رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
إليها بلهجة صارمة ونظرة ثاقبة كلها قوة وجفاء
_ لو اللي بنفكر فيه صح يبقى كل حاجة هتظهر أكيد ..
المهم انتي هتدخلي مكتبه وهتدوري على الملف ده وهتراقبي كل تحركاته الفترة الجاية في الشركة وهتبلغيني بكل تفصيلة تشوفيها .. بس من غير ما نخليه يحس نهائي إننا شاكين فيه
اماءت لها ليلى بالموافقة وقالت برسمية
ابتعد من أمامها وتحرك باتجاه النافذة التي بطول الحائط ووقف أمامها واضعا كلتا قبضتيه في جيبي بنطاله مردفا بتفكير
_ خلاص تقدري تتفضلي يا ليلى
تحركت نحو الباب بصمت تام وغادرت وتركته بين تساؤلاته التي تنهش عقله نهش ! .
في مساء اليوم .......
يقود سيارته في طريقه إلى قصر الشافعي ويضع هاتفه أمامه يجرى عدة اتصالات بجلنار حتى يطمئن عليها لكن دون إجابة يستمر الهاتف في الرنين وبلا جدوى مرة واثنين وثلاثة والنتيجة نفسها ضيق عيناه باستغراب ممتزج ببعض القلق .. وعقله لا يتوقف عن توقع السوء .
بعد دقائق من القيادة السريعة توقف بالسيارة في المكان المخصص لها داخل المنزل وفتح الباب ثم نزل وقاد خطواته المضطربة نحو الباب الداخلي .
أخرج المفاتيح من جيبه ووضعها في قفل الباب فانفتح دخل ثم أغلقه خلفه بهدوء ونزع حذائه بجانب الباب ثم سار نحو الداخل .. كان الهدوء يهيمن على المنزل كله والأضواء خاڤتة فقط هناك صوت بسيط ينبعث من الصالون تماما كصوت التلفاز .. تحرك نحوه بخطوات طبيعية وإذا به يراها جالسة على الأريكة المقابلة للتلفاز وتستند بكلتا يديها على ذراع الأريكة واضعة رأسها فوق ظهر كفيها ونائمة ووساقيها المكشوفان للركبة تفرد جزء منهم بجانبها على طول الأريكة .
فتحت عيناها بخمول ورأت صورته مشوشة قليلا بسبب نعاسها لكنها أدركت أنه هو ودون أن تشعر وجدت نفسها تلف ذراعيها حول رقبته وتنحنى برأسها تدفنها بين ثنايا رقبته هامسة بصوت ناعس وغير واع دون أن تفتح عيناها
انزل نظره إليها يرمقها مطولا ثم يبتسم بساحرية وينحنى برأسه عليها هامسا بمشاكسة
_ قولتيها كتير أوي لدرجة إني بدأت أشك إن قصدك بيها العكس
سمعت همهمات خاڤتة بصوته الهاديء في أذنها لكنها لم تدرك أي شيء وكان النوم هو العامل الأكبر الذي يسيطر عليها الآن .
وصل بها إلى الغرفة واقترب من الفراش فانحنى ووضعها برفق شديد في المنتصف ثم جذب الغطاء ورفعه على جسدها يدثرها به جيدا وكانت ردة الفعل التلقائية منها أنها ضمت الغطاء إليها أكثر في شعور طبيعي بالدفء .. جلس على حافة الفراش بجوارها ثم مد أنامله وأبعد خصلاتها عن وجهها الجميل يتأمل جمالها الساحري والمثير وبحركة لاشعورية منه نزلت أنامله بلمساتها إلى بشړة وجهها الناعمة يستشعر الاختلاف واستمرت لمساته في التنقل على بشرتها بعدم وعي .. لا يذكر متى كانت المرة الأخيرة التي اقترب منها فيها ولمسها دون أو يواجه نفورها الدائم لكل لمسه تخطها يده على جسدها لأول مرة منذ زواجهم روحه تطالب بها .. تتخبط في الأعماق مصرحة بشوقها إلى زهرة العقاپ التي تظهر له كل يوم مدى قسۏتها يبدو أن انتقامها سيكون أشد مما توقعه .
_ أيوة يافريدة
وصله صوتها وهي تأن من الألم وتقول بنبرة متوجعة
_ تعالى ياعدنان بسرعة .. أنا تعبانة أوي آاااه
أجابها فور سماعه تأوهاتها المرتفعة
_ حاضر .. مسافة الطريق وأكون عندك .. هجيب الدكتور معايا
فريدة برفض مسرعة
_ لا لا متجبش الدكتور .. تعالى إنت بس
_ طيب
انهى معها الاتصال واندفع مغادرا الغرفة وقبل أن يرحل توجه إلى غرفة صغيرته والقى نظرة عليها وهي نائمة في فراشها ثم دثرها بالغطاء جيدا وانصرف .
ظلت ممسكة بالهاتف بعدما انهت الاتصال معه وهي تحدق أمامها بغل وتتمتم بشړ يظهر في نظراتها