رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
القاطع والوعيد
_ مش هسمحلك ياعدنان تسيرني على هواك تاني .. من هنا ورايح إنت اللي هتمشي على قوانيني ومزاجي
استقامت واقفة وهي تتنفس بشراسة وسخط .. تقدمت من المرآة تقف أمامها وتلوى ذراعها خلفه ظهرها تمسك بسحاب الثوب تحاول فتحه لكنه عالق وقوى فأخذت تحاول فتحه من جميع الجهات تارة ترفع يدها فوق رأسها وتمسك بالسحاب من أعلى وتارة تلويها خلف ظهرها وكل محاولاتها باتت بالفشل .. في تلك الأثناء كان هو قد دخل الغرفة ورأى محاولاتها البائسة وتلويها بعصبية حتى تفتح السحاب ومن بين شفتيها تصدر تأففا مرتفعا بانفعال .
_ بتعمل إيه !!
عدنان بخفوت ودهشة من انفعالاتها
جلنار بجفاء وعصبية
_ متساعدنيش ومتلمسنيش نهائي فاهم ولا لا
تقدم خطوة منها وغمغم بعدم فهم ونظرات دافئة
_ مالك إيه اللي حصل .. أنا عملت حاجة ضايقتك طيب !!
جلنار بصيحة امتزجت بنظراتها القاسېة
_ قربك مني هو اللي بيضايقني .. متقربش مني تاني أبدا ياعدنان
تنهد الصعداء بعمق وتمتم بصوت رجولي رزين وهادئ تماما رغم صياحها به
_ طيب ممكن تهدي وتفهميني إيه اللي حصل
من فرط ڠضبها لم تدري مالذي تفعله أو الذي تتفوه به .. حيث صاحت بعدم وعي وقسۏة تصوب سهام كلماتها في الهدف بالضبط
________________________________________
مني بيعصبني .. أنا مش فريدة اللي هتستحمل لمستك ليها بالرغم من إنها كانت مش بتحبك .. أنا مش قادرة اسامح ولا استحمل باختصار لأن حتى أنا مش بحبك
رأته ساكن تماما أمامها ونظراته ثابتة بالرغم من الدمار التي خلفته كلماتها المسمۏمة داخله إلا أنه أظهر لها عدم تأثره وبقى صامدا كالصخر يكتفى بصمته وقناع جموده المزيف الذي يخفي ورائه دماءا ټنزف وقلبا ېتمزق أربا ...
بعد ما يقارب النصف ساعة بدلت ملابسها بالحمام وغسلت وجهها وهدأت ثم خرجت من الحمام فوجدت الغرفة فارغة لا أثر له بها .. تسمرت بأرضها للحظات في تفكير .. وكان أول مكان حثها عقلها على الذهاب إليه هو الشرفة .. فهرولت إليها مسرعا ووقفت تتطلع إلى الأسفل تتفقد الحديقة تحديدا مكان سيارته .. وحين لم تجدها أصدرت تأففا مرتفعا في خنق وندم على ما تفوهت به بعدم وعي منها ! ....
وأخيرا توقفت سيارته أمام منزلها وكان السكون التام يهيمن على الشارع الذي تقطن به بالأخص حيث نزل من السيارة متلفتا حوله بتعجب من هذا الهدوء بينما هي فنزلت من ورائه وتحركت نحو بنايتها تدخلها بخطواتها الضعيفة .. فلحق هو بها للداخل .
وقفا أمام باب الشقة فأخرجت المفتاح ووضعته في القفل ثم فتحت الباب ودخلت أولا ثم تبعها هو .. وعيناه جعلت تتجول بجميع أرجاء المنزل الصغير والبسيط .. الأثاث كان كلاسيكيا أقل من درجة البساطة حتى والوان الحوائط بيضاء مائل لونها للأصفرار قليلا .
استفاق على صوتها المبحوح والضعيف
_ خمس دقايق بالكتير وهرجعلك استناني هنا
هز رأسه بالإيجار في ابتسامة لينة بينما فهي فابتعدت وسارت تجاه غرفتها حتى دخلت وأغلقت الباب .. تحرك آدم نحو تلك الأريكة الصغيرة نسبيا وجلس فوقها وبقى يحدق في اللاشيء أمامه بصمت حتى وقعت عيناه على صورة موضوعة داخل حافظ الصور الزجاجي .. فاستقام واقفا والتقطها يحدق بها بابتسامة ساحرة .. كانت الصورة تجمعها هي وسيدة متقدمة في العمر وأدرك أنها جدتها المړيضة .. كانوا أمام شاطيء البحر وهي ترتدي بنطال جينز ومن الأعلى كنزة بحاملات عريضة وتترك شعرها يتطاير حولها بفعل نسمات الهواء ويديها تلفهم حول رقبة جدتها تضمها منها إليها بشكل لطيف .
انتهت مهرة من تبديل ملابسها وخرجت من الغرفة تتجه نحو الحمام لتغسل وجهها .. كانت بحاجة لحمام دافيء وكامل لكنها لا تستطيع أخذه بوجوده معها بالمنزل .. هي أساسا جاءت شبه مجبرة