رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
فوق شفتيه .. أما عينيه فحملت لمعة العشق والشوق لكم يرغب الآن بضمھا إليه يستنشق رائحتها فتتخلل إلى نفسه المشتاقة .
تغيرت وأصبحت أكثر جمالا ..اكتسبت القليل من الوزن في جسدها الضئيل .. ملامحها الطفولية نضجت وباتت تليق حقا بأنثى فاتنة مثلها .. تلك العينان السوداء اللامعة والواسعة والشفاه المنتكزة والأنف المستقيم مع شعرها الطويل المنسدل بخصلات صغيرة فوق وجهها وترفع باقيته لأعلى بمشبك صغير .
_ هشاااام
هرولت إليه شبه ركضا تضمه لها بقوة وتضحك بعدم استيعاب .. لم يكن مجرد ابن أخت زوجها بل هو ابنها أيضا .. كان لها دورا كبيرا في تربيته مع أمه وكبر على يديها .
_ وحشتيني يا فوفا
أدمعت عيناها من فرط سعادتها وابتعدت عنه تلكمه في كتفه بخفة وتهتف بعتاب
_ اخص عليك بقى بعد السنين دي كلها متقولناش إنك جاي !!
_ والله أنا اتصلت بماما الصبح وقولتلها إني راجع ولما عديت من قدام البيت عندكم بالطريق قولت لازم انزل واشوفكم
_ وحشتنا أوي ياغالي
القى نظرة خاطفة على زينة وغمغم بنبرة منبعثة من صميمه
_ صدقيني وانتوا أكتر والله .. أنا مكنتش عايش هناك
_ طالما رجعت مش هنسيبك تمشي تاني خلاص
هشام باسما بنظرة ذات معنى
_ وأنا مش ناوي أفارق تاني أساسا
عقدت زينة ذراعيها أمام صدرها رغم سعادتها بعودته إلا أنها مستاءة منه لغيابه طوال كل تلك السنوات دون أن يتواصل معها بأي شكل من الأشكال ..
_ لسا فاكرني ولا نسيتني كمان يا دكتور
رمقها بعينان مغرمة وهائمة ليهمس بصدق
_ أنا حتى لو حاولت انساكي مش هعرف يازينة
ابتسمت له ولانت ملامحها الحازمة لتقترب منه وتعانقه برقة هاتفا في مداعبة وفرحة تظهر بوضوح في صوتها
_ حمدالله على السلامة .. وحشتني أوي ياصديقي
وقعت عيناه على كفها الأيمن فلمح ذلك الخاتم الذهبي الذي يزين أصبعها .. تلاشت الابتسامة فوق شفتيه وتجمدت معالم وجهه ليظهر عليها الدهشة والألم بآن واحد .. انتبهت لنظراته الثاقبة فوق أصابعها فرفعت كفها تنظر للخاتم ثم تجيبه بحماس
_ تعالى ادخل بس الأول وبعدين هحكيلك .. ده في حجات كتير حصلت في غيابك ياعم .. ادخل يلا
ميرفت ببهجة وسعادة
_ أنا الفرحة مش سيعاني والله بشوفتك يابني
كان بعالم موازي لا يستمع لأي شيء فقط ذلك الشعور المؤلم وكأن سکين انغرزت بقلبه وهو يسألها بمرارة آملا في أن تنفي سؤاله
_ إنتي اتخطبتي يازينة !!!
هزت رأسها بإيجاب في وجه مشرق وابتسامة عريضة خجلة ثم وجدها تمسك بكفه وتسحبه معها للداخل وتلحق بهم ميرفت .
طوال طريق عودتهم وهي تتابع الطريق من الزجاج بسكون لا تنظر له عن طريق الخطأ حتى .. بينما هو فكان من آن لآن ېختلس النظر إليها بحب .. أعين بائسة وعابسة وحين يبعد أنظاره عنها تكون مصحوبة بزفيرا عاليا يطلقه في حنق .
توقفت أخيرا سيارته بالساحة المخصصة لها داخل المنزل .. ففتحت الباب ونزلت قبله لتسير بخطوات شبه سريعة للداخل ومن ثم صعدت الدرج بطريقها لغرفتها .. فتحت الباب ودخلت ثم اغلقته خلفها وتحركت نحو الفراش تجلس فوقه پعنف وتهتف في عصبية
_ جرالك إيه ياجلنار من إمتى وإنتي بتضعفي قدامه .. من إمتى ولمسته بتأثر فيكي بالشكل ده .. مينفعش تسامحيه ومينفعش تنسى اللي عمله معاكي بسهولة .. متنسيش عهدك مع نفسك إنك هتخليه يشرب من نفس الكاس .. بس شكلك إنتي اللي بتشربي من نفس الكاس للمرة التانية بسبب غبائك
نفرت برأسها يمينا ويسارا في ڠضب تهدر بالرفض