رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
.
ظلت هنا مستيقظة لوقت طويل ترفض النوم إلا عندما يعود والدها حتى يسرد لها قصتها المعتادة قبل النوم وينام بجوارها ووسط محاولات جلنار الكثيرة معها حتى تجعلها تخلد للنوم موضحة لها أن والدها سيتأخر بالخارج ولن يعود الآن .. لكن الصغيرة صممت على قرارها وبقت جالسة على الأريكة بالصالون بانتظار والدها ومرت ساعة وأكثر حتى بدأ النوم يصعد لعيناها وسيطر عليها تماما فلم تتمكن من مقاومته وخلدت للنوم مكانها على الأريكة .. فحملتها جلنار وذهبت بها إلى الغرفة الصغيرة ووضعتها على الفراش برفق ثم دثرتها بالغطاء وطبعت قبلة حانية على شعرها قبل أن تستدير وتغادر .. وتولت هي المهمة بدالها حيث لازمت الشرفة منذ نومها متأملة أن حاتم قد تراجع .
عدنان
_ دلوقتي
استقامت واقفة وقالت باهتمام أسرعت في إخفائه مسرعة بعد جملتها
_ أنت كويس طيب .. اقصد طلعت إزاي حاتم سحب الشكوى !
كادت أن ترتفع الابتسامة على ثغره من اهتمامها الواضح به لكن سرعات اندثرت وحل محلها الصرامة وهو يهتف بنظراته الشرسة
جلنار بعصبية واندفاع
_ مش هتقربله ياعدنان فاهم ولا لا .. أنا اتكلمت معاه وهو خلاص مش هيقربلي تاني ولا أنا هكلمه
_ كلمتيه !!!
اربكتها نبرته وقسمات وجهه التي تحولت لكنها أجابت عليها بثبات وشجاعة دون أي خوف ظاهر
_ أيوة روحتله بيته عشان اقوله يتراجع عن شكوته ومش عشانك ده عشان هنا بس عملت كدا
قبض على ذراعها پعنف وجذبها إليه صائحا بها بصوت جهوري وعينان مشټعلة بالغيرة
تململت بين قبضته ودفعت يده عنها بصعوبة صاړخة به
_ أنت ملكش حق تتدخل في حياتي وأعمل اللي أنا عايزاه .. ومتنساش إننا أول ما نرجع مصر هتطلقني
صاح بها پعنف وعينان بها نظرات مرعبة ومنذرة
_ انسي الطلاق ده نهائي وطلعيه من دماغك .. طلاق مش هطلق
ظهرت في عيني جلنار نظرات مشټعلة اندمجت بالتحدي وهي تجيبه بثقة واستنكار
_ هنشوف ياعدنان .. لأن باختصار لو مطلقتنيش هخلي عيشتك سودا وهعرفك جلنار الرازي تقدر تعمل إيه .. هروبي بهنا ده كان أول تحذير مني ليك بعد كدا مش هتكون تحذيرات لا أفعال .. وصدقني أنا لو عايزة ادمرك هعملها وبسهولة جدا
علت صوت ضحكته وهو يجيبها مستهزئا
_ تدمريني ! .. كبيرة أوي الكلمة دي وإنتي مش قدها
جلنار بتحدي وڠضب
_ هتشوف قدها ولا لا
ثم اندفعت إلى خارج الشرفة في طريقها إلى غرفتها لكن قدمها التوت فجأة فاصدرت صړخة عالية پألم وسقطت على الأرض جالسة تتأوه بتوجع شديد