا رائد بيه 
تنهد الصعداء بقوة ولا تزال الابتسامة تزين ثغره ثم اعتدل في جلسته ليصبح مواجها لها مباشرة وبدأ في الحديث بهدوء تام ونظرات خبيثة 
_ أنا المدير النرجسي والمستفز !
رددت كلمة نرجسي بين شفتيها بتفكير تذكر أنها عملت لفترة وجيزة لدى شركة ترجمة صغيرة وكانت تبغض مديرها دون أن تراه بسبب ما تسمعه من الموظفين عنه وأوامره الصارمة للجميع 
لحظات طويلة مرت حتى أدركت جملة رائد فصاحت پصدمة 
_ إنت بتهزر مش كدا !! 
انطلقت منه ضحكة عالية تبعها رده عليها بالنفي 
_ لا مش
بهزر إنتي متعرفنيش لأني مكنتش ببقى موجود اغلب الوقت ومحدش بيشوفني كتير بس أنا اعرفك أكيد وبعدها بفترة ماما لما جات الشغل بالصدفة عندي وشافتك قالتلي إنك بنت طنط ميرفت
رفعت يدها تمسح على وجهها بذهول وهي تجيبه بعدم استيعاب 
_ أنا مش مستوعبة وإزاي متقوليش يا رائد ده كله
_ هتفرق في إيه إنتي سبتي الشغل من بدري وأنا كدا كدا كنت ناوي اقولك بس حبيت نصبر شوية لغاية ما تتعرفي عليا اصل لو كنت قولتلك من البداية كنتي ممكن تكرهيني اكتر لمجرد إنك ماخدة الفكرة دي عني
ابتلعت ريقها بإحراج بسيط ثم تطلعت له ببراءة تهمس بنبرة تعتذر قبل أن تهتف بالاعتذار حتى 
_ إنت عرفت منين إني كنت بقول عنك كدا ! 
غمز لها في مكر ضاحكا وهدر 
_ أنا بعرف كل حاجة فكان طبيعي اعرف اللي بتقوليه عني وحظك إني عرفت بعد ما ماما قالتلي انتي مين وإلا للأسف تصرفي كان هيبقى مش لطيف 
زينة بغرور وثقة 
_ أنا أساسا سبت الشغل بنفسي كنت بني آدم لا تطاق من غير ما اشوفك 
رفع حاجبه بابتسامة لئيمة ورد عليها مستنكرا في ترقب 
_ ودلوقتي إيه ! 
حركت رأسها يمينا ويسارا بحركة مترددة تهمس في برود مقصود 
_ عادي لا وحش ولا حلو 
_ لا والله !!! 
قهقهت بقوة واردفت مسرعة بعدما لاحظت غيظه من ردها 
_ بهزر اكيد
اختلفت وجهة نظري عنك يعني واتغيرت للأفضل 
عادت الابتسامة تزين شفتيه ليقول بمداعبة 
_ بداية مبشرة الحمدلله
بعد مرور ساعات قليلة 
خرجت من الغرفة متسللة على أطراف أصابع قدمها وبرأسها تتلفت حولها وعيناها تتجول بكل مكان بحثا عنه حتى رأت ضوءا خاڤتا منبعثا من غرفته الخاصة بالعمل سارت بحرص أشد دون أن تصدر أي صوت كلص يخشى أن يمسك به صاحب المنزل 
وصلت إلى باب الغرفة أمسكت
 

131  132  133 

انت في الصفحة 132 من 324 صفحات