رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
هطلعلك
لهجته كانت تملأها الثقة المفرطة مما زعزعت شجاعتها هي لكن رغم ذلك احتفظت بثقتها وردت
_ متقدرش
ابتسم بخبث ورفع حاجة مستنكرا ثقتها بنفسها ثم استطرد بلهجة لا تحمل المزح
_ تتحديني !
استحوذ عليها السكون بعد سؤاله ولهجته التي تثبت جنون أفعاله فإن أكملت بتلك المجادلة ستخرج منها حتما خاسرة .. تنفست الصعداء بعدم حيلة ورفعت أناملها لفمها تطبق علي شفتيها وتضمهم للأمام ثم تبعد يدها متزامنة معها قبلة أرسلتها له بالهواء وهي تبتسم
_ هعتبرها تصبيرة لغاية الفرح يا مهرتي
لم يدهشها بوقاحته المعتادة بقدر ما أخجلها حيث أنهت الاتصال معه دون أي كلمة وتابعته بعيناها فقط وهو يستقل بسيارته ويلوح له بيده مودعا إياها ففعلت المثل وراحت عيناها تتحرك مع السيارة حتى غادرت الشارع بأكمله وتوارت عن أنظارها .. فدخلت غرفتها وهي
_ كنت بتقول لمين مبروك
هشام بنبرة طبيعية وهو يقرب كوب القهوة من فمه يرتشف منه بلطف
_ ده آدم بيعزمني على فرحه .. يوم الخميس
وكأن الماضي لم يعد لديه أثرا حتى لديها وعلى عكس المتوقع ابتسمت بسعادة دون أي ضغينة أو مرارة والتزمت الصمت للحظة ثم هدرت باسمة
توقفت يده بكوب القهوة في منتصف طريقها لفمه والټفت بنظره ناحيتها يرمقها بتعجب ونظرة مطولة فهزت كتفيها ببساطة وتمتمت
_ مالك .. أنت مش حابب تاخدني معاك ولا إيه !
هشام بهدوء تام وأعين دقيقة
_ لا أنا كنت في الطبيعي هعرض عليكي لو حابة تيجي معايا .. بس استغربت حماسك ورغبتك أنك تروحي
_ تستغرب ليه أنت عندك شك أن زينة القديمة لسا عايشة !!
لم تجد إجابة منه وعيناه فقط كانت تستشفي الأسئلة منها التي تطلق إشارات مبهمة وغامضة فتنهدت بعمق والتصقت به لتهمس أمام وجهه مباشرة
_ أنت عارف كويس إني مسحت الماضي من حياتي .. وآدم مكانته عندي حاليا كأخ ليا مش اكتر من كدا
_ أنا عرفت معنى الحب الحقيقي معاك أنت ياهشام .. أنت حبي الأول والأخير
غلبته رغبته وعقله الذي ېصرخ به أن يصنع من تلك اللحظات ذكرى لا تمحى ولا إراديا انحرفت نظراته لتستقر فوق شفتيها فدنى منها يسرق معها لحظات ستوثق للأبد بذاك
بينما هي منشغلة بالتفكير في طريقة تستقبل بها جدها المړيض اقټحمت أمها الغرفة وهي تقول لها باسمة
_ يلا ياهنا البسي عشان جدو زمانه على وصول
انتصبت واقفة وقالت بلهفة
_ بابي معاه
أماءت لها جلنار بالإيجاب وتقدمت نحو خزانتها الصغيرة تخرج لها ثوب طفولي قصير من اللون الأحمر ثم التفتت لها وتمتمت
_ يلا ياهنون عشان تلبسي .. إيه رأيك في الفستان ده
هنا بحماس وعينان لامعة
_ حلو أوي
اقتربت جلنار وچثت على قدميها أمامها ثم بدأت في مساعدة ابنتها بتبديل ملابسها والصغيرة لا تتوقف عن الغناء بمرح فراحت جلنار تشاركها الغناء وهي تضحك .. ووسط اللحظات الحافلة بالأجواء الإيجابية الجميلة سألت هنا بنظرة فضولية
_ مامي هو أنتي هتلبسي احمر زي
ضيقت عيناها بتعجب وردت
_ أنتي عايزاني البس أحمر ليه
زمت هنا شفتيها وردت بكل هدوء طفولي جميل
_ عشان إنتي زهرة حمراء ولازم تبقى لابسة أحمر زي الزهرة
اندهشت من رد ابنتها فاستخوذ عليها السكون لبرهة من الوقت قبل أن تبتسم بحيرة وتسألها
_ مين قالك إني زهرة حمراء !
ابتسمت وسرعان ما تحولت البسمة لضحكة وهي ترفع كفها الصغير تكتم على فمها وتقول برقة ساحرة
_ بابي دائما بيقولك كدا .. وكمان بيقولك يارمانة والرمان لونه أحمر .. هو بابي بيقولك رمانة ليه يامامي اشمعنى الرمان !
انطلقت ضحكة جلنار العالية على سؤال صغيرتها العفوي واجابتها وهي تكمل مساعدتها في ارتداء ملابسها
_ عشان اسمي جلنار .. هو اسم لزهرة حمراء وليها اسم تاني كمان اللي هو زهرة الرمان
هنا بإشراقة وجه وعينان حماسية
_ طيب وأنا معنى اسمى إيه
احتضنت جلنار يدين ابنتها ودنت منها تلثم وجنتيها بحنان أمومي وتهمس بنبرة تنبع بالحب والدفء
_ إنتي الفرحة والسعادة والسرور زي ما كنتي فرحتنا أنا وبابي وسعادتنا لما نورتي حياتنا وكنتي فرحة بابي الأولى
ثم سكتت وتابعت بغمزة لعوب وهي تضحك بخفة
_ عرفتي بقى هو بيقولك هنايا ليه !
أماءت الصغيرة بإيجاب وهي